الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

من أوكرانيا للشرق الأوسط.. الصراعات تعيد رسم خريطة الطيران العالمي

  • مشاركة :
post-title
الصراعات الإقليمية تعيد رسم خريطة الطيران العالمي

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

تصاعدت التوترات العالمية والصراعات المسلحة لتلقي بظلال ثقيلة على صناعة الطيران المدني، إذ إنه مع ازدياد النزاعات، خاصة في الشرق الأوسط وأوكرانيا، اضطرت شركات الطيران حوال العالم إلى تعديل مساراتها لتجنب المناطق الخطرة.

في الوقت نفسه، برزت تحديات تقنية جديدة تزيد من تعقيد العمليات الجوية، في هذا الصدد؛ أشارت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية، إلى تأثير هذه الظروف على الطيارين وشركات الطيران والبيئة.

مسارات الطيران

أدت الحرب الروسية الأوكرانية عام 2022 إلى توسيع مناطق النزاع بشكل ملحوظ، ما أجبر شركات الطيران على التحليق عبر مسارات أطول وأكثر تكلفة، وفقًا لـ"ذا جارديان"، زادت مساحة المناطق المتأثرة بالحروب بنسبة 65%، أي ما يعادل ضعف مساحة الهند تقريبًا.

كما ألغت شركات كبرى مثل الخطوط الجوية البريطانية وفيرجن أتلانتيك خطوطًا مباشرة مثل لندن-بكين، نتيجة الحظر المفروض على التحليق فوق روسيا.

في المقابل، لجأت شركات أخرى للتحليق فوق الشرق الأوسط، ما زاد من المخاطر التي تواجهها الطواقم الجوية.

ودفعت الأحداث المفاجئة مثل الهجمات الصاروخية الإيرانية على قواعد أمريكية في قطر، شركات الطيران إلى تغيير مسارات رحلاتها بشكل فوري، وعلى سيبل المثال اضطرت شركة "كانتاس" الأسترالية إلى تحويل مسار رحلاتها في أثناء الطيران، بينما ألغت "إير إنديا" جميع رحلاتها إلى أمريكا الشمالية وأوروبا، بسبب تضييق المسارات الآمنة.

التشويش على أنظمة الملاحة الجوية

برزت تهديدات تقنية جديدة مثل التشويش على أنظمة الملاحة الجوية "GPS Spoofing" كواحدة من أخطر التحديات التي تواجه الطيران المدني، إذ أفادت منظمة "Ops Group" التي تقدم دعمًا وإرشادات لشركات الطيران والطيارين حول العالم فيما يتعلق بالتحديات التشغيلية والسلامة الجوية، بأن حالات التشويش تضاعفت بنسبة 500%، عام 2024، ما أثر على 1500 رحلة يوميًا.

كما وصف طيار تحدث لـ"ذا جارديان" حادثة وقعت في أثناء تحليقه فوق إسرائيل، إذ أظهرت الأجهزة إشارات زائفة تفيد بأن الطائرة على وشك الاصطدام بتضاريس جبلية. رغم إدراك الطاقم أن الطائرة تحلق بأمان، إلا أن هذا الموقف آثار توترًا كبيرًا داخل قمرة القيادة.

وتوضح الصحيفة البريطانية، أن التشويش لا يهدد سلامة الطيران فقط، بل يزيد من الضغط النفسي على الطيارين، الذين أصبحوا مضطرين للتعامل مع هذه التحديات بشكل مستمر.

المسارات البديلة

أثرت التغييرات في مسارات الطيران بشكل كبير على التكلفة التشغيلية لشركات الطيران وألحقت أضرارًا بالبيئة، في هذا الصدد أكدت الباحثة فيكتوريا إيفانيكوفا من جامعة دبلن أن المسارات الأطول تزيد من استهلاك الوقود بنسبة تصل 40% لبعض الخطوط بين أوروبا وآسيا، ما يؤدي إلى ارتفاع تكاليف التشغيل وزيادة الانبعاثات الكربونية.

هذا التأثير البيئي أصبح مصدر قلق متزايد في ظل تزايد التحديات المناخية، ما يضع شركات الطيران أمام مهمة صعبة لتحقيق التوازن بين تقليل الانبعاثات وضمان استمرارية العمليات.

ومع ازدياد الاعتماد على أنظمة الملاحة الحديثة، أصبح الطيارون يواجهون ضغوطًا نفسية وعملية متزايدة، إذ إن التحذيرات الزائفة الناتجة عن التشويش أصبحت شائعة، ما يزيد من تعقيد عملية اتخاذ القرارات في أثناء الطيران.

رغم هذه التحديات، يؤكد الخبراء أن الطيارين مدربون بشكل جيد على التعامل مع مثل هذه الأزمات، ويعتبر الطيران المدني لا يزال واحدًا من أكثر وسائل النقل أمانًا في العالم.