صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة، بأن المذكرتين المقدمتين من روسيا وأوكرانيا حول سبل تسوية النزاع تتضمنان مقترحات "متناقضة تمامًا".
وأكد "بوتين" خلال مؤتمر صحفي، على هامش قمة إقليمية في مينسك (عاصمة بيلاروسيا)، أن "المفاوضات تُجرى تحديدًا بهدف إيجاد أرضية تفاهم"، مشيرًا إلى أن رؤساء مجموعات التفاوض من الجانبين على اتصال عملي مستمر.
اتهامات للغرب واستعداد للمفاوضات
وفي حديثه للصحفيين، كشف بوتين عن أن "موضوع الجولة الثالثة من المفاوضات يجب أن يكون مناقشة مذكرات التفاهم من الجانبين". وأعرب عن استعداد روسيا لعقد هذا الاجتماع في إسطنبول، قائلًا: "اتفقنا على أنه بعد انتهاء هذه المرحلة، سنعقد جولة ثالثة من المفاوضات.. بشكل عام، نحن مستعدون لذلك، ولكن علينا الاتفاق على المكان والزمان".
اتهم بوتين الغرب بدعم ما وصفه بـ "الانقلاب في أوكرانيا"، ثم الحديث عن العدوان الروسي، معتبرًا أن النزعة العسكرية الغربية ترتكز على أطروحة "عدوانية" روسيا، التي يقلبونها "رأسًا على عقب".
وشدد على أن روسيا "خُدعت" بخصوص عدم توسع الناتو شرقًا رغم الوعود بعدم التمدد "شبر واحد"، مشيرًا إلى موجات متعددة من التوسع.
تكلفة الدفاع ونمو الاقتصاد الأوراسي
تطرق بوتين إلى الإنفاق الدفاعي الروسي، مشيرًا إلى أنه يبلغ 13.5 تريليون روبل (170 مليار دولار تقريبًا)، ووصفه بأنه "ليس كثيرًا"، مضيفًا أن البلاد "دفعت ثمنه بالتضخم، لكنها تكافحه"، ورأى أن عزم الغرب على زيادة ميزانيته العسكرية يكشف "عدوانيته".
في سياق آخر، أكد بوتين أن تطوير التعاون داخل الاتحاد الاقتصادي الأوراسي يبعث على السرور، مضيفًا: "إستراتيجيتنا التنموية التي حُسبت حتى هذا العام تقترب من نهايتها، ونفكر في كيفية تعزيز هيكلة عملنا المشترك".
ولفت إلى أن معدلات نمو اقتصادات الاتحاد الاقتصادي الأوراسي تتجاوز المتوسط العالمي البالغ 3.3%، وتتجاوز 4% في معظم الدول، وتصل إلى ما يقرب من 6% في بعضها، كما أكد أن مستوى الاستثمار في روسيا يتزايد، على الرغم من "الصعوبات المعروفة للجميع".
تبادل الجثث
فيما يتعلق بالنزاع، صرح بوتين بأن روسيا مستعدة لتسليم أوكرانيا 3 آلاف جثة أخرى من جنود القوات المسلحة الأوكرانية الذين سقطوا في المعارك، بعد أن سلمت بالفعل أكثر من 6000 جثة.
وأكد أن "الأمر متروك للجانب الأوكراني لقبول جثث جنوده القتلى".
وفي ختام المؤتمر الصحفي الذي عقد في اختتام أعمال اجتماع المجلس الاقتصادي الأوراسي الأعلى في مينسك، أعلن بوتين أن الاجتماع المقبل لزعماء الاتحاد الاقتصادي الأوراسي سيعقد في سانت بطرسبرج قبل العام الجديد، وسيكون "غير رسمي، ولكنه مع ذلك مرتبط بالجانب التجاري".