الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

ممدوح الأطرش: الفنان الذي يشعر أنه أخذ حقه يتوقف عن الإبداع (حوار)

  • مشاركة :
post-title
الفنان السوري ممدوح الأطرش

القاهرة الإخبارية - محمد عبد المنعم

- أقدّم مسلسلًا عن أسمهان يبرز دورها الفني والإنساني.. ولدي حكم قضائي لحماية إرثها وفريد الفني
- الفن لا بد أن يواكب التطور التكنولوجي.. ولم أحقق الرضا الكامل عن نفسي حتى الآن
- أجهّز لمشروع تحويل السويداء إلى مدينة مسرحية.. وأتمنى أن يتجنب الجيل الجديد المشكلات التي واجهناها

في سماء الفن المسرحي تتلألأ نجوم تضيء دروب الإبداع، ومن بينها يسطع اسم الفنان السوري ممدوح الأطرش، الذي جعل من المسرح ساحة لتوصيل الرسائل الإنسانية، إذ ارتبط اسمه بذاكرة المسرح العربي وساهم في رسم ملامح الهوية الثقافية السورية بصدق وشغف، لذلك استحق التكريم من مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي بمصر، الذي انقضت فعالياته منذ أيام، وأيام قرطاج المسرحية بتونس الذي انطلق مساء أمس، اعترافًا بمسيرته الحافلة بالعطاء.

ممدوح الأطرش الذي تربطه علاقة قرابة بالراحلين فريد الأطرش وأسمهان تحدث مع موقع "القاهرة الإخبارية" عن تكريمه في مصر وتونس والاحتفاء الكبير بمشواره، كما كشف لنا عن الصعوبات التي واجهته، ووجّه نصائح لشباب المسرحيين، كما تطرّق إلى علاقة القرابة مع الفنان الراحل فريد الأطرش وأسمهان، وكيف يحافظ على إرثهما الغنائي في ظل تطور الذكاء الاصطناعي.

احتفاء كبير بمسيرتك في مهرجان شرم الشيخ للمسرح وأيام قرطاج.. كيف رأيت ذلك؟

مهرجان شرم الشيخ يعد من أهم المهرجانات المسرحية في المنطقة، وأخص بالشكر الفنان والمخرج مازن الغرباوي رئيس المهرجان على، هذا التكريم فهو يشعرني بالفخر والاعتزاز، وتجربتي الفنية تشكل جزءا من قصتي التي يسعدني مشاركتها مع الجميع.

وبالنسبة لتكريمي في أيام قرطاج المسرحية، فأنا أعتز به فهو ليس تكريمًا شخصيًا فقط، بل هو تكريم لكل مبدع سوري يحمل اسم بلده أينما حل، ومهرجان قرطاج باسمه العريق أثبت موقعه الثقافي والفني عالميًا، بالنسبة لي، التكريم ليس مجرد شهادة بل هو حافز للفنان ليواصل العطاء والإبداع.

ممدوح الأطرش
ماذا عن تفاصيل كتابتك مسلسل عن حياة الفنانة الراحلة أسمهان؟

سبق لي أن كتبت مسلسلًا عن حياة أسمهان، حيث واجهت تحريفات عديدة عن الواقع بسبب تدخلات بعض الكتاب، لذلك قررت أن أقدّم عملًا أُظهر من خلاله شخصية أسمهان ودورها الفني والإنساني، وكتبت نصًا لفيلم عالمي باللغة الإنجليزية عن هذه الشخصية المحورية، وكان من المقرر أن تؤدي مروة ابنتي دورها، ونأمل في الفرصة المناسبة لإنتاج هذا الفيلم ليعطي عائلة الأطرش حقهم.

اعترضت في ندوة تكريمك بمهرجان شرم الشيخ عن عدم إعطاء الفنان حقه في بلده.. فهل ظُلم ممدوح الأطرش بسوريا؟

التكريم في الوطن يرتبط بظروف معينة، وأنا أعتز بسوريا فهي عنوان حياتي، ورغم كل شيء، هناك دائمًا تقدير للفنان، حتى لو جاء متأخرًا، والفنان الذي يشعر أنه أخذ حقه يتوقف عن الإبداع.

وأنا لم أحقق الرضا الكامل عن نفسي حتى الآن، وأسعى دائمًا لتقديم كل ما هو جديد.

قررت أن تقدم مهرجانًا في مدينتك السويداء بشكل مختلف.. حدثنا عن مشروعك؟

المهرجانات تتيح فرصًا للحوار والتواصل خارج المنصات الرسمية، وهو مكسب كبير، لكن مشروعي المقبل يتمثل في تحويل مدينة السويداء، -بصفتي رئيس ملتقى أرام الثقافي، إلى مدينة مسرحية، وقد حصلنا بالفعل على الموافقة لإقامة عروض على مدار العام، وسيقام مهرجان غير تقليدي يستمر 100 يوم.

ما السبب وراء منعك عائليًا من دخول مجال الفن؟

كوني من بيئة ذات موروث محافظ، كانت سمعة الفنان في الماضي سيئة، ما دفع عائلتي إلى منعي من دخول هذا المجال، لكنني سعيت وراء حلمي، واضطررت للهرب حتى أحقق شغفي الفني ووصلت إلى مصر التي شكّلت انطلاقتي.

كيف ترى دور التكنولوجيا في تطور في الفن؟

الحياة تتغير باستمرار، والفن يجب أن يواكب هذا التطور، لذلك الفنان بحاجة إلى الانفتاح على التكنولوجيا الحديثة لضمان استمراريته، لأن الزمن لا يتوقف، وعلى الفنان ألا يقف عند محطة حتى لا ينتهي، وعليه أن يبدع حتى آخر لحظة في حياته.

في ظل وجود الذكاء الإصطناعي.. كيف تخطط للحفاظ على إرث فريد الأطرش وأسمهان؟

لدي حكم قضائي لحماية الإرث الفني لفريد وأسمهان، ورغم انفلاتات مواقع التواصل الاجتماعي إلا أنني أعمل على محاسبة من يسيء لهما، فالراحل فريد الأطرش مدرسة فنية، وأنا مع تطوير إرثه الفني بطريقة تليق به.

فريد الأطرش - أسمهان
هل فكرت في إعادة توزيع موسيقى فريد وأسمهان؟

هناك تجارب خارجية ناجحة أعادت توزيع أعمالهما باستخدام أوركسترا حديثة، ولدينا محاولات جادة لإحياء إرث فريد الأطرش بموسيقى جديدة، وأعتقد أن هذا أمر يستحق الجهد.

ما الأثر الذي تركه فريد وأسمهان في حياتك؟

أنتمي فكريًا وروحيًا لهذين الفنانين، فقد تركا أثرًا كبيرًا في داخلي، أسمهان قدمت أعمالًا خالدة في ذاكرة العالم في عمر قصير، وفريد الأطرش يُدّرس فنه في معاهد عديدة حتى الآن.

ما نصيحتك للجيل الجديد من الفنانين؟

أتمنى أن يتجنب الجيل الجديد المشكلات التي واجهناها في بداياتنا، وأنصحهم بالصبر، لأن كل معاناة يواجهونها ستتحول يومًا ما إلى نجاح.