الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

قمة الناتو.. ترامب يدخلها بانتصار دبلوماسي وخيبة أمل منتظرة لأوكرانيا

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

يصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في لاهاي وهو في قمة انتصاره الدبلوماسي، بعد نجاحه في إقناع معظم الحلفاء بالالتزام برفع الإنفاق الدفاعي إلى 3.5% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2035، وذلك وفقًا لما ذكرته صحيفة "ذا جارديان" البريطانية.

تأتي القمة في توقيت استثنائي بعد أيام من قصف المواقع النووية الإيرانية وإعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، بينما تواجه أوكرانيا تراجعًا ملحوظًا في الدعم الأمريكي.

إنجاز ترامب

وترى "ذا جارديان" أن ترامب يصل للقمة في حالة معنوية مرتفعة بعد تحقيق هدف طال انتظاره لعقود، إذ نجح، بمساعدة الأمين العام الجديد للناتو مارك روته، في إقناع الحلفاء بالالتزام بهدف رفع الإنفاق الدفاعي الأساسي إلى 3.5% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2035، كما يأتي هذا الإنجاز بعد عقود من الشكاوى الأمريكية حول ضعف الإنفاق الدفاعي الأوروبي.

وتزامنت القمة مع أول تدخل عسكري كبير في عهد ترامب الثاني، وهو قصف المواقع النووية الإيرانية في فوردو ونطنز وأصفهان، بالإضافة إلى إعلانه وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران قبل ساعات من بدء القمة.

وبحسب "ذا جارديان"، فإن معظم قادة الناتو لن يرغبوا في إفساد هذا المزاج الاحتفالي في قمة مختصرة ومبسطة، صُمّمت لتناسب القادة الذين يفضلون الاجتماعات القصيرة والمباشرة دون إطالة في النقاشات.

استراتيجية روته الناجحة

يُعزى الفضل في النبرة الدبلوماسية الإيجابية قبل القمة إلى رئيس الوزراء الهولندي السابق مارك روته، الذي وصفته "ذا جارديان" بأنه تعامل مع الرئيس الأمريكي بمهارة من خلال تقديم ما يريده وإقناع الحلفاء الأوروبيين بالموافقة بسهولة أكثر من المتوقع.

تشير الصحيفة البريطانية إلى أن روته طرح خطة لإقناع الحلفاء بإنفاق 5% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع، منها 3.5% للإنفاق العسكري، والباقي مزيج من الأنشطة المتعلقة بالاستخبارات والأمن السيبراني والبنية التحتية التي يمكن لجميع الحلفاء تحقيقها.

ورغم أمله في تحديد موعد نهائي عام 2032، فإن التاريخ النهائي المتفق عليه، وهو 2035، يُعتبر تسوية متواضعة كما اعترف روته نفسه.

وبرّر الأمين العام الجديد هذا الهدف في مقابلة مع "ذا جارديان"، قال إن روسيا قد تكون قادرة على شن "هجوم ناجح على الناتو" في الفترة بين 2028 و2030، مضيفًا: "يعرفون اليوم أنه إذا فعلوا ذلك، فهذه هي النهاية، مدمّرة. لكنني أريدهم أن يعرفوا أن الأمر لا يزال كذلك خلال ثلاث إلى خمس سنوات".

التحديات المالية

يمثل الهدف الجديد التزامًا ماليًا ضخمًا لمعظم دول الحلف، بما في ذلك فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، وفقًا للصحيفة البريطانية، إلا أنه بالنسبة لبعض البلدان، لا يحدث الهدف الجديد فرقًا كبيرًا، حيث يقع الرقم 3.5% أعلى قليلًا من الميزانية الأمريكية الحالية وأقل من بولندا، التي تشعر بقلق خاص من التهديد الروسي القريب.

في حالة بريطانيا، التي التزمت سابقًا بإنفاق 2.5% من ناتجها المحلي بحلول 2027، وكانت، وفقًا للتسريبات، من آخر البلدان المستعدة للموافقة على هدف 3.5%، تعني النقطة المئوية الإضافية حوالي 30 مليار جنيه إسترليني من الأموال الجديدة للدفاع.

وقال روته لـ"ذا جارديان" إن هذا المبلغ الكبير قُبل من قبل قادة الناتو بسبب حجم التهديد، محذرًا من أن "الدفاع ضد روسيا، التي تنتج الآن أربعة أضعاف كمية الذخيرة التي ينتجها الناتو بأكمله"، يتطلب هذا المستوى من الاستثمار.

ومع ذلك، شهدت عشية القمة بعض المناورات السياسية في اللحظة الأخيرة التي أحبطت دبلوماسيين غربيين آخرين، إذ أعلنت إسبانيا أنها لن تلتزم بتعهد 3.5% رغم أنها لن تمنع اعتماده، قائلة إنها يمكن أن تلبي التزاماتها في الناتو بنسبة 2.1%، إلا أن روته ردّ بأنه "لا توجد استثناءات أو خروج"، وأنها مسألة وقت لنرى إذا كانت إسبانيا ستلتزم بالتعهد.

تراجع الدعم الأوكراني وإعادة تشكيل المساعدات الأوروبية

وعلى هامش القمة، تشير "ذا جارديان" إلى أن أوكرانيا تواجه أكبر خيبة أمل في هذه القمة، إذ دُعي الرئيس فولوديمير زيلينسكي لحضور العشاء فقط دون المشاركة في اجتماع العمل مع قادة الناتو، مما يعكس تراجع وضعف الدعم الأمريكي لكييف التي توقفت المساعدات العسكرية الجديدة لها تحت إدارة ترامب.

قال جيمي شيا، المتحدث السابق باسم الناتو ونائب الأمين العام المساعد، لـ"ذا جارديان" إن الاجتماع سيكون "مخيّبًا للآمال بالنسبة لأوكرانيا، خاصة أن معظم الحلفاء كانوا يريدون لغة أقوى بكثير بشأن الدعم والباب المفتوح لعضوية أوكرانيا في الناتو، ومسارًا أوضح بشأن العقوبات ضد روسيا".

وأضاف شيا أنه من الناحية العملية، هذا يعني أن الدعم لكييف سيتجه نحو أطر أوروبية أخرى، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي ومجموعة الاتصال الأوكرانية لمانحي المساعدات العسكرية، التي تترأسها الآن المملكة المتحدة وألمانيا.

أوروبا لا تستطيع سد الفجوات الناجمة عن غياب الدعم العسكري الأمريكي، مما يترك أوكرانيا عرضة لخطر البقاء عالقة في حرب دفاعية تبدو روسيا حريصة على إطالة أمدها.