الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

صواريخ لم تستخدم بعد.. إيران تحتفظ بالرد الحاسم على إسرائيل

  • مشاركة :
post-title
صاروخ "خيبر" الإيراني نموذج لصاروخ "خورمشوار"

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

في الشرق الأوسط دخلت الحرب بين إيران وإسرائيل فصلًا جديدًا أكثر عنفًا، مع انطلاق المرحلة الرابعة من العملية الإيرانية، التي حملت عنوانًا مشحونًا بالدلالات هو "الوعد الحق 3"، وفي صواريخ وُصفت بأنها استُخدمت لأول مرة، أمطرت إيران مدنًا إسرائيلية مثل تل أبيب وحيفا، مستهدفة مواقع حيوية وقيادات عسكرية في تصعيد غير مسبوق.

صواريخ بالمئات

أفادت وكالة "مهر" الإيرانية شبه الرسمية، الأحد، بأن المرحلة الرابعة من العمليات العسكرية الإيرانية ضد إسرائيل انطلقت تحت عنوان "عملية الوعد الصادق 3"، ووفقًا للوكالة، شملت العملية إطلاق مئات الصواريخ الباليستية المتنوعة التي استهدفت منشآت مدنية وبنى تحتية داخل إسرائيل، واعتبرتها "ردًا حاسمًا" على الضربة الإسرائيلية الأولى التي قتلت عددًا من كبار القادة الإيرانيين.

وأكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، أن بلاده "لم تبدأ الحرب"، لكنها "ردت بحزم"، مضيفًا "إذا استمرت الاعتداءات، فستكون ردودنا أكثر إيلامًا للمعتدين"، بحسب ما نقلت وكالة مهر.

صواريخ لم تُستخدم بعد

رغم إطلاق إيران نحو 300 صاروخ باليستي، خلال اليومين الأولين من الحرب، تشير تقديرات الخبراء إلى أن طهران لم تستخدم بعد أقوى ما في ترسانتها، وهو صواريخ ضخمة تزن طنًا أو أكثر، وصواريخ كروز سريعة يصعب اعتراضها.

ويبدو أن إيران تحتفظ بهذه الصواريخ لمرحلة أكثر حسمًا من الصراع، أو كرد على ضربة كبيرة، أحد الخبراء أشار إلى أن الصاروخ الإيراني "خورمشهر" نادر وغالٍ، لكنه قادر على إحداث دمار يفوق بنسبة 20% تأثير الصواريخ المتوسطة التي أُطلقت حتى الآن.

مصادر دفاعية إسرائيلية قالت إن تعدد منصات الإطلاق الإيرانية يعقّد مهمة الاستخبارات في تعقبها، كما أن إنتاج الصواريخ الاعتراضية الأمريكية مثل صواريخ "ثاد" لا يزال محدودًا، رغم أوامر الرئيس الأمريكي ترامب بزيادة وتيرته مؤخرًا.

وأكد جيش الاحتلال الإسرائيلي أن بعض الصواريخ التي لم تُعترض كانت موجهة لمناطق مفتوحة ولم تُشكّل خطرًا.

الدرون في مرمى النار

الهجوم الإيراني الأول الجمعة الماضي تضمن نحو 100 طائرة مسيّرة، جرى اعتراض معظمها قبل أن تصل إسرائيل، ومنذ ذلك الحين غيّر الإيرانيون تكتيكهم فبدأوا بإطلاق طائرات مسيرة متقطعة بدلًا من أسراب ضخمة.

أحد الخبراء الغربيين علّق على هذه التطورات بقوله: "ما يجري في إسرائيل من تحسن دفاعي يشبه ما لم تحققه أوكرانيا بعد، إذ تعترض الأخيرة فقط 50% من المسيّرات الإيرانية التي تُطلقها روسيا".

وأشار أيضًا إلى أن استهداف إيران للمراكز السكانية الإسرائيلية يُعد خطًأ استراتيجيًا فادحًا، ويزيد من فاعلية الرد الإسرائيلي الدولي.

بنك أهداف شامل

وقال المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية: "لدينا بنك أهداف شامل في الكيان الصهيوني، واستهدفنا مراكز عسكرية، ومقار اتخاذ القرار، وأماكن إقامة قادة وعلماء صهاينة"، كما دعا المستوطنين الصهاينة إلى مغادرة الأراضي المحتلة لأنها "لن تكون صالحة للسكن قريبًا".

وبالتزامن، بث الجيش الإيراني بيانًا متلفزًا على القنوات الرسمية، طلب فيه من سكان إسرائيل إخلاء المناطق القريبة من المواقع العسكرية والعلمية الكبرى، مشددًا على أن إيران "ضربت أهدافًا حساسة ومهمة بنجاح"، بما في ذلك منشآت عسكرية وأمنية إسرائيلية.

صواريخ تُستخدم للمرة الأولى

كشفت قناة "برس تي في" الإيرانية، نقلًا عن مصادر مطلعة، أن الصواريخ التي استهدفت حيفا تُستخدم لأول مرة من قبل القوات المسلحة الإيرانية، وسببت هذه الصواريخ أضرارًا كبيرة في المنشآت النفطية والاقتصادية بالمدينة، إضافة إلى تقارير تحدثت عن استهداف صهاريج تخزين الأمونيا، ما أدى إلى اندلاع حرائق وتصاعد أعمدة دخان كثيفة.

وأفادت الطوارئ الإسرائيلية بسقوط إصابات عدة نتيجة هذه الضربات، بينما فعّل جيش الاحتلال الإسرائيلي صفارات الإنذار في مناطق مختلفة، داعيًا المدنيين للبقاء في الملاجئ حتى إشعار آخر.

تحذيرات متقابلة

في مشهد يعكس ذروة التصعيد، تبادلت إيران وإسرائيل التحذيرات، فبينما حذرت طهران السكان الإسرائيليين من البقاء قرب المنشآت الحيوية، كانت نل أبيب وجهت تحذيرًا مماثلًا في وقت سابق للإيرانيين القاطنين قرب منشآت إنتاج الأسلحة، واصفة التواجد هناك بأنه "خطر داهم على حياتهم".

وأعلن العقيد رضا صياد، المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية، أن قاعدة بيانات عسكرية شاملة بيد طهران تحتوي على جميع الأهداف الحيوية داخل إسرائيل، مضيفًا أن استهدافها سيتم "بدقة ومنهجية".

وفي السياق القانوني والدولي، أكدت إيران أن هجماتها تأتي في إطار حق الدفاع عن النفس، مستندة إلى المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، وجاءت تلك الهجمات ردًا على الهجوم الإسرائيلي المبكر، الجمعة الماضي، الذي أسفر عن مقتل عشرات الأشخاص بينهم قادة عسكريون وعلماء نوويون ومدنيون، بحسب المصادر الإيرانية.

ووصف الإعلام الإيراني هذا الهجوم بأنه "إرهابي"، وجاء بعد "ضوء أخضر أمريكي".

موقف أمريكي هادئ

رغم اشتداد المعارك عبّرت الولايات المتحدة عن رغبتها في حل دبلوماسي، إذ نقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن مسؤول أمريكي رفيع قوله، إن بلاده ما زالت تأمل في أن "تأتي إيران إلى طاولة المفاوضات قريبًا"، كما أصدر البيت الأبيض بيانًا يدعو إيران إلى التخلي عن برنامجها للأسلحة النووية.

وفي خطابه الرسمي، اعتبر المرشد الإيراني علي الخامنئي، أن إسرائيل ارتكبت خطًأ كبيرًا ستكون عواقبه وخيمة، وقال: "القوات المسلحة الإيرانية ستتحرك بقوة لدعم الأمة وستوجه ضربات قاصمة للنظام الإجرامي".