الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

إسرائيل تلاحق أشباح إيران.. شبكة جواسيس طهران تتوسع داخل إسرائيل

  • مشاركة :
post-title
شبكة جواسيس طهران تتوسع داخل إسرائيل

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية عن سلسلة اعتقالات أمنية نفذتها أجهزة الأمن الإسرائيلية خلال اليومين الماضيين، شملت ستة أشخاص متهمين بالتجسس لصالح إيران، في إطار ما وصفته الشرطة الإسرائيلية بأكبر تحقيق أمني مرتبط بعملاء أجانب منذ سنوات.

الحدث الأبرز وقع الأربعاء الماضي، عندما تم اعتقال شاب يبلغ من العمر 25 عامًا من مدينة بئر السبع فور هبوطه في مطار بن جوريون، بناء على توصيات مباشرة من جهاز الأمن العام (الشاباك)، بتهمة التورط في نشاطات أمنية سرية والتواصل مع عميل إيراني.

اتساع دائرة الجواسيس

بحسب بيان صادر عن الشرطة الإسرائيلية، نفذت وحدة مكافحة الاحتيال في المنطقة الجنوبية، وبتوجيه من جهاز الشاباك، عملية اعتقال دقيقة استهدفت شخصًا إسرائيليًا من بئر السبع، لحظة وصوله إلى مطار بن جوريون، وذلك للاشتباه في تواصله مع عملاء إيرانيين طيلة عام ونصف العام، إذ قررت الجهات القضائية الإسرائيلية تمديد توقيفه حتى السابع من يوليو الجاري، لاستكمال التحقيقات.

يعد هذا المشتبه به هو السادس ضمن سلسلة اعتقالات جرت خلال 48 ساعة، الأمر الذي يشير إلى اتساع دائرة تورط الإسرائيليين في عمليات تجسس لصالح إيران داخل إسرائيل.

تجنيد عبر تليجرام

في تطور موازٍ، قدمت النيابة العامة الإسرائيلية صباح الخميس لائحة اتهام ضد شابين من مدينة طبريا المحتلة، هما يوني سيجال (18 عامًا) وناهوراي مزراحي (20 عامًا)، بتهم تتعلق بالتجسس لصالح جهات إيرانية، وتتضمن التهم التواصل مع عميل أجنبي، ونقل معلومات للعدو، وعرقلة سير العدالة.

ووفقًا للائحة الاتهام، بدأ التواصل بين المتهمين والعملاء الإيرانيين في منتصف مايو الماضي عبر تطبيق "تليجرام"، وتظاهر هؤلاء العملاء في البداية بأنهم نشطاء يساريون من الحركة الاحتجاجية ضد حكومة نتنياهو، وطلبوا من الشابين تنفيذ مهام أولية مثل كتابة شعارات احتجاجية وحرقها مقابل مبالغ بالعملة الرقمية.

لكن مع الوقت، تم تكليف المتهمين بشراء "هواتف عملياتية" وتنفيذ مهام تصوير دقيقة لمواقع حساسة داخل المدن الإسرائيلية، من بينها مراكز تجارية ومستشفيات كمستشفى إيخيلوف في تل أبيب، ومواقع في حيفا ونتانيا، وأشار الادعاء إلى أن المعلومات التي تم نقلها تضمنت تفاصيل أمنية مهمة حول مواقع الكاميرات، عدد الحراس، ومداخل المنشآت.

تجسس بـ2000 شيكل

وفي ملف منفصل، وجهت لائحة اتهام إلى مارك مورجان بينسكي (33 عامًا) من حي الحمرا في إسرائيل، بتهمة تنفيذ مهام أمنية لصالح جهات إيرانية مقابل أموال، وتبين من التحقيق أن بينسكي تواصل مع عميل إيراني يُدعى "أليكس" عبر مجموعة تليجرام، وعرض عليه الأخير مبلغ 2000 شيكل يوميًا مقابل تنفيذ سلسلة من المهام، رغم علمه المسبق باحتمالية انتماء الجهة إلى استخبارات إيرانية.

أرسل المتهم وثائق تحقق شخصية للعميل، منها صورة بطاقته الشخصية ومقاطع فيديو لتوثيق هويته، مقابل تحويل مالي سريع، ما يدل على مستوى متقدم من التعاون.

الزوجان إسرائيلوف وأهيئيل

كما اعتقلت الشرطة الإسرائيلية، الاثنين الماضي، الزوجين يفدا إسرائيلوف (31 عامًا) ودوريا أهيئيل (29 عامًا) من مدينة رعنانا، بتهم تتعلق بالتجسس لصالح إيران، وبحسب المصادر الأمنية، تشمل التهم الموجهة إليهما نقل معلومات سرية قد تضر بأمن الدولة، والتآمر لارتكاب جرائم أمنية، والتواصل مع عملاء أجانب، إضافة إلى حيازة وتعاطي المخدرات.

قررت محكمة إسرائيلية تمديد احتجازهما لمدة ثمانية أيام، بينما تواصل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية جمع الأدلة حول طبيعة المعلومات التي تم نقلها، وهوية الأطراف الخارجية المشاركة.

إستراتيجية إيرانية جديدة

بحسب التقييم الأولي لجهاز الشاباك، فإن هذه السلسلة من القضايا تشير إلى إستراتيجية جديدة تتبعها إيران في التجنيد والتغلغل داخل المجتمع الإسرائيلي، عبر وسائل تواصل اجتماعي مشفرة، وعبر مهام صغيرة تتطور لاحقًا إلى مهام استخبارية معقدة.

ووفقًا لما نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، فإن المحققين يشتبهون في أن هذه العمليات ليست حوادث فردية، بل جزء من حملة تجسس ممنهجة تقودها طهران، تستهدف اختراق مؤسسات مدنية وأمنية داخل إسرائيل.