الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

صناع "الغرباء": العمل مستوحى من نص لكاتب مصري ويوثق جرائم المستوطنين

  • مشاركة :
post-title
المسرح

القاهرة الإخبارية - إيمان بسطاوي

بطل العرض: تم تطويره ليحاكي واقع فلسطين

مخرجه: نحن باقون ومتمسكون بالأرض وإن دمر الاحتلال كل شيء

في محاولة لصياغة الألم الفلسطيني بلغة المسرح، والتعبير عن واقع الحياة بالاستناد إلى نص مصري ملهم ومؤثر، إذ يعيد المسرح الفلسطيني تقديم أحد أبرز نصوص الكاتب المصري الراحل محمود دياب " الغرباء لا يشربون القهوة" ولكن برؤية جديدة تعبّر عن واقع الاحتلال والانتهاك المستمر للأرض والهوية الفلسطينية، المسرحية التي حملت عنوانًا مختصرًا "الغرباء"، تأتي كإنتاج فلسطيني خالص من بطولة الفنان فادي الغول وإخراج جورج إبراهيم. 

المسرحية التي تمثل نموذجًا فنيًا فريدًا يجسد توحد الوجع العربي، حيث استطاع النص المصري لمحمود دياب أن يتجاوز حدوده الجغرافية والزمنية، ليعبّر عن مأساة لا تزال قائمة في فلسطين، ليكون صالحًا لتقديمه في كل زمان ومكان، حيث اختار صناع " الغرباء" مع إضفاء روح محلية فلسطينية على البناء الدرامي، لتتحول المسرحية إلى عمل مقاوم يواجه الاحتلال بالكلمة والرمز والإبداع.

بطل العرض فادي الغول

كشف الفنان الفلسطيني فادي الغول في تصريحات خاصة لموقع "القاهرة الإخبارية"، عن تحمسه الشديد للعرض - الذي سيقدم في رام الله - وقدرته على توصيف الواقع، ومدى صلاحيته لتقديمه في فلسطين بما يتلاءم مع الحياة هناك، مشيًرا إلى أن النص الأصلي يعكس واقع المجتمع المصري وقضاياه الطبقية، إلا أن فريق العمل الفلسطيني أعاد صياغته وتطويره ليحاكي الواقع الفلسطيني المعاصر تحت الاحتلال.

وأضاف الغول: "أقوم بالدور الرئيسي في العمل، وتم إعداد النص برؤية جديدة تواكب التحديات الفلسطينية وتبرز صراع الإنسان الفلسطيني مع الاحتلال، خاصة فيما يتعلق بانتهاك الأرض ومحو الهوية والموروث الثقافي".

مخرج العرض
واقع الاستيطان

من جانبه، كشف المخرج جورج إبراهيم أن المسرحية تعكس الواقع الفلسطيني رغم استلهامها من نص مصري، مؤكدًا أن النسخة الجديدة من العمل تحمل أبعادًا وطنية خالصة، حيث تسلط الضوء على واقع المستوطنين في فلسطين باعتبارهم "الغرباء" الذين يسطون على الأرض ويسلبون البيوت ويدمرون كل ما يرمز للهوية الفلسطينية.

وأوضح إبراهيم لموقع "القاهرة الإخبارية": "العرض يدور حول مزارع فلسطيني بسيط يُدعى سالم، يعيش حياة هادئة على أرضه، يزرعها ويحبها ويورثها لأولاده، لكن المستوطنين يقتحمون حياته بقوة السلاح، يستولون على أرضه، يمزقون وثائقه، يسرقون صوره وذكرياته، حتى ملابس زوجته ودفاتر أطفاله، ثم يرحلون، لكن صوت سالم يبقى صامدًا: (نحن باقون هنا، وإذا مزقوا كل شيء، ستبقى ضحكة سليم في البيت، وسنبنيه من جديد)".

افتتحت المسرحية بمونولوج شعري ألقاه الراوي، يعكس بساطة الحياة الفلسطينية وجمالها قبل أن يعصف بها الاحتلال، جاء فيه:

"يا سادة يا كرام

في سالف العصر والأوان، مش من زمان زمان،

كان فيه إنسان اسمه سالم، عايش بخير وأمان،

يفلح الأرض، يزرع البستان

ومع كل طلعة شمس، يربي الأمل ويصونه،

لكن فاجأه طوفان من الغيلان،

حرقوا الزرع وخلعوا الشجر،

وقالوا يا سالم احنا جيران..."

هذا المشهد الأول يفتح بابًا للمأساة التي يعيشها الفلسطينيون في الواقع ومعاناتهم من جرائم المستوطنين الإسرائيليين، ليجسدها العرض على خشبة المسرح، في سرد رمزي يعكس واقعًا دامغًا ومستمرًا منذ عقود.

الحرب تؤجل العرض

يؤكد مخرج العرض أنه على الرغم من قرب افتتاح المسرحية، إلا أن الحرب الدائرة حاليًا تسببت في تأجيل العرض قبل أيام قليلة فقط من الموعد المقرر له، مشيرًا إلى أن العمل سيُستأنف خلال الشهرين المقبلين بمجرد استقرار الأوضاع.