الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

ترامب ينتصر بـ"المشروع الجميل الكبير".. والديمقراطيون يتوعدون بالانتقام الانتخابي

  • مشاركة :
post-title
ترامب يوقع مشروع القانون في احتفال يوم الاستقلال الأمريكي

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

وقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الجمعة، على مشروع قانون تاريخي يتضمن تخفيضات ضريبية تاريخية وإجراءات تقشف مثيرة للجدل، وذلك في احتفال مهيب بمناسبة الذكرى الـ249 لاستقلال الولايات المتحدة، في البيت الأبيض، حيث شهد الحفل عرضًا جويًا استثنائيًا بطائرات B-2 الشبحية ومقاتلات F-35 التي شاركت في الضربات الأخيرة ضد المنشآت النووية الإيرانية.

إنجاز تشريعي تاريخي

تحول البيت الأبيض إلى مسرح احتفالي ضخم، إذ حضر المئات من أعضاء الكونجرس الجمهوريين وأفراد الخدمات المسلحة وعائلاتهم، بحسب ما أشارت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.

وأشاد ترامب بطياري العملية العسكرية ضد إيران قائلًا: "عمل رائع، لا يُصدق، مثالي تمامًا"، مؤكدًا أن التوقيع يمثل "انتصارًا للديمقراطية في عيد ميلاد الديمقراطية".

وأضاف ترامب في كلمته: "بلدنا كان لديه الكثير للاحتفال به في يوم الاستقلال هذا، ونحن ندخل عامنا الـ249، أمريكا تنتصر وتنتصر وتنتصر أكثر من أي وقت مضى".

وبحسب شبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية، قدم رئيس مجلس النواب مايك جونسون مطرقة خاصة لترامب، استخدمها في إقرار القانون، قائلًا: "هذه هي المطرقة المستخدمة لإقرار المشروع الجميل الكبير".

وأشارت صحيفة "واشنطن بوست" إلى أن ترامب وصف الأسبوعين الماضيين بأنهما "لا يصدقان"، مضيفًا: "لم يسبق أن شهدنا مثل هذا الفوز والانتصار".

ترامب يشهد عرضاً جوياً استثنائياً بطائرات B-2 الشبحية ومقاتلات F-35
أكبر حزمة تشريعية

يتضمن القانون الذي أطلق عليه ترامب اسم "المشروع الجميل الكبير"، تمديد جميع التخفيضات الضريبية التي أقرها في ولايته الأولى عام 2017 والتي كانت ستنتهي في 31 ديسمبر المقبل لجميع شرائح الدخل، وفقًا لما أشارت "وول ستريت جورنال".

كما يشمل إعفاءات ضريبية جديدة مبتكرة، تتضمن "عدم فرض ضرائب على الإكراميات" بحد أقصى 25 ألف دولار للشخص الواحد، و"عدم فرض ضرائب على أجور العمل الإضافي" بحد أقصى 12,500 دولار للأفراد أو 25 ألف دولار للأزواج، بالإضافة إلى خصم ضريبي جديد بقيمة 6 آلاف دولار لكبار السن.

وعلى صعيد الإنفاق، يخصص القانون 157 مليار دولار للإنفاق العسكري وأكثر من 150 مليار دولار لإنفاذ قوانين الهجرة وتنفيذ خطط الترحيل الجماعي، مع إلغاء تدريجي لاعتمادات الطاقة النظيفة، وفرض متطلبات عمل جديدة على المؤهلين للحصول على برنامجMedicaid الصحي، وإجبار الولايات على دفع المزيد لبرامج المساعدات الغذائية، بحسب ما تشير "إن بي سي نيوز".

نجاح بأغلبية ضئيلة

شهدت عملية إقرار القانون معركة تشريعية طاحنة، إذ مرر مجلس الشيوخ المشروع بأغلبية ضئيلة جدًا 51-50 صوتًا، مع اضطرار نائب الرئيس جيه دي فانس لكسر التعادل، تبعه مجلس النواب بتصويت 218-214 على أسس حزبية بحتة، وذلك قبل يوم واحد فقط من الموعد النهائي الذي حدده ترامب ليوم 4 يوليو، كما ذكرت شبكة "إن بي سي نيوز".

وأشارت صحيفة "واشنطن بوست" إلى أن ترامب تغلب على الانقسامات داخل الحزب الجمهوري، إذ اعتبر البعض أن المشروع يسرّع من الإنفاق بالعجز، بينما رأى آخرون أن التخفيضات في برنامج Medicaid قاسية جدًا.

وأكد مسؤول كبير في البيت الأبيض أن ترامب كان "القوة الشاملة الحاضرة وراء هذا التشريع"، مضيفًا: "لا يحصل كثير من الرؤساء على فرصة الحكومة الموحدة، ولا يحصل كثير منهم على فرصة تشريع الغالبية العظمى من وعود حملتهم في قطعة تشريعية واحدة".

قدم رئيس مجلس النواب مايك جونسون مطرقة خاصة لترامب استخدمها في إقرار القانون
تأثيرات اقتصادية ومالية

حذّر مكتب الميزانية غير الحزبي في الكونجرس من أن القانون سيزيد العجز في الميزانية بـ3.4 تريليون دولار خلال العقد المقبل مُقارنة بعدم فعل شيء، وفقًا لـ"وول ستريت جورنال". وقدرت شبكة "إن بي سي نيوز" أن 11.8 مليون شخص قد يفقدون تغطيتهم الصحية؛ بسبب التخفيضات في برنامج Medicaid والأحكام الأخرى، مع توقعات بأن ملايين الوظائف ستختفي.

ومن جانبه وصف ترامب المشروع بأنه سيجعل البلاد "كالصاروخ اقتصاديًا" بعد تطبيقه، مؤكدًا أن "البلاد تحقق كل أنواع الأرقام القياسية الاقتصادية الآن، وهذا قبل أن يبدأ هذا المشروع".

معارضة ديمقراطية شديدة

واجه المشروع معارضة ديمقراطية شديدة، إذ ألقى زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب حكيم جيفريز خطابًا استمر لفترة طويلة، وصف فيه المشروع بأنه "مشروع قانون كبير وقبيح واحد" لا يجعل الحياة أكثر قابلية للتحمل ماليًا للأمريكيين العاديين.

وأكد جيفريز: "كنا رفضًا مطلقًا الأسبوع الماضي، ورفضًا مطلقًا هذا الأسبوع، وسنستمر في الرفض المطلق لهذا الجهد لإيذاء الشعب الأمريكي".

وحذّر زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، قائلًا: "هذا التصويت سيطارد زملاءنا الجمهوريين لسنوات قادمة، بسبب هذا المشروع سيفقد عشرات الملايين تأمينهم الصحي، وستختفي ملايين الوظائف، وسيمرض الناس ويموتون".

وأظهر استطلاع جامعة كوينيبياك الأخير أن 53% من الناخبين المسجلين يعارضون المشروع، مقابل 27% فقط يؤيدونه، مما يعطي الديمقراطيين أملًا في جعله قضية محورية في الانتخابات النصفية لعام 2026.