شهدت جلسة الإحاطة السرية لمجلس الشيوخ الأمريكي، حول تأثير الضربات على المنشآت النووية الإيرانية انقسامًا على أسس حزبية، حيث قال الجمهوريون إنها عززت اعتقادهم بأن الضربات كانت فعالة، بينما اشتكى بعض الديمقراطيين من أنها لم تجب بشكل كامل على أسئلتهم.
وقدم وزير الخارجية ماركو روبيو، ووزير الدفاع بيت هيجسيث، ومدير وكالة المخابرات المركزية جون راتكليف، والجنرال دان كين، رئيس هيئة الأركان المشتركة، هذه الإحاطة، أمس الخميس، بعد أيام من شكاوى الديمقراطيين بأن الإدارة لم تطلعهم على مدى الضرر الذي ألحقته الضربات في نهاية الأسبوع الماضي بالبرنامج النووي الإيراني.
وبينما خرج عدد من الجمهوريين مؤكدين تقييم راتكليف العلني بأن البرنامج قد تضرر بشدة، إلا أن زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، قال إن الإحاطة "أثارت أسئلةً أكثر مما أجابت"، وإنه سيسعى للحصول على مزيد من التفاصيل.
أضرار وانتقادات
نقلت صحيفة "واشنطن بوست" قوله في قاعة مجلس الشيوخ: "ما اتضح من إحاطة اليوم هو أنه لا توجد استراتيجية متماسكة، ولا هدف نهائي، ولا خطة. ماذا نفعل؟"
أما السيناتور كريس مورفي (ديمقراطي من ولاية كونيتيكت)، عضو لجنة العلاقات الخارجية فقال إنه بدا له أن البرنامج النووي الإيراني "قد تراجع لبضعة أشهر فقط". وجاء استنتاجه متوافقًا مع تقييم أولي لوكالة استخبارات الدفاع الأمريكية الذي سُرّب الأسبوع الماضي، مما يُقوّض مزاعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن الضربات الجوية قد قضت على البرنامج النووي الإيراني.
رغم أن أعضاء آخرين ديمقراطيين بعد الإحاطة كانوا أقل انتقادًا، مثل السيناتور ريتشارد بلومنثال (ديمقراطي من ولاية كونيتيكت)، عضو لجنة القوات المسلحة، الذي يرى أنه من المستحيل تحديد مدى الضرر الذي لحق بطموحات إيران النووية دون مزيد من المعلومات الاستخباراتية؛ تحدث بعض الجمهوريين "كما لو أنهم حضروا إحاطة مختلفة"؛ حسب وصف الصحيفة.
فقد قال السيناتور ليندسي جراهام (جمهوري عن ولاية ساوث كارولينا)، وهو من أشد المؤيدين لضرب إيران، إنه يعتقد أن وصف "الإبادة" مناسب، بينما يرى رئيس لجنة الاستخبارات السيناتور توم كوتون (جمهوري عن ولاية أركنساس)، أن الضربات "تسببت في أضرار كارثية".
أما السيناتور كيفن كرامر (جمهوري من داكوتا الشمالية) فقد أشار إلى أن التفسيرات المتضاربة لنفس المعلومات الاستخباراتية كانت على الأقل تتعلق بالدلالات جزئيًا.
تقليص المعلومات
رغم إعلان البيت الأبيض عن خطط للحد من تبادل المعلومات الاستخباراتية مع الكونجرس، قال مدير وكالة المخابرات المركزية جون راتكليف، لأعضاء مجلس الشيوخ في الإحاطة، إنه لم يسمع شيئًا عن تلك الخطط.
جاءت هذه الإحاطة في الوقت الذي اشتبك فيه الديمقراطيون مع إدارة ترامب بشأن صلاحيات الحرب، حيث أبدى العديد من الديمقراطيين غضبهم لعدم سعي الإدارة للحصول على إذن من الكونجرس قبل قصف إيران، وعدم تحركها بشكل أسرع لإطلاع المشرعين على تفاصيل الضربات فور وقوعها.
وانقسم الديمقراطيون حول كيفية الرد، حيث صوّت أغلبهم في مجلس النواب لصالح رفض محاولة النائب آل جرين (ديمقراطي من تكساس) لعزل ترامب بسبب ضرب إيران دون التشاور مع الكونجرس؛ لكن 79 ديمقراطيًا صوتوا لصالح المضي قدمًا في ذلك.
ومن المقرر أن يصوت مجلس الشيوخ على قرار من السيناتور تيم كين (ديمقراطي من ولاية فرجينيا) لمنع ترامب من استخدام القوة العسكرية ضد إيران دون إذن من الكونجرس "لكن احتمالات ذلك غير مؤكدة بعد أن ساعد ترامب في التوسط في وقف إطلاق النار هذا الأسبوع بين إيران وإسرائيل، مما أنهى الصراع مؤقتًا على الأقل"، حسب "واشنطن بوست".