الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بين تصعيد جديد ودبلوماسية مفقودة.. الحرب الإيرانية الإسرائيلية في مفترق الطرق

  • مشاركة :
post-title
آثار ضربة إسرائيلية على أحد المباني في إيران

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

تتبدد آمال الخروج من مأزق الحرب الإيرانية الإسرائيلية، مع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الانتظار اقترب من نهايته، محددًا "أسبوعين كحد أقصى" قبل أن تتخذ واشنطن خطوات جديدة في هذا الملف.

أما إيران، وعلى لسان دبلوماسييها، فترفض حتى الآن أي تسوية لا تتضمن كبح الغارات الإسرائيلية، وفي ظل تباعد المواقف، يبدو أن الشرق الأوسط يُدفع نحو سيناريوهات أكثر تصعيدًا، وسط ارتباك دولي، وتخبط استخباراتي في واشنطن نفسها.

مهلة ترامب

وحسب شبكة ABC News الأمريكية، تناول ترامب خلال حديثه للصحفيين، أمس الجمعة، أفق المسار الدبلوماسي مع إيران، قائلًا إن "الأمور تسير نحو طريق مسدود"، لكنه في الوقت ذاته منح طهران مهلة أخيرة مدتها أسبوعان "للعودة إلى رشدها"، بحسب تعبيره.

وأكد ترامب أنه رغم انسداد أفق المفاوضات المباشرة، فإن بلاده لا تزال "مستعدة وراغبة وقادرة" على الحديث مع إيران، لكن بشروط وصفها بالصارمة.

جاء ذلك بعد محادثات أجراها وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي مع عدد من وزراء خارجية الدول الأوروبية في جنيف، التي انتهت دون تقدم يُذكر، إذ كررت طهران مطلبها بضرورة وقف إسرائيل لهجماتها قبل استئناف أي مفاوضات جدية.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
رفض المبادرة الأوروبية

وفي رد واضح على الجهود الأوروبية، قال ترامب: "المفاوضات التي تجري في أوروبا لم تُجدِ نفعًا... إيران لا تريد التحدث إلى أوروبا، بل تريد التحدث إلينا، أوروبا لن تتمكن من المساعدة في هذه المسألة".

ورغم ما أعلنه الرئيس الأمريكي من انفتاح على التفاوض، تواصل طهران رفض عرض من واشنطن لاستئناف المحادثات بشأن برنامجها النووي، ويعتقد مسؤولون في الإدارة الأمريكية أن الموقف الصلب للرئيس الأمريكي سيؤدي في النهاية إلى رضوخ النظام الإيراني، خاصة في ظل القصف الإسرائيلي المستمر.

وأبرزت التصريحات الأخيرة لترامب وجود خلافات داخلية في واشنطن، لا سيما مع مديرة الاستخبارات الوطنية تولسي جابارد، التي كانت قد أدلت بشهادتها أمام الكونجرس في مارس الماضي، مؤكدة أنه "لا يوجد دليل على أن إيران تصنع سلاحًا نوويًا".

وردّ ترامب على ذلك بقوله: "إنها مخطئة"، لكن لاحقًا، حاولت جابارد توضيح موقفها عبر منشور على منصة "إكس"، أكدت فيه أن "الولايات المتحدة تمتلك معلومات استخباراتية تُشير إلى أن إيران قادرة على إنتاج سلاح نووي خلال أسابيع أو أشهر إذا قررت إنهاء عملية التجميع"، مضيفة: "الرئيس ترامب كان واضحًا في رفضه حدوث ذلك، وأنا أتفق معه".

إحباط إسرائيلي

في ظل التردد الأمريكي بشأن اتخاذ إجراء عسكري مباشر، أعرب مسؤولون إسرائيليون عن استيائهم، خاصة بعدما دفعت تل أبيب طوال الأشهر الماضية باتجاه تدخل عسكري أمريكي، ونقلت ABC News عن مصادر مطلعة أن "الإحباط يتزايد في أوساط المؤسسة الأمنية الإسرائيلية".

وفي جلسة لمجلس الأمن، قال المندوب الإسرائيلي الدائم داني دانون إن "إسرائيل قادرة على التحرك وحدها"، مضيفًا: "هذه ليست معركة إسرائيل وحدها، بل معركة العالم بأسره، وإذا لم يقاتلها أحد، فسنقاتلها نحن".

وفي قراءة تحليلية لمآلات المشهد، حذّرت هيذر ويليامز، مديرة مشروع القضايا النووية في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، من أن منح طهران وقتًا إضافيًا دون مراقبة قد يؤدي إلى "استغلال المحادثات كوسيلة لكسب الوقت في النزاع، أو الأسوأ، لتحويل موادها النووية والانطلاق نحو إنتاج القنبلة".

ورغم استمرار الغارات والضغوط، تؤكد "ويليامز" أن "تطوير قدرة نووية كاملة في ظل حالة الحرب يبقى أمرًا بالغ التعقيد، لكنه غير مستحيل".

أمريكيون في خطر

وفي تطور متصل، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أنها قدمت "معلومات ودعمًا لأكثر من 25 ألف أمريكي" يبحثون عن إرشادات أمنية بشأن الوضع في إسرائيل، والضفة الغربية، وإيران.

وأشارت الوزارة إلى أنها تعمل على إجلاء الأمريكيين الموجودين داخل إسرائيل، لكنها في المقابل لا تتوقع تقديم مساعدة مباشرة للمواطنين الأمريكيين داخل الأراضي الإيرانية، في ظل تعقيدات الوضع الأمني والسياسي.