الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الدقة مقابل الكم.. إيران تقلب معادلة النار في سماء إسرائيل

  • مشاركة :
post-title
إيران تقلب معادلة النار في سماء إسرائيل

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

في ظل الصراع الدائر بين إسرائيل وإيران، تلوّح الأخيرة بورقةٍ جديدة عنوانها "الدقة قبل الكثافة"، وبينما تقرع طبول المعارك في سماء الشرق الأوسط، وبين صواريخ فاتح وشهاب، تأتي تحذيرات واشنطن، وعقوبات الكونجرس، لتكشف تفاصيل معركة في الغرف المغلقة قبل الفضاء.

نفي ادعاءات إسرائيل

نفت إيران، أمس السبت، ادعاءات إسرائيل بأن مخزونها الصاروخي على وشك النفاد، وهو ما انعكس، وفق الرواية الإسرائيلية، في انخفاض عدد عمليات الإطلاق، وفي تصريح خاص لشبكة CNN، أكد مسؤول إيراني رفيع أن هذا الانخفاض لا يعني الضعف، بل هو "خيار استراتيجي يقوم على استبدال الكمية بالجودة".

وقال المسؤول الإيراني: "نفضّل استخدام صواريخ أكثر دقة وتطورًا لضرب أهداف عسكرية وأمنية حساسة، بدلًا من إطلاق أعداد كبيرة غير فعّالة".

وأشار إلى أن إحدى هذه الضربات نجحت أخيرًا في اختراق نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي المعقّد، الذي يتضمن منظومات ثاد، وباتريوت، وآرو 2، وآرو 3، ومقلاع داود والقبة الحديدية، لتُصيب هدفها بدقة.

وأضاف المسؤول وفق CNN: "لا ينبغي لإسرائيل أن تفرح بانخفاض عدد الصواريخ التي أُطلقت، من الأفضل لها أن تراقب بصمت ميزان القوى الجديد والتفوق الإيراني".

في سياق التصعيد الأخير، أفادت التقارير الإسرائيلية بأن إيران نفّذت خمس عمليات إطلاق صاروخي خلال الليلة الماضية، وقد سقطت شظايا على مبنى في مدينة حولون ما أدى إلى اندلاع حريق دون تسجيل إصابات بشرية، كما أُطلقت طائرات مسيّرة إيرانية صباح اليوم نحو قطاعات متعددة، شملت الجولان وحتى إيلات، ما يشير إلى اتساع رقعة الرد الإيراني واستخدامه لأساليب متعددة في الاشتباك.

تقرير أوروبي

وفي تقرير نشره موقع "صناعة الدفاع في أوروبا" وجرى تقديمه إلى الكونجرس الأمريكي، تم استعراض التطور المستمر في برامج الصواريخ الباليستية الإيرانية، خصوصًا في ظل تصاعد المواجهة مع إسرائيل منذ الغارات الجوية في 13 يونيو 2025، والرد الصاروخي الإيراني الذي أعقبها.

أوضح التقرير أن الترسانة الصاروخية الإيرانية تخضع منذ سنوات لرقابة تشريعية مشددة من الكونجرس، خاصة مع ارتباطها بالبرنامج النووي الإيراني ودعم الجماعات المسلحة الحليفة لطهران في الشرق الأوسط.

المرشد الإيراني علي خمانئي

بحسب تقييم سابق صادر عن المركز الوطني للاستخبارات الجوية والفضائية (NASIC)، تمتلك إيران أكثر من 14 نوعًا من الصواريخ الباليستية، تشمل هذه الصواريخ أنظمة قصيرة المدى مثل شهاب-1 وشهاب-2 (وقود سائل، مستوحاة من تكنولوجيا سكود السوفيتية) وقيام-1 (صاروخ مطوّر عن شهاب)، وفاتح-110 و313 (مداه يصل إلى 500 كيلومتر، سهل النقل والصيانة).

وقد طورت إيران نسخًا أكثر تطورًا مثل ذو الفقار، وخليج فارس (صاروخ باليستي مضاد للسفن)، أما بالنسبة للصواريخ متوسطة المدى (1000-3000 كم)، فيتصدرها: شهاب-3، الذي تم تطويره لاحقًا إلى قادر-1 وعماد-1، وهو مستوحى من الصاروخ الكوري الشمالي هواسونج-7.

وذكرت تقارير سابقة للوكالة الدولية للطاقة الذرية أن هذه الصواريخ قد تكون قابلة لتعديل بحمل رؤوس نووية.

صواريخ عابرة للقارات

لا يزال الجدل قائمًا بين الخبراء بشأن قدرة إيران على تطوير صواريخ باليستية عابرة للقارات (ICBM)، ووفقًا لتقدير صادر عن وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية لعام 2025، فقد تتمكن إيران من تطوير صاروخ فعّال من هذا النوع بحلول عام 2035، إذا ما قررت المضي قدمًا في هذا الاتجاه.

ولطالما استخدمت إيران قدراتها الصاروخية كأداة لتعزيز تحالفاتها الإقليمية، ووفقًا لتقرير وكالة استخبارات الدفاع لعام 2024، فإن الصواريخ الإيرانية وصلت إلى النظام السوري الذي تعاون مع طهران في إنتاجها، وحزب الله، الذي اعترف زعيمه الراحل حسن نصر الله بامتلاكه لصواريخ فاتح-110 منذ عام 2006، وجماعة الحوثي في اليمن، التي استخدمت تصاميم إيرانية ونقلت بعضها إلى روسيا.