الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

غارات ليلية تستهدف العائلات.. الاحتلال يبث الرعب بين نازحي غزة

  • مشاركة :
post-title
الغارات الليلية للاحتلال الإسرائيلي في غزة

القاهرة الإخبارية - ياسمين يوسف

يتعمد جيش الاحتلال الإسرائيلي، إثارة الذعر والرعب بين سكان غزة، عبر قصفهم في غارات ليلية، فلا يمكن للكبار قبل الأطفال الفرار ويسقطون ضحايا القصف الغشيم.

غارات غبية

روى محمد بركة، وهو نازح من عبسان الكبيرة في خان يونس، جنوبي قطاع غزة، لموقع "القاهرة الإخبارية"، تفاصيل إحدى هذه الغارات، قائلًا: "قبل أربعة أيام كنا في خيمتنا كباقي الليالي نائم وعائلاتي، وفى تمام الساعة الثانية والنصف فجرًا سمعنا صوت انفجار ورأينا لهبًا يتصاعد إلى السماء".

وأضاف بركة (29 عامًا): "تطايرت خيمتي والخيام المجاورة.. بحمد الله لم يُصب أحد من عائلتي.. نجونا بفضل الله، وخرجت من خيمتي أبحث عن مكان الاستهداف وأتفقد من حولي بعد تفقد خيمتي وعائلتي".

وتابع: " عشنا لحظات من الخوف والرعب.. ذُعِر الأطفال والكبار، وكان هناك عائلة تم استهداف خيمتهم واستشهدت العائلة بالكامل.. الأب والأم واثنين من الأبناء وفتاة، وفتاة أخرى من عائلة مجاورة للخيمة المستهدفة، وبلغ عدد الإصابات 20 شخصًا، من بينهم 4 إصابات خطيرة".

قصف بعد منتصف الليل

أيضًا، قال عُدي فضل أبو طعيمة، الموجود حاليًا في منطقة المواصي بخان يونس، إنه في إحدى الليالي في نحو الساعة 2 بعد منتصف الليل، كان جميع أفراد العائلات في المخيم نائمون، ودون سابق إنذار استهدف الاحتلال خيمة تعود للمواطن أحمد نبيل أبو طعيمة استشهد على إثرها هو وزوجته وأطفاله الثلاثة الذين لم يبلغوا الـ6 سنوات".

أُصيب عدد كبير من النازحين المجاورين للخيمة المستهدفة وخلَّف ذلك القصف دمارًا كبيرًا بالخيام التي يستترون خلفها، وفقًا لما رواه "أبو طعيمة" لـ"القاهرة الإخبارية".

تابع: "عشنا وقتها رعبًا كبيرًا وخوفًا.. تدمرت خيمتنا، كنت نائمًا واستيقظت على صوت الانفجار، كنت أنفض الغبار والرمال عني وأنادي على إخوتي وأمي وأبي، وعلمت أنهم لا يزالون على قيد الحياة، إلا أن النيران كانت لا تزال مشتعلة.. أصاب القصف الخيمة المجاورة لنا، وخلال دقائق بعد أن استجمعت قواي ركضت مع الآخرين لنسعف المصابين ونلملم جثث الشهداء".

أوضح "أبو طعيمة" أن المخيمات يغلب عليها السواد الكبير (الظلام)، مضيفًا أنها تعاني من عدم وجود مصادر إضاءة دائمة، وإذا توفرت تكون خافتة وقليلة جدًا.

نسيم حسن مدير الإسعاف في مستشفى ناصر الطبي
استهداف العائلات ليلًا

من جهته، أكد مدير الإسعاف في مستشفى ناصر الطبي نسيم حسن أن "العنف والتوحش هو سمة جميع غارات جيش الاحتلال، سواء نهارية كانت أو ليلية، ولكن ليلًا يكون الناس نائمين ويكون صوت الانفجارات أقوى ومسموعًا أكثر، ما يسبب للأطفال حالة من الرعب.

وقال "حسن"، خلال حديثه مع موقع "القاهرة الإخبارية"، إن "أغلب الأوقات في الليل تكون استهدافات للعائلات بأكملها، حين يكون رب الأسرة والزوجة والأولاد نائمون ولا يتمكنون من الفرار، ففي النهار يصاب الأشخاص في الشوارع بشكل عشوائي، حيثما كانوا يمرون".

وتابع: "أغلب الاستهدافات في الغارات الليلية تكون على خيام النازحين، التي يتم أغلب استهدافها من الطيران الحربي من خلال طائرات f-16 وf-35 ، وعليه يكون عدد الشهداء أكثر، ويدفن الأشخاص تحت التراب، فضلًا عن الحرائق الهائلة نتيجة اشتعال النيران في قماش الخيام".

شلل في المناطق الحمراء

أوضح حسن أن طواقم الإسعاف تواجه صعوبة كبيرة في عمليات إنقاذ المصابين في الغارات الليلية بسبب عدم وجود إضاءة وعدم وجود سيارات وعدم وجود اتصالات بينما توجد سيارات الإسعاف بأعداد قليلة ولا تستطيع تغطية جميع أماكن الاستهدافات.

وأشار حسن إلى عجز طواقم الإسعاف في الوصول إلى المصابين في المناطق الحمراء، وهي المناطق التي يحتلها الجيش الإسرائيلي وتمثل أكثر من 80% من مساحة غزة.

وتابع: "يعتبر الاحتلال الإسرائيلي هذه المناطق مناطق قتال ويمنع وصول سيارات الإسعاف إليها حتى لو كان هناك استهدافات في النهار أو في الليل".

وأشار إلى أن في المناطق الحمراء تكون هناك استهدافات ولكن يصعب على الطواقم الإسعاف الوصول إليها، ولذلك يسقط عدد كبير من الشهداء فيها، ويتم انتشال جثثهم عبارة عن هياكل عظمية ويكون من الصعب التعرف عليها، فضلًا عن المفقودين.

وأضاف: "بعض جثامين الشهداء تنهشها الكلاب الضالة والقطط"، وبحسب تأكيد يوجد ما لا يقل عن 11 ألف مفقود منذ بداية الحرب، وهو أيضًا ما تؤكده البيانات الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة في قطاع غزة.

إمكانيات محدودة

لفت "حسن" إلى أن سيارات الإسعاف تعمل ضمن المناطق التي تسمى مناطق إنسانية، وهي المناطق الغربية من القطاع، وتبلغ مساحتها نحو 20% فقط من مساحته، ويتكدس فيها النازحون تحت أوامر الإخلاء القسري أو الضربات الجوية.

وفي أثناء حديث حسن مع "القاهرة الإخبارية"، وصل أكثر من 15 شهيدًا إلى مستشفى ناصر، إلى جانب أكثر من 60 إصابة نتيجة الاستهداف المباشر لمنتظري المساعدات في المناطق التي تصنف على أنها حمراء.

200 غارة في ليلة

أكد "حسن" أن هناك الكثير من الغارات العنيفة، ولا سيما الحزامات النارية التي تسبق أي عملية برية للاحتلال، وهناك العشرات بل المئات من الشهداء في هذه الغارات ويصعب وصول طواقم الإسعاف إلى أماكن الاستهدافات بسبب كثافة الغارات".

وأشار إلى يوم 18 من شهر مارس عندما استؤنفت الحرب على غزة، كان هناك أكثر من 200 غارة على مستوى القطاع في ليلة واحدة، ولم تتمكن سيارات الإسعاف من الخروج من مواقعها إلا بعد عدة ساعات بسبب كثافة الغارات وعدم وجود اتصالات حتى يتم تحديد أماكن الاستهدافات.