الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

وسط تهديدات باغتيال خامنئي.. من يخلف المرشد الإيراني؟

  • مشاركة :
post-title
المرشد الإيراني على خامئني

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

مع تصاعد حدة المواجهة بين إسرائيل وإيران، تحوَّل اسم المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي من رمز سياسي وديني إلى هدف محتمل في قلب العاصفة، فالهجوم الإسرائيلي الأخير لم يكتفِ بإسقاط قادة عسكريين بارزين، بل فتح باب الأسئلة الوجودية داخل النظام الإيراني، وعلى رأسها من يخلف المرشد الأعلى إن سقط؟

وبينما تتبادل أمريكا وإسرائيل تهديداتها باغتيال خامنئي تبقى إيران في سباقٍ للحفاظ على رأس النظام والبحث عن الخلافة.

تهديدات مباشرة

أثار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو علنًا احتمال اغتيال المرشد الإيراني، معتبرًا أن ذلك قد "ينهي النزاع" مع طهران، وقال في مقابلة مع شبكة ABC News الأمريكية إن اغتيال خامنئي سيكون خطوة "حاسمة" لصالح أمن إسرائيل.

من جهته، لم ينكر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب علمه بموقع المرشد الإيراني، لكنه أكد -حسب وكالة رويترز- أن الولايات المتحدة "لا تنوي قتله.. على الأقل ليس الآن"، كما رفض خطة إسرائيلية مقترحة لاغتياله.

وفي السياق ذاته، رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخوض في الحديث عن الاغتيال، مؤكدًا في تصريحات من سان بطرسبرج أن المجتمع الإيراني "يتكاتف حول قيادته السياسية رغم الأزمات"، وقال "إنه سمع التصريحات حول احتمال اغتيال خامنئي، لكنه لا يريد مناقشتها".

حزب الله يرد والمرشد يتوعد

في مواجهة التهديدات، أصدر حزب الله اللبناني بيانًا حادًا حذّر فيه من "عواقب وخيمة جدًا" لأي محاولة لاغتيال خامنئي، واصفًا التصريحات الإسرائيلية بأنها "غبية ومتهورة" و"إهانة للإسلام والمقاومة".

أما خامنئي نفسه، فرفض بشدة الدعوات الأمريكية إلى "الاستسلام الكامل"، مهددًا بأن أي تدخل عسكري أمريكي سيُقابل بـ"أضرار لا يمكن إصلاحها"، وفق ما نقلته وكالة رويترز.

وتعرضت الدائرة المقربة من خامنئي لضربة قاسية بعد مقتل عدد من أبرز القادة العسكريين في الحرس الثوري الإيراني خلال الغارات الإسرائيلية، بينهم اللواء حسين سلامي، القائد العام للحرس الثوري، وأمير علي حاجي زاده، قائد القوة الجوية والفضائية، ومحمد كاظمي، رئيس جهاز الاستخبارات بالحرس الثوري.

ووفقًا لخمسة مصادر مطلعة على عملية اتخاذ القرار في طهران نقلت عنها رويترز، فإن هذه الخسائر تركت فراغًا إستراتيجيًا كبيرًا في مركز صنع القرار الإيراني، وأثارت مخاوف من وقوع أخطاء قاتلة في الحسابات السياسية والعسكرية.

من يخلف خامنئي؟

وسط هذه الظروف، تعود مسألة خلافة المرشد إلى الواجهة بقوة، فرغم أن خامنئي لم يُعلن خليفته رسميًا، فإن اسم ابنه مجتبى خامنئي ظل يتردد في الأوساط الإيرانية والدولية لسنوات، خصوصًا في ظل علاقاته القوية مع الحرس الثوري والنخب الدينية.

لكن تقريرًا نشرته "رويترز" أشار إلى أن مجلس الخبراء الإيراني، المسؤول عن اختيار المرشد الأعلى، أزال مجتبى من قائمة المرشحين المحتملين منذ نحو ستة أشهر، ما يثير التساؤلات حول ما إذا كان هناك مرشح جديد أم أن الخلافة باتت أزمة قائمة بحد ذاتها.

وكان الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي، الذي توفي في حادث مروحية في مايو 2024، يُعد أبرز المرشحين لخلافة خامنئي، ما يجعل المشهد الحالي أكثر تعقيدًا في ظل غياب بدائل واضحة.

خامنئي حذر وعنيد

يقول أليكس فاتانكا، مدير برنامج إيران في معهد الشرق الأوسط بواشنطن، إن خامنئي يُعرف بتركيزه الشديد على "تحليل الكلفة والفائدة" في أي قرار مصيري، ويُعد "عنيدًا لكنه حذر"، وهو ما يفسر بقاءه في السلطة منذ 1989 رغم العواصف.

ويضيف فاتانكا أن "بقاء النظام" هو المحرك الأساس في قرارات المرشد، ما يجعله ميّالًا إلى تجنّب المواجهات الكبرى، لكن دون التراجع عن المبادئ الجوهرية للثورة الإسلامية.