الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

إما قتلوا أو سجنوا.. مديرو مستشفيات غزة "أهداف ثمينة" للجيش الإسرائيلي

  • مشاركة :
post-title
تشييع جثمان الدكتور مروان سلطان

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة أكتوبر 2023، لم يعد يتبقى أحد من مديري مستشفيات شمال قطاع غزة إلا وقد تعرض للقتل بالصواريخ داخل منزله، أو تم إلقاء القبض عليه ويقبع داخل غياهب السجون الإسرائيلية، المعروفة بالوحشية في التعامل مع الأسرى الفلسطينيين.

وكانت المنظومة الصحية في قطاع غزة بالكامل، هدفًا استراتيجيًا للجيش الإسرائيلي، مع بدايات القصف الدموي على القطاع، وسجلت منظمة الصحة العالمية أكثر من 1000 هجوم على المرافق الطبية، وباتت المنظومة شبه منهارة تمامًا، مع استمرار النقص الحاد في الأجهزة والإمدادات الطبية والوقود.

مستشفى جراحات في شمال غزة تم تدميرها بالكامل
نقص حاد

ومع استمرار زيادة انعدام الأمن، لم يعد يعمل في غزة سوى 19 مستشفى من أصل 36 مستشفى قبل الحرب، لكنها تعاني من نقص حاد في العاملين الصحيين مع استمرار زيادة عدد المصابين بشكل يومي، ولم يعد بمقدورها إلا توفير الرعاية الصحية الطارئة الأساسية فقط.

وبالنسبة لشمال غزة، فتم تجريده تمامًا من جميع المرافق الطبية، حتى مستشفى العودة لم يعد يعمل إلا بطاقته الدُنيا، ويواجه خطرًا وشيكًا بالإغلاق، وبات الوصول إليه مستحيلًا مع استمرار قصفه وتدمير طوابقه واحدًا تلو الآخر، وفي الأيام الماضية دمرت ضربة صاروخية المستودع الطبي، ونتج عنه احتراق جميع الإمدادات الطبية ومركبات الإسعاف.

استهداف ممنهج للمنظومة الصحية وسيارات الإسعاف
خارج الخدمة

وأصبح أيضًا المستشفى الإندونيسي خارج الخدمة بسبب استمرار الوجود العسكري بالمنطقة، بجانب مستشفى كمال العدوان الذي كان المركز الوحيد لعلاج مرضى سوء التغذية، حيث تسببت الهجمات المستمرة في إجبار المرضى على الإجلاء أو الهروب من المستشفى قبل فوات الأوان.

ولكن العاملين في تلك المستشفيات أيضًا كانوا أهدافًا حية بالنسبة للجيش الإسرائيلي، وبحسب منظمة "مراقبة العاملين في مجال الرعاية الصحية" قتلت القوات الإسرائيلية أكثر من 1500 عامل صحي فلسطيني، كان آخرهم الدكتور مروان السلطان، مدير المستشفى الإندونيسي.

صور عشرات الأطباء والعاملين الذي استشهدوا في غزة وفي المنتصف الدكتور مروان سلطان
خسارة فادحة

وتعرض الدكتور مروان السلطان، لهجوم صاروخي أثناء وجوده في منزله، حيث استُشهد خلال تلك الغارة الجوية، برفقة بعض من عائلته، ومع استشهاده تكون القوات الإسرائيلية قد قتلت أو اعتقلت مديري جميع المستشفيات في شمال غزة، بعدما تمكنت من تدمير شبه كامل للمنظومة الصحية في الشمال.

ووصفت منظمة "مراقبة العاملين في مجال الرعاية الصحية" وفاة السلطان بأنها خسارة فادحة للمجتمع الطبي ولغزة ككل، كونه أخصائي قلب وواحدًا فقط من اثنين متبقيين في المنطقة، وكرّس حياته لرعاية المرضى وتدريب الكوادر الصحية المستقبلية، ويعتبر هو العامل الصحي رقم 70 الذي يقتل على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال الخمسين يومًا الماضية.

جانب من الصلاة على العاملين في الصحة
الأجيال القادمة

وفي الوقت ذاته، لا يزال العشرات من زملاء الدكتور السلطان في السجون الإسرائيلية، بمن فيهم الدكتور أحمد مهنا، مدير مستشفى العودة، ومدير مستشفى كمال عدوان، والدكتور حسام أبو صفية، الذي تعرّض للاختطاف في أواخر ديسمبر 2024، بحسب المنظمة العالمية.

ولا يتسبب استهداف إسرائيل المميت للعاملين في مجال الرعاية الصحية، وفقًا للمنظمة، خسائر فادحة في الأرواح فقط، بل يُدمّر أيضًا عشرات السنين من الخبرات الطبية التي كان يتحلى بها هؤلاء الأطباء، الذين كان من المفترض أن ينقلوا خبراتهم إلى الأجيال القادمة من أطباء غزة.

وحذرت أكثر من 200 منظمة أخرى، بحسب موقع people dispatch، أنه مع انهيار نظام الرعاية الصحية في غزة، يُترك العديد من المصابين ينزفون وحدهم، بعيدًا عن متناول سيارات الإسعاف، محرومين من الرعاية الطبية المنقذة للحياة، خاصة خلال الأيام الماضية التي كانت الأكثر دموية وعنفًا بسبب كمين مساعدات التوزيع الإسرائيلية.

وسوم :