تأتي قضية حماية حقوق الملكية الفكرية، على رأس الأولويات التي تهم العالم، وهو ما نتج عنه مؤتمر الملكية الفكرية الذي احتضنه معرض القاهرة الدولي للكتاب، أمس الخميس، في دورته الـ 54، وحرص موقع "القاهرة الإخبارية" على التحدث مع خوسيه بورغنيو، رئيس اتحاد الناشرين الدوليين، خلال زيارته إلى مصر، ومشاركته الأولى في مؤتمر الملكية الفكرية، حيث كشف في حواره أن الاتحاد على استعداد للتعاون في صياغة قوانين جديدة، لما يمتلكه من خبرة طويلة تساهم في الخروج بتوصيات فعالة، تخدم الاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية التي أطلقتها مصر.
وأبدى خوسيه إعجابه بالاستراتيجية بعد قراءتها، مؤكدًا في حواره أنهم يدعمون الدولة المصرية في صياغة قوانين جديدة؛ لتفعيل الاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية التي أُطلقت في سبتمبر الماضي، مطالبًا بأن تكون حماية الناشر وحقوق النشر في قلب هذه الاستراتيجية، مؤكدًا أن تزوير الكتب والقرصنة تسبب خسائر للعالم بمليارات الدولارات والتي تختلف من دولة لأخرى.
كيف رأيت مشاركتك الأولى في معرض القاهرة الدولي للكتاب، من خلال مؤتمر الملكية الفكرية؟
سعيد للغاية بمشاركتي في هذا المؤتمر، ونحن ندعم مصر التي تطبق استراتيجية جديدة للملكية الفكرية، ولا شك أن قضية الناشرين وحماية حقوق النشر يجب أن تكون في قلب هذه الاستراتيجية الجديدة، بينما مصر تبني هذه الاستراتيجية وتعمل على صياغة قوانين جديدة لحماية الملكية الفكرية فهذا أمر جيد جدًا نحن نؤيده ونسعد بالمشاركة فيه.
وبدأنا بالتفكير في تطبيق قانون حديث للملكية الفكرية، ونريد أن تكون حقوق النشر والناشرين في قلب هذا القانون الجديد، لذلك نحن سعداء جدًا وعلى استعداد للعمل مع الحكومة المصرية في تنفيذ ذلك.
وماذا عن كيفية دعم اتحاد الناشرين الدوليين لمصر في الاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية؟
نمتلك تاريخًا طويلًا في الاتحاد ونقوم بمساعدة جميع أعضائنا، وكلما كان هناك قانون جديد قيد التنفيذ أو صياغة استراتيجية جديدة تعمل على حماية حقوق النشر والملكية الفكرية، نقدم الدعم لهم، حيث إن لدينا الخبرة الكافية في كيفية صياغة قوانين جديدة، والتي تكون مفيدة للغاية للمؤلفين والناشرين وأصحاب الحقوق، ولذلك نقدم للحكومة المصرية الدعم من خلال خبرائنا الذين لديهم خبرة في صياغة هذه القوانين، وهو ما يمثل تعاونًا بين الاتحاد والدولة المصرية.
وهل هناك خطوات ملموسة للتعاون في هذا الإطار؟
لا هذه المرة الأولى التي نشارك في الاستراتيجية، ولذلك تم دعوتنا للحديث في مؤتمر الملكية الفكرية، ولقد قرأنا الاستراتيجية التي ندعمها، ونحن مستعدون للعمل والمشاركة في المستقبل في هذا المجال.
كيف رأيت الاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية بعد قراءتك لها؟
مهمة وفعالة جدًا، وبداية جيدة، وهي استراتيجية عامة وغير محددة، ولذلك نود أن نرى في أسرع وقت صياغة القوانين الجديدة بشكل من التفصيل، لأن التفاصيل دائمًا مهمة، ولكن بشكل عام الاستراتيجية كبداية مهمة وجيدة جدًا في هذا الصدد.
ما رؤيتك للتحديات والصعوبات التي تواجه الناشرين والصناعة؟
التحديات تختلف من دولة إلى أخرى، مثل القرصنة وتزوير الكتب الرقمية والورقية وهو ما يتطلب سن بعض التشريعات التي من شأنها أن تساعد الناشرين في التواصل مع المنصات الرقمية وإزالة المحتوى المُخالف عليها.
برأيك كم تخسر صناعة النشر بسبب القرصنة؟
يكاد يكون من المستحيل معرفة حجم الخسارة بالتحديد، ولكن من المحتمل أن يكون مليارات الدولارات وهي تختلف من دولة لأخرى والتي تؤثر على كل بلد تقريبًا، فبعض البلدان تنتشر فيها القرصنة الورقية، وفي معظم البلدان تكون القرصنة رقمية على الكتب الرقمية، ويكاد يكون من المستحيل جمع وحصر الخسائر ولكنها ضخمة، وفي رأيي المتواضع الخسارة تصل لمليارات الدولارات على مستوى العالم.