الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بين زحام الموانئ ونقص تذاكر الطيران.. الآلاف يتسابقون على الهروب من إسرائيل

  • مشاركة :
post-title
6000 شيكل للنجاة عبر البحر بعد فشل الهروب الجوي

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

في مشهد يعكس حالة الذعر المتزايدة داخل المجتمع الإسرائيلي، انقسمت محاولات الهروب بين السماء والبحر، إذ سجّل أكثر من 60 ألف إسرائيلي أسماءهم في موقع شركة "العال" للطيران خلال ساعة ونصف الساعة فقط، بحثًا عن رحلات إجلاء جوية، بينما اتجه المئات إلى المراسي والموانئ الإسرائيلية للهروب عبر اليخوت الخاصة نحو قبرص، حيث يدفع المستوطنون مبالغ باهظة تصل إلى 6000 شيكل للراكب الواحد، عبر رحلات بحرية محفوفة بالمخاطر تستغرق أحيانًا أكثر من 25 ساعة.

تحول الموانئ إلى نقاط هروب جماعي

تحوّل مرسى مدينة هرتسليا خلال الأيام الأخيرة إلى ما يشبه محطة سفر مصغّرة، إذ يصل إليها في ساعات الصباح أفراد وعائلات يجرّون حقائبهم ويبحثون عن اليخوت التي ستنقلهم إلى قبرص، ومنها إلى أي مكان خارج إسرائيل، وفقًا لما أشارت إليه صحيفة "هآرتس" العبرية.

ولم تعد الظاهرة مقتصرة على هرتسليا، بل امتدت إلى مراسي أخرى في حيفا وأشكلون، حيث ينظّم أصحاب اليخوت الصغيرة رحلات لا تزيد عن عشرة ركاب.

وتشير الصحيفة العبرية إلى أن هرتسليا شهدت، في صباح أحد الأيام، تواجد ما لا يقل عن مئة شخص، فيما لم تتمكن سلطة السكان والهجرة من تقدير حجم الظاهرة بدقة.

مجموعات فيسبوك المخصصة للهروب وقيود الطيران

تسرد "هآرتس" وجود مجموعات على فيسبوك "مخصصة لمغادرة البلاد عن طريق البحر"، إذ تكشف هذه المنصات عن مئات الأشخاص الراغبين في مغادرة إسرائيل في رحلات بحرية.

ويأتي هذا التوجه في ظل إصدار توجيهات حكومية جديدة لشركات الطيران الإسرائيلية تقضي بعدم السماح للمواطنين الإسرائيليين بمغادرة البلاد في حال تسيير رحلات لإجلاء الإسرائيليين العالقين في الخارج، مما دفع الكثيرين للبحث عن بدائل بحرية.

دوافع الهروب المتنوعة وإنكار الحقيقة

يفضّل معظم الركاب عدم الحديث علنًا مع الصحفيين، كما تشير "هآرتس"، إذ يدّعي معظمهم أنهم لا يقيمون في إسرائيل ويريدون فقط العودة إلى ديارهم، أو الانضمام إلى أولادهم في الخارج، بينما قلة فقط تعترف بأنها تفر من الصواريخ الإيرانية.

من بين هؤلاء "نير"، المقيم في كوستاريكا، والذي كان في زيارة لإسرائيل "في توقيت سيئ"، والذي سيستغرق 25 ساعة للوصول إلى لارنكا، معتبرًا الرحلة "مغامرة".

شهادات مختلطة بين البقاء والهروب

تكشف التقارير عن تنوّع ردود الأفعال، حيث اختارت "شارون" البقاء لحماية ابنها بدلاً من مرافقة شريكها المتوجه إلى لندن، قائلة: "ابني هنا، سأبقى لأحميه"، مضيفة أن "الناس في حالة جنون" مع كثرة القوارب المغادرة.

في المقابل، اعترف زوجان وطفلهما البالغ أربع سنوات بهدوء أنهم "يهربون من الحرب"، حيث قالت الأم: "سئمنا من الصواريخ". وتروي "ليا"، البالغة 14 عامًا والمقيمة في مدريد، أن الأمر كان "مرعبًا أكثر بالنسبة لوالديها" اللذين أرادا عودتها فورًا رغم شعورها بالأمان في الغرفة المحصّنة.

التكاليف الباهظة واستغلال حالة الذعر

تتراوح تكلفة الرحلات البحرية بين 2500 و6000 شيكل إسرائيلي للراكب الواحد، وفقًا للمسافرين الذين تحدّثت معهم "هآرتس"، حيث يقول أحدهم: "طلبوا مني 6000 شيكل في مكان آخر، العرض والطلب، ومن يريد أن يدفع - يدفع".

وتختلف التكلفة حسب نوع اليخت ومستوى الراحة والسرعة، إذ تحتوي بعض اليخوت على غرف نوم وتعمل بوقود الديزل وتصل إلى قبرص خلال 8 ساعات، بينما تستغرق اليخوت الأصغر حتى 25 ساعة.

ويحذّر أحد القباطنة من وجود من يخرج بركّاب دون تأمين مناسب، بينما تشغّل إحدى الشركات بين 4 إلى 5 يخوت يوميًا في زاوية أخرى من المرسى.

أزمة الإجلاء الجوي وتفاقم الوضع

كشفت صحيفة "كالكاليست" العبرية أن أكثر من 60 ألف إسرائيلي سجّلوا في موقع شركة "العال" للطيران خلال ساعة ونصف فقط من إعلان عملية الإجلاء الجوي.

وتعطي شركة "العال" الأولوية لعملائها الذين أُلغيت رحلاتهم حسب تاريخ الرحلة الأصلية والحالات الإنسانية، بينما يواجه عشرات الآلاف من الإسرائيليين خطر البقاء عالقين في الخارج بسبب امتلاكهم تذاكر مع شركات أجنبية ألغت رحلاتها حتى الصيف.

مشاهد متنوعة من الهروب الجماعي

تصف "هآرتس" مشاهد متنوّعة من المراسي، إذ تجلس مجموعة من رجال الأعمال الأمريكيين الذين جاؤوا في زيارة عمل، وقال أحدهم من ولاية يوتا: "رغم كل شيء، كانت زيارة رائعة"، بينما امرأتان من روسيا وصلتا لزيارة أولادهما في إسرائيل، وهما الآن في طريق العودة "إلى حرب أخرى هناك".

وعندما سُئل أحد الهاربين عمّا إذا كان لا يخاف من الرحلة البحرية، أجاب بسؤال مضاد: "وأنتِ، ألا تخافين من اليابسة؟"، مما يعكس حالة اليأس من الوضع البري في إسرائيل.