الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مهلة الأسبوعين.. هل تقع إيران في خدعة ترامب للمرة الثانية؟

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

في ظل تصاعد الصراع الإسرائيلي الإيراني، يمسك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بزمام القرار بيد من حديد، ويسعى لتأجيل الحسم أسبوعين بما يمنحه الفرصة لتبديل المشهد من خيار الحرب إلى أفق المفاوضات، وحسب صحيفة "نيويورك تايمز" فإن ذلك يعد إستراتيجية جديدة تبني جسرًا بين القوة والدبلوماسية تحت ضغط الداخل والخارج.

تأجيل الحسم بالمناورة

وفق تقرير "نيويورك تايمز"، أعلن البيت الأبيض أن ترامب قد يستغرق ما يصل إلى أسبوعين قبل اتخاذ قرار نهائي بشأن الاندماج الأمريكي في الحرب بين إسرائيل وإيران.

ويقف البيان كفرصة للحل الدبلوماسي، لكنه في الوقت ذاته يمهّد لاستنفار جديد للخيارات العسكرية والأسرار السرية، سواءً عبر تعزيز قوة الرد الأمريكي أو تأمين مسار دبلوماسي يجنّب الولايات المتحدة حافة الانزلاق العسكري المباشر.

ويمثل هذا التأجيل نافذة زمنية حيوية تمنح وصول حاملة طائرات أمريكية ثانية الوقت اللازم لتعزيز القوة البحرية، وحسب "نيويورك تايمز" يسمح أيضًا لإسرائيل بتصفية الدفاعات الجوية حول منشآت إيران النووية، مثل فوردو ونطنز، استعدادًا لضربات لاحقة.

كما يشير تقرير "نيويورك تايمز" إلى أن الإسرائيليين يدرسون خيارات إستراتيجية لتعطيل شبكة الكهرباء التي تدعم أجهزة الطرد المركزي داخل الأنفاق الجبلية.

هل هو خداع ثانٍ جديد؟

رأى بعض الخبراء مثل الأدميرال المتقاعد جيمس جي ستافريديس، على شبكة CNN، أن هذا التأخير قد يكون "خدعة ذكية"، هدفها زعزعة احتياط إيران وإقناعها بالتراجع عن التصعيد.

لكن "نيويورك تايمز" تلفت إلى أن إظهار مزيد من الخيارات العسكرية، وإن لم يكن قائمًا على الحرب، يعزز قبضة ترامب على أدوات الضغط، ويطلق إشارات واضحة للضغط على طهران.

وبحسب ما نقلته "تايمز أوف إسرائيل"، صرّح مسؤول إسرائيلي بأن تل أبيب وواشنطن أطلقتا في الأيام الأخيرة قبل الهجمات الإسرائيلية على إيران حملة تضليل إعلامية معقدة الأوجه، هدفها الرئيسي إقناع إيران بأن ضربة عسكرية على منشآتها النووية ليست وشيكة.

وأكد المصدر أن الرئيس الأمريكي كان مشاركًا فعّالًا في هذه الخطة، وكان على علم كامل بالعملية منذ أن قرر نتنياهو المضي قُدمًا في تنفيذ الضربة يوم الاثنين الماضي، وفي اليوم نفسه، أجرى (ترامب ونتنياهو) مكالمة هاتفية استمرت 40 دقيقة، أحيطت بتسريبات إعلامية مضللة.

ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن "مسؤولين مجهولين" أن ترامب طالب نتنياهو بحذف الخيار العسكري من أجندته، طالما المفاوضات النووية لا تزال مستمرة، لكن هذا الحديث، كما أكد المسؤول الإسرائيلي، كان جزءًا من خطة التضليل ولا أساس له من الصحة.

إيران أمام مفترق طرق

وبحسب تقرير نيويورك تايمز، تعرضت منشآت حساسة، مثل محطة الكهرباء في نطنز، لأضرار كبيرة من جراء غارات إسرائيلية، وفق تقييمات الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وبات أمام النظام الإيراني خياران إما الانكفاء والتفاوض البناء، وإما التصعيد المستمر دون تراجع، فيما تطرح الأسئلة حول إذا ما كانت إيران قادرة على "المرونة السياسية" للاستجابة لمسعى ترامب، وهو ما تطرقت إليه لورا هولجيت، السفيرة الأمريكية السابقة لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي حذّرت من أن التسليم الكامل بخيار التخصيب غير وارد حتى اللحظة.

الدبلوماسية أو الحرب

وبحسب روبرت ليتواك، الأستاذ في جامعة جورج واشنطن: "النقطة المحورية التي يجب على كلا الطرفين تجاوزها هي اعتراف الولايات المتحدة بحق إيران في التخصيب، ويُقر الإيرانيون بالحاجة إلى تفكيك برنامجهم النووي".

ويخلص التقرير إلى أن تصريحات ترامب الأخيرة: "لا شيء متأخر جدًا"، تشير إلى أنه لا يزال منفتحًا أمام خيار التفاوض بالكامل، رغم أن رفع سقف القوة العسكرية يبقيه على استعداد لأي منعطف قد يحدث في اللحظات الأخيرة.

وركّز ترامب على التهديدات العسكرية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدًا أن الولايات المتحدة "تسيطر بالكامل على الأجواء الإيرانية"، دون أن يلغي الباب الدبلوماسي، بالإضافة إلى تصريحات نتنياهو التي شدّدت على أن إسرائيل "ستحقق أهدافها بكل الأدوات الممكنة"، بحسب تصريحاته المقتبسة في نيويورك تايمز.