صعَّد الاحتلال الإسرائيلي هجومه على غزة قبل محادثات وشيكة حول وقف إطلاق النار، إذ شنّت السفن الحربية والمدفعية واحدة من أعنف عمليات القصف وأكثرها دموية على الأراضي الفلسطينية المدمرة منذ شهور.
وفقًا لصحيفة "ذا جارديان" البريطانية، أفاد مسعفون ومسؤولون في غزة باستشهاد نحو 90 شخصًا خلال اليومين الماضيين، بينهم العديد من النساء والأطفال.
ومن بين الضحايا مروان السلطان، طبيب القلب ومدير المستشفى الإندونيسي في شمال غزة، الذي استُشهِد في غارة جوية أسفرت أيضًا عن استشهاد زوجته وأطفاله الخمسة.
وفي المجمل، يُحتمل أن يكون نحو 300 شخص قد استشهدوا هذا الأسبوع وجُرح آلاف آخرون، وفقًا للمسؤولين في قطاع غزة.
وعلى الرغم من موجة العنف الجديدة في غزة، ازدادت آمال وقف إطلاق النار بعد تسليم حركة حماس الفلسطينية، اليوم الجمعة، ردَّها على المقترح الأمريكي لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، بحسب بيان الحركة.
ووصف مسؤول فلسطيني مطلع على جهود الوساطة، لـ"رويترز"، رد حماس بأنه "إيجابي وسيساعد في التوصل لاتفاق".
وفي وقت سابق من اليوم، كشفت هيئة البث الإسرائيلية عن النص الكامل للمقترح الذي يتضمن هدنة لمدة شهرين مع ضمانات من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأعلن ترامب، الثلاثاء، قبول إسرائيل بشروط الصفقة المحتملة مع حماس.
وتتضمن الصفقة وقفًا مبدئيًا للحرب لمدة 60 يومًا، وانسحابًا جزئيًا للقوات الإسرائيلية من غزة، وإطلاق سراح بعض المحتجزين لدى حماس.
ومن المقرر أن يتوجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن، الأحد المقبل، لإجراء محادثات مع ترامب وكبار المسؤولين الأمريكيين.
ومن المتوقع أن يناقشوا وقف إطلاق النار، والحرب الأخيرة بين إسرائيل وإيران، وإمكانيات إبرام اتفاقيات إقليمية.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، وصف وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، وجود "مؤشرات إيجابية" لوقف إطلاق النار، فيما صرح وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين، لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية بأن هناك "استعدادًا مؤكدًا للتوصل إلى اتفاق".
انهار وقف إطلاق نار سابق بين إسرائيل وحماس في 18 مارس، عندما تراجعت إسرائيل عن وعدها بالانتقال إلى مرحلة ثانية من المحادثات.
ومنذ ذلك الحين، استشهد ما يقرب من 6500 شخص في غزة في موجات متتالية من الغارات الجوية الإسرائيلية والقصف المتواصل.
ويبدو أن موجة الهجمات المكثفة في الأيام الأخيرة تهدف إلى الضغط على حماس في المفاوضات.
وفي مدينة غزة، استُشهِد 12 شخصًا وجُرح كثيرون أمس الخميس في غارة على مدرسة مصطفى حافظ، التي تؤوي النازحين، في حي الرمال، وفقًا لمحمد المغير، مسؤول الدفاع المدني.
جمعت حشود المعزين في مستشفى الشفاء، حيث بكى الرجال والنساء على جثث ذويهم، وقالت امرأة فقدت أقاربها في الغارة ولم تذكر اسمها: "لم يبقَ لنا من الحياة شيء.. لقد رحلت ابنتاي، والآن أُحرقت ابنة أخي مع أطفالها الستة وزوجها، فليُبيدونا حتى نرتاح أخيرًا".
وتُظهر استطلاعات الرأي أن الجمهور الإسرائيلي يريد إنهاء الحرب وإعادة المحتجزين المتبقين إلى ديارهم.
ومع ذلك، لا تزال هناك فجوات كبيرة، فإسرائيل تريد نزع سلاح حماس ونفي قيادتها في غزة، بينما تريد حماس ضمانًا بوقف دائم للأعمال العدائية داخل القطاع.
يبدو أيضًا أن هناك اتفاقًا بشأن إيصال المساعدات إلى غزة، إذ من المرجح أن تقود الأمم المتحدة والهلال الأحمر الفلسطيني الجهود الإنسانية، بينما سيواصل الهلال الأحمر الفلسطيني عمله أيضًا.
وسيؤدي الاتفاق الجديد إلى أن تُحكم غزة من قبل مجموعة من الفلسطينيين المؤهلين بدون انتماءات سياسية بمجرد التوصل إلى وقف إطلاق النار.