تظاهر آلاف الأشخاص في مدن إسرائيلية، مساء أمس السبت، في احتجاجات أسبوعية مطالبين بإعادة المحتجزين في غزة، إضافة إلى مظاهرات ضد حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وفق صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
وجرت المظاهرات، مساء أمس السبت، بعد إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي، أنه استعاد جثة المحتجز التايلاندي ناتابونج بينتا، وقبل أسبوع مصيري لائتلاف نتنياهو، إذ تهدد الأحزاب المتشددة بالانسحاب من الحكومة الإسرائيلية، بسبب فشلها في تمرير قانون يعفي طلاب المدارس الدينية "الحريديم" من التجنيد، حسب الصحيفة.
وتؤكد المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى أن نتنياهو يواصل الحرب استجابة للجناح اليميني الأكثر تطرفًا في حكومته، لتحقيق مصالحه السياسية الشخصية، لا سيّما استمراره في السلطة.
وقبل المظاهرات، ناشد والد المحتجز إيتان هورن، المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف، المساعدة في تأمين إطلاق سراح ابنه، خلال مؤتمر صحفي لعائلات العديد من المحتجزين، خارج مقر جيش الاحتلال الإسرائيلي في تل أبيب.
وحث إيتزيك هورن، ويتكوف على "تجاهل إطار نتنياهو لتمديد الحرب" والدفع بدلًا من ذلك بمقترح لتحرير جميع المحتجزين، وإنهاء الحرب في غزة.
وقال إيتزيك: "قدموا لنتنياهو وحماس عرضًا يتضمن إنذارًا نهائيًا لإنهاء الحرب. هذا على الأرجح هو السبيل الوحيد لإعادة الرهائن وإنقاذ إسرائيل".
وفي كلمة ألقاها أمام نحو 1500 شخص في المظاهرة الأسبوعية بساحة الرهائن، التي تسعى إلى أن تكون غير سياسية، انتقد أوفير أنجريست، شقيق الجندي المحتجز ماتان أنجريست، نتنياهو، بسبب حقيقة عدم إعادة أي من الجنود المحتجزين الذكور إلى إسرائيل باستثناء عيدان ألكسندر، وهو مواطن أمريكي إسرائيلي أطلقت حماس سراحه كبادرة حسن نية للبيت الأبيض.
وقالت بار جودار، ابنة الأسير المقتول ماني جودار: "قررت بلادنا عدم إعادة الرهائن إلى ديارهم". ودعت الحكومة إلى اتخاذ "قرار شجاع وأخلاقي وإنساني لإنهاء الحرب وإعادة الجميع إلى ديارهم"، مضيفة: "بدلًا من ذلك، ننجر إلى حرب لا تنتهي. نعطي الأولوية للانتقام على إنقاذ الأرواح".
وأعرب والد المحتجز بار كوبرشتاين عن قلقه على حالة ابنه قائلًا: "كيف ينام؟، هل هو مصاب؟.. إنه يعاني اليوم أيضًا من قصف الجيش الإسرائيلي. نحتاج الآن إلى صفقة تعيده هو وجميع الرهائن الأحياء لإعادة تأهيلهم، ودفن القتلى".
وتجمع مئات المتظاهرين المناهضين للحكومة في ساحة هابيما بتل أبيب، إذ انتقد المتحدثون جهود نتنياهو لتقنين إعفاءات الحريديم، لمنع شركائه المتشددين في الائتلاف من إسقاط الحكومة.
وانتقد أور شوارزمان - 24 عامًا - نتنياهو بشدة لعقده "مفاوضات مكثفة" بشأن إعفاء الحريديم من الخدمة العسكرية حتى في حين أن "المفاوضات بشأن الرهائن الذين يعانون في الأنفاق لا تهم أحدًا في هذه الحكومة".
وتساءل متوجهًا للحريديم: "ما الذي يجول في رأسك حتى تجرؤ على الحديث عن التهرب من الخدمة العسكرية في أيام كهذه؟".
واتهمت دينا زيلبر، نائبة النائب العام السابقة في إسرائيل، وزراء حكومة نتنياهو بالتحريض ضد المتظاهرين والقضاء.
ورفع المتظاهرون قطعة كبيرة من القماش الأصفر، وقاموا بلفها بحيث تشبه الشريط المنتشر في كل مكان والذي يرمز إلى النضال من أجل إطلاق سراح المحتجزين.
ونظم متظاهرون يساريون احتجاجًا، ورفعوا لافتة كبيرة تدعو إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة. وغادر هؤلاء المتظاهرون قبل انطلاق المظاهرة الرئيسية لحضور وقفة احتجاجية صامتة على أرواح أطفال غزة الشهداء في شارع كابلان وسط تل أبيب، إذ رفع نحو 400 شخص شموعًا وصورًا لأطفال استشهدوا منذ استئناف إسرائيل الحرب على غزة، 18 مارس.
وتضمنت صورة كل طفل اسمه وتاريخ ومكان الوفاة. ومنذ 7 أكتوبر 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي، إبادة جماعية بغزة، تشمل قتلًا وتجويعًا وتدميرًا وتهجيرًا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة أكثر من 180 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال، فضلًا عن دمار واسع.
ويوجد 55 محتجزًا لدى حماس، من بينهم جثث ما لا يقل عن 33 شخصًا أكد جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتلهم، ويعتقد أن 20 منهم على قيد الحياة. وأعرب مسؤولون إسرائيليون عن قلق بالغ على سلامة اثنين آخرين.
وأفرجت حماس عن 30 محتجزًا "20 مدنيًا إسرائيليًا، و5 جنود، و5 تايلانديين"، وجثث ثمانية محتجزين إسرائيليين قتلى، خلال وقف إطلاق النار بين يناير ومارس 2025، وأفرجت عن محتجز إضافي، وهو مواطن أمريكي إسرائيلي مزدوج، مايو الماضي، كبادرة حسن نية تجاه الولايات المتحدة.
وأفرجت حماس عن 105 محتجزين خلال هدنة استمرت أسبوعًا، أواخر نوفمبر 2023، وأُفرج قبل ذلك عن 4 محتجزين في الأسابيع الأولى من الحرب. في المقابل، أفرجت إسرائيل عن نحو 2000 من الأسرى الفلسطينيين المعتقلين في السجون الإسرائيلية.
ومرارًا، أعلنت حماس استعدادها لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين "دفعة واحدة"، مقابل إنهاء حرب الإبادة، وانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من غزة، والإفراج عن أسرى فلسطينيين.
لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي، المطلوب للعدالة الدولية، يتهرب بطرح شروط جديدة، بينها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية، ويصر حاليًا على إعادة احتلال غزة.