وجّهت عائلات المحتجزين في قطاع غزة، نداءً إلى بنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة الإسرائيلية، من أجل استغلال ما وصفوه بالفرصة التاريخية، وإنهاء الحرب على غزة وإعادة المحتجزين دفعة واحدة، معتبرين، بالنسبة لهم، أن أي شيء آخر بمثابة فشل دبلوماسي ذريع.
ودخل اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران حيز التنفيذ اليوم الثلاثاء، وعلى الرغم من الخروقات التي شابت الاتفاق، إلا أن تدخل الرئيس الأمريكي وانتقاده للبلدين، جعل الأمور تسير في اتجاه الهدوء وعدم التصعيد بين البلدين.
أوقف الحرب
وفي الوقت الذي زعم فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو انتصاره على إيران وتوقف الحرب، خرجت عائلات المحتجزين في قطاع غزة، لتطالبه بالسعي فورًا، وفقا لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، بالتوصل إلى وقف إطلاق النار في القطاع.
ومن بين 251 محتجزًا كانوا يوجدون في قطاع غزة منذ أكتوبر 2023، لا يزال 49 منهم محتجزين، منهم 27 جثة، حسب زعم الجيش الإسرائيلي قُتلوا، بينما لا يزال 22 آخرين أحياء، ولم تتمكن أي عملية عسكرية خلال أشهر الحرب من استعادتهم.
فرصة تاريخية
وطالب أهالي المحتجزين بتوسيع نطاق اتفاق وقف إطلاق النار (بين إسرائيل وإيران) ليشمل غزة، ودعوا الحكومة الإسرائيلية إلى عقد محادثات تُفضي في النهاية إلى عودة جميع المحتجزين وإنهاء الحرب، مشيرين إلى أن من يستطيع تحقيق وقف إطلاق نار مع إيران يستطيع أيضًا إنهاء الحرب في غزة.
ويرى أهالي المحتجزين أنه بعد 12 يومًا وليلة لم يستطع فيها شعب إسرائيل النوم بسبب إيران، يمكنهم الآن العودة إلى النوم، وحان الوقت لأهالي الموجودين في غزة أن يعودوا إلى النوم أيضًا، وإنهاء حرب الـ627 يومًا لضمان ما زعموا بأنه نصر إسرائيلي، وهي فرصة وصفوها بالتاريخية وعلى نتنياهو اغتنامها.
اتفاق شامل
وبالنسبة لهم، فإن إنهاء العملية في إيران دون استخدامها لإعادة جميع المحتجزين سيُمثّل فشلًا دبلوماسيًا ذريعًا، حيث يعد الوقت مناسبًا للتوصل إلى اتفاق شامل يُعيد جميع الـ50 محتجزًا دفعةً واحدة، ويُنهي الحرب دون أي انتقاء أو تصنيف.
وانضمت المعارضة الإسرائيلية أيضًا إلى طاولة النداءات التي وجّهها أهالي المحتجزين إلى نتنياهو، على رأسهم زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، من حزب "يش عتيد" اليميني الوسطي، الذي دعا الحكومة وفقا لصحيفة "ذا جارديان" البريطانية، إلى إنهاء الحرب قائلًا: "حان الوقت لإنهاء الحرب في غزة.. أعيدوا المحتجزين، أنهوا الحرب"
مستقبل السلام
من جانبها وصفت منظمة "مكابيت" الإسرائيلية، التي تهتم بإعادة المحتجزين، اتفاق وقف إطلاق النار مع إيران، بأنه دليل على أن الحروب تنتهي بالاتفاقيات، مشيرين إلى أن الإنجازات في إيران ليست كافية، ويجب أن يكون هناك صفقة واحدة دون اختيار.
وأكدت المنظمة الإسرائيلية، أنه إذا أراد ترامب السلام في الشرق الأوسط، فإن ذلك الأمر لن يتحقق إلا باتفاق في قطاع غزة، يعود بموجبه جميع المحتجزين، حيث لا يوجد مستقبل للسلام في المنطقة من وجهة نظرهم إلا بعودة المحتجزين.
دمار في غزة
وخلال عام ونصف العام من الحرب، فشل نتنياهو في تحقيق أهم هدفين بالنسبة له، وهو إعادة المحتجزين وتدمير حماس، وبدلًا من ذلك حوّل قطاع غزة إلى حطام كما لو كان تعرّض لضربة نووية، حيث أصيبت البنية التحتية بدمار واسع، وأكثر من نصف المباني سويت بالأرض.
كما أتلفت مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية، بينما استُشهد وأصيب مئات الآلاف، بخلاف النازحين المكتظين في 20% فقط من الأرض، ناهيك عن المنشآت التعليمية والطبية التي باتت أكوامًا من التراب أو شبه مدمرة وغير صالحة تمامًا.