الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

أول ممثل مصري في السينما الصينية.. عمرو زغلول:جاكي شان مثلي الأعلى

  • مشاركة :
post-title
عمرو زغلول

القاهرة الإخبارية - محمد عبد المنعم

بدأت التمثيل في الصين مصادفة بمشهد قصير.. ووجودي هناك كان لاستكمال دراستي
الصينية لغة معقدة.. وأي خطأ بسيط في النطق يغيّر المعنى
ممثلة صينية رشحتني لفيلم "عودة إلى الوطن".. ووافقت على دور الشرير بنصيحة والدي
شاركت في أعمال دعائية مع الحكومة الصينية واستعد لفيلم جديد
ساعدت فنانين مصريين في أفلام صينية.. وفخور برفع اسم بلدي

هناك لحظة فاصلة في حياة كثيرين منا، قد تغير مساره وتنقله من واقع مألوف إلى عالم لم يكن يومًا ضمن خططه، وانطلاقًا من هذا المبدأ كانت قصة الشاب المصري عمرو زغلول، ابن مدينة المنصورة، الذي حمل حلمًا صغيرًا بالسفر إلى الصين لاستكمال دراسته، قبل أن يجد نفسه فجأة أمام كاميرات السينما الصينية، وسط عالم لم يكن يعرف عنه سوى القليل.

سنوات من الغربة، ومواجهة صعوبات اللغة والثقافة، والعمل بلا دعم أو شركات تسويق، لم تمنعه من أن يصبح أول ممثل مصري يشارك في أفلام صينية، ويحصل على جائزة أفضل ممثل في مهرجان دولي وسط منافسة شرسة، وفي حواره لموقع "القاهرة الإخبارية" يكشف المصري عمرو زغلول تفاصيل رحلته، والتحديات التي واجهها، وأحلامه المؤجلة في وطنه الأم.

بداية.. لماذا قررت اقتحام مجال التمثيل من الصين؟

الحقيقة.. التمثيل لم يكن ضمن مخططاتي أبدًا، لكنني بعد تخرجي في كلية الألسن، قسم اللغة الصينية، بجامعة عين شمس، كان حلمي منذ سنوات السفر إلى الصين لاستكمال دراستي العليا هناك، وأثناء تحضيري لرسالة الماجستير هناك عام 2012، قررت مع أصدقائي زيارة مدينة الإنتاج الإعلامي الصينية "خنديان"، وهناك بدأت القصة.

وماذا حدث خلال زيارتك الأولى لمدينة الإنتاج الإعلامي في الصين؟

كنت منبهرًا للغاية، فلم أكن أتخيل أن أشاهد هذا الكم من مواقع التصوير، والديكورات الضخمة، وأسلوب العمل، وخلال الزيارة، تعرفت على مخرج صيني شهير، وصار صديقي فيما بعد، خصوصًا أنه كان شغوفًا بالحضارة والثقافة المصرية، وخلال إحدى زياراتي إلى موقع تصوير مسلسل من إخراجه، طلب مني أن أشارك في مشهد قصير كنوع من التجربة، والحقيقة أنني كنت متوترًا للغاية، خصوصا أنني مُطالب بنطق جملة بالصينية أمام الكاميرا، ورغم الخوف والارتباك، اعتبرت التجربة مغامرة تستحق المحاولة، ومن هنا كانت البداية.

ما أصعب ما واجهته في تعلم اللغة الصينية.. خاصة في التمثيل؟

دعنا نتفق أن اللغة الصينية مُعقدة جدًا، وتعتمد على النغمات، وأي خطأ بسيط في النطق يغير المعنى تمامًا، لكن مع الوقت، ومعيشتي في الصين، بدأت أطور من لغتي، وكنت أطلب المساعدة دائمًا من الممثلين المحترفين، وأتعلم منهم النطق الصحيح، حيث حرصت أيضًا على فهم ثقافتهم جيدًا، حتى أتمكن من أداء الأدوار بشكل متقن.

بالحديث عن فيلم "عودة إلى الوطن".. كيف جاء ترشيحك للمشاركة بالعمل؟

رشحتني ممثلة صينية تعرفت عليها أثناء تصوير مسلسل سابق، كانت تعلم أن المخرج يبحث عن ممثل أجنبي يُتقن الصينية، فأرسلت له أعمالي، وطلب مني إجراء اختبار أداء، وأعجب بلغتي وتمثيلي، ومنحني الدور، وتوقعت في البداية أن يكون دورًا لرجل طيب، لكني فوجئت أنه دور "شر"، وكنت مترددًا في قبوله، لكن تحدثت مع والدي ونصحني أن أخوض التجربة، ومن ثم وافقت.

ذكرت أن بعض الجمهور الصيني غضب من شخصيتك في الفيلم.. كيف تعاملت مع هذا التفاعل؟.. وهل اعتبرته دليل نجاح؟

بالفعل بعد عرض الفيلم، هاجم الجمهور الصيني شخصيتي بسبب قسوتها، وكنت حزينًا في البداية، لكن النقاد أشادوا بأدائي، وأخبرني زملائي من الممثلين أن الانتقاد الشديد أحيانًا يكون دليلًا على أن الشخصية نجحت في إقناع الجمهور.

كيف كان شعورك وأنت تحصل على جائزة أحسن ممثل في مهرجان بالصين؟

كان إحساسًا رائعًا، خصوصًا أن الصين تنتج سنويًا مئات الأفلام، ولا يختار المهرجان سوى 14 فيلمًا فقط، وكنت سعيدًا أنني حصلت على جائزة وسط هذا الكم من الأعمال، وما أسعدني أكثر أنني وصلت لذلك بدون أي شركة إنتاج تدعمني، بل بمجهودي الشخصي، وكنت الوحيد من بين زملائي الذي اعتمد على نفسه بالكامل.

ما أبرز الأعمال التي شاركت فيها بعد "العودة إلى الوطن"؟.. وهل هناك أدوار في الطريق؟

بعد عرض الفيلم، جاءت جائحة كورونا، وتوقفت الحياة الفنية في الصين لفترة طويلة، بدأت بعدها العودة تدريجيًا بأعمال دعائية مع الحكومة الصينية، وأعمال ثقافية، وأخيرًا أشارك في فيلم جديد مع نجم صيني شهير سيعرض قريبًا.

مَن مثلك الأعلى في السينما؟

منذ طفولتي، كنت من عشاق جاكي شان، أحببت قدرته على المزج بين الكوميديا والأكشن، في وقت لم يكن فيه التطور التكنولوجي الموجود حاليًا، ولحُسن حظي، التقيته بالفعل أثناء تصوير فيلم في الصين، و كان متواضعًا جدًا، واعتاد توزيع الهدايا على كل العاملين في مواقع التصوير.

هل تفكر في العودة للعمل داخل مصر؟

بكل تأكيد، عشت في مصر أغلب سنوات حياتي، وذكرياتي كلها مرتبطة بالقاهرة والمنصورة، وأتمنى أن أشارك في عمل فني مصري كبير، وأن أكون حلقة وصل بين مصر والصين، خصوصًا أن هناك اهتمامًا كبيرًا أخيرًا بالتعاون الثقافي بين البلدين.

هل ساعدت ممثلين مصريين في أعمال صينية من قبل؟

نعم قبل جائحة كورونا، ساعدت بعض الفنانين المصريين الذين شاركوا في فيلم للنجم جاكي شان، من بينهم ليلى عز العرب وهاني عادل، وأحب أن أقول إنني ابن مصر، وأتشرف أنني استطعت أن أمثّل بلدي في مكان صعب مثل الصين، وأتمنى أن أكون سبب فخر لبلدي، وأنتظر دعم الجمهور المصري والعربي لي، خاصة أنني حتى الآن غير معروف بالشكل الكافي في مصر، وأتمنى أن يعرفوا أن هناك شابًا مصريًا يخوض معركة تمثيلية وحده في بلد آخر، بلا دعم ولا شركات إنتاج.