أطلقت إيران 12 صاروخًا على القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط، كان على رأسها قاعدة العديد الجوية، التي تقع على بعد 40 ميلاً جنوب غرب العاصمة القطرية الدوحة، وهي أكبر منشأة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط.
هاجمت إيران قواعد أمريكية في قطر والعراق في إطار عملية اسمتها "بشارة فتح"؛ ردًا على الغارات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة على منشآتها النووية نهاية الأسبوع الماضي، وسُمع دوي انفجارات في سماء العاصمة القطرية الدوحة، بينما أظهرت مقاطع فيديو اعتراض صواريخ دفاع جوي الهجوم الإيراني.
إخلاء الطائرات قبل الهجوم
تخضع أكثر من 100 طائرة، تشمل القاذفات وناقلات النفط وأجهزة المراقبة التابعة للقوات الجوية، للصيانة في قاعدة العديد. كما تضم القاعدة أطول مهبط للطائرات في منطقة الخليج العربي، وقد أعلن ترامب الشهر الماضي أن قطر وافقت على استثمار 10 مليارات دولار لتحسين هذه المنشأة العسكرية، بحسب صحيفة "نيويورك بوست".
وأصدرت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والصين تحذيرات اليوم الاثنين نصحت فيها رعاياها في قطر بالبقاء في أماكنهم كإجراء احترازي. أظهرت صور التقطتها الأقمار الصناعية أن عشرات الطائرات العسكرية الأمريكية لم تعد موجودة على مدرج قاعدة أمريكية رئيسية في قطر، في خطوة محتملة لحمايتها من الضربات الجوية الإيرانية المحتملة، في حين تدرس واشنطن ما إذا كانت ستتدخل في الصراع بين طهران وإسرائيل.
وبحسب صور نشرتها شركة "بلانيت لابس" و"بي بي سي" وحللتها وكالة "فرانس برس"، كانت نحو 40 طائرة عسكرية - بما في ذلك طائرات نقل مثل "هيركوليس سي-130" وطائرات استطلاع - متوقفة على المدرج في قاعدة العديد في الخامس من يونيو. وفي الصورة الملتقطة في 19 يونيو، لا تظهر سوى ثلاث طائرات.
تنسيق قبل الهجوم
ونسّقت إيران هجومها على قاعدة العديد الجوية مع قطر، وكانت إدارة ترامب على علم مسبق بالتهديد، وفقًا لمصدر مطلع على الأمر لموقع "أكسيوس". وقال مصدر ثانٍ إن الولايات المتحدة تلقت "تحذيرًا مسبقًا جيدًا" من الهجوم الإيراني.
أصدر المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني بيانًا زعم فيه أن عدد الصواريخ التي أُطلقت على قطر كان مساويًا لعدد القنابل التي استخدمتها الولايات المتحدة في ضربتها ضد المنشآت النووية الإيرانية السبت الماضي، ما يشير إلى الرغبة في خفض التصعيد.
وجاء في البيان أن "القاعدة التي استهدفتها قوات إيرانية قوية كانت بعيدة عن المرافق الحضرية والمناطق السكنية في قطر، ولم يشكل هذا الإجراء أي تهديد لبلدنا الصديق والشقيق قطر وشعبها الكريم".
اجتماع ترامب وفريقه الأمني
واجتمع ترامب في البيت الأبيض مع فريقه للأمن القومي، بما في ذلك وزير الدفاع "بيت هيجسيث" ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال "دان كين"، في الوقت الذي تكشف فيه تفاصيل الهجوم الإيراني. وحذر الرئيس الأمريكي من أن أي رد انتقامي سيُقابل بقوة أكبر بكثير.
وقبل الضربات الإيرانية، أعلنت قطر في وقت سابق من اليوم إغلاق مجالها الجوي مؤقتًا بسبب تصاعد التوترات الإقليمية. كما أغلقت البحرين والإمارات العربية المتحدة مجالهما الجوي بعد الهجوم الإيراني.
أدانت قطر الهجوم على قاعدة العديد الجوية، لكنها أفادت بأن منظوماتها الدفاعية اعترضت الصواريخ بنجاح، دون وقوع إصابات. وأضاف المسؤولون أن المجال الجوي للبلاد مؤمّن.
رد مدروس لخفض التصعيد
صرحت إيران اليوم الاثنين، بأن عدد الصواريخ التي أطلقتها تطابق عدد القنابل التي ألقتها الولايات المتحدة خلال عطلة نهاية الأسبوع، مما يشير إلى ردّ مدروس يهدف إلى تجنب صراع أوسع. كما أكدت طهران أنها استهدفت قاعدة العديد تحديدًا لبعدها عن المراكز السكانية المدنية، وفقًا لـ"نيويورك بوست".
وفي حديثه إلى أندرسون كوبر من شبكة "CNN"، سُئل القائد السابق للبحرية الأمريكية "كيرك ليبولد" عن مدى احتمالية أن تكون هذه هي آخر عمليات الانتقام الإيرانية. وقال: "أعتقد أننا يجب أن نأمل أن تكون هذه هي المناورة الوحيدة التي تشعر إيران أنها تمتلكها".
وفي أعقاب الضربة المعلنة، وصف المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية "ماجد الأنصاري" الأمر بأنه انتهاك لسيادة قطر ومجالها الجوي وميثاق الأمم المتحدة. وقال الأنصاري في بيان: "إننا في دولة قطر نحتفظ بحقنا في الرد المباشر على هذا العدوان السافر وفقًا للقانون الدولي".
الرد الأمريكي
أرسل دونالد ترامب سبع قاذفات شبح من طراز"B-2" من الأراضي الأمريكية لإسقاط قنابل ضخمة خارقة للتحصينات على منشآت التخصيب المحصنة بشدة في "فوردو" و"نطنز" خلال عملية "مطرقة منتصف الليل".
لقد ضربت الولايات المتحدة البرنامج النووي الإيراني بـ14 قنبلة من طراز "GBU-47"، كل منها يزن 30 ألف رطل، بينما أطلقت غواصة أمريكية عشرين صاروخًا آخر من طراز "توماهوك"، وضربت أيضًا الموقع النووي في "أصفهان".