الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

هدنة على أعتاب الدخان.. حماس تميل للقبول ونتنياهو يراها "فرصة لا تتكرر"

  • مشاركة :
post-title
نتنياهو وصف الصفقة المرتقبة بأنها فرصة لن تتكرر

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

في لحظة يترقب فيها العالم بأسره رائحة هدنة قد تنبعث من ركام غزة، يؤكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرب الإعلان عن اتفاق لوقف إطلاق النار وتبدي إسرائيل قبولًا لهذا الاتفاق، فيما تتردد أصداء "رد إيجابي" من جانب حماس على المقترح الأمريكي الجديد لإنهاء الحرب في القطاع المدمَّر لتنتهي مأساة الفلسطينيين المجوعين.

ثلاث قوى

ومع دخول الحرب شهرها التاسع، تقف إسرائيل عند مفترق طرق تتجاذبها ثلاث قوى، ضغط داخلي يطالب بالحسم العسكري، وضغط عائلي لا يهدأ لإنقاذ المحتجزين، وضغط دولي وأمريكي تحديدًا، ما يدفع نحو تسوية دبلوماسية تعيد ترتيب أوراق الشرق الأوسط.

وحسب "يديعوت أحرونوت" العبرية، فبين هذا وذاك، يلوِّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بما يصفه بـ"فرصة لا تتكرر إلا مرة كل جيل"، ساعيًا إلى تحويل مأساة الحرب إلى مكسب إقليمي وتاريخي قد يحمله إلى الانتخابات المقبلة كصانع للسلام لا كقائد لحرب استنزفت الأرواح.

رد إيجابي من حماس

وحسب "يديعوت أحرونوت"، فإن حركة حماس الفلسطينية ناقشت الخطوط العريضة للمقترح الجديد، الذي يتضمن وقف إطلاق نار لمدة 60 يومًا مقابل إطلاق 10 محتجزين أحياء و18 جثة، وأنها ستقدّم الرد بعد انتهاء المحادثات"، مشيرة إلى أن مصادر مقربة من الحركة قالت إنها أبدت قبولًا أوليًا، لكن حتى الآن لا تتوفر تفاصيل دقيقة ورسمية حول الشروط الكاملة للرد.

وعُقِد مساء الخميس اجتماع للحكومة الإسرائيلية المصغرة للإفصاح عن موقفها بشأن غزة، ويُنتظر أن تصدر قرارات حاسمة، تتراوح بين استمرار العمليات العسكرية أو توقيع اتفاق إقليمي شامل بمشاركة دول جوار أو التوصل مجددًا إلى اتفاق جزئي، وحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت"، تطالب الحكومة الإسرائيلية بإجماع لإقرار الخيار المناسب.

ضغط أمريكي

ويواصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الضغط على القناة الدبلوماسية للتوصل إلى وقف شامل للحرب في غزة، ويدعم هذا التوجه تصريحاته الأخيرة لعائلة المحتجز عيدان ألكسندر "سنبرم الصفقة"، ومن المتوقع استئناف المحادثات في قطر حول هذا الصدد، في ظل إمكانية ضغوط واضحة من ترامب لإقناع حماس بالصفقة.

قالت مصادر لـ"يديعوت أحرونوت" إن رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير أعلن أن الجيش وصل إلى حدوده الإستراتيجية المحددة، وسيعرض على القيادة السياسية بدائل واضحة بعد انتهاء المرحلة الحالية من عملية "عربات جدعون"، وأضاف المتحدث العسكري الإسرائيلي إيڤي دوفيرين أن "البدائل تشمل وقف مؤقت أو استمرار العمليات".

فرصة نتنياهو

يتأثر نتنياهو بالتحضير للانتخابات القادمة، إذ ترى الحكومة أن توقيع اتفاق دبلوماسي واسع قد يؤمن له مخرجًا متميزًا سياسيًا، كما يشكل الضغط الأمريكي -خصوصًا عبر ترامب- عامل دفع إضافي، مقابل تراجع محور إيران في المنطقة وتفكك التحالفات الشيعية.

وكشفت مصادر حكومية إسرائيلية، بحسب "يديعوت أحرونوت" عن مساعٍ من نتنياهو للتوصل إلى اتفاق يضع نهاية للحرب، مع إطلاق سراح لجميع المحتجزين، وهزيمة "نمطية" لحماس، وربط الاتفاق بمبادرات إقليمية، إذ وصف نتنياهو ذلك بأنه "فرصة سياسية تحدث مرة في العمر".

في المقابل، أرسل ستة أعضاء كنيست بينهم من حزب الليكود ودينيين وعدوانيين رسالة لنتنياهو تطالب بـ"هزيمة كاملة" لحماس وسيطرة تامة على غزة، محذرين من أن أي اتفاق جزئي سيكون "خطرًا وجوديًا على إسرائيل"، مؤكدين أنهم لن يقبلوا إلا بـ"نصر كامل" .

وبحسب "يديعوت أحرونوت"، فأمام إسرائيل ثلاث خيارات إستراتيجية: توقيع اتفاق تبادل الأسرى مع وقف مؤقت، أو شن عملية احتلال شامل للقطاع مع جميع التبعات، أو فرض حصار طويل مع فتح ممرات إنسانية، وهو سيناريو مكلف ويحتاج لإعداد طويل.