تعيش إيران حالة من الذعر المتصاعد في ظل استمرار الضربات الجوية الإسرائيلية التي تستهدف منشآت نووية ومواقع عسكرية في عمق الأراضي الإيرانية، وسط تهديدات إسرائيلية بتوسيع الهجمات، وتحذيرات من "أسابيع" من العمليات العسكرية.
شهدت العاصمة طهران موجة نزوح غير مسبوقة نحو المناطق الشمالية والريفية، خاصة المناطق القريبة من بحر قزوين، حيث يسعى المواطنون للفرار من المدن الكبرى التي باتت في مرمى الهجمات الإسرائيلية.
وأفاد سكان من حي "سعادت آباد" شمال طهران لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، بأن انفجارات عنيفة هزّت المباني طوال الليل، ما تسبب في حالة من الذعر بين السكان الذين هرعوا إلى الشوارع بعد استنشاقهم رائحة دخان ناجم عن قصف مبنى مجاور.
ورغم استمرار الحياة اليومية في بعض المناطق، إلا أن مشاهد طوابير الوقود، وتخزين المواد الغذائية والمياه، تشير إلى تصاعد حالة التأهب الشعبي. كما أُبلغ عن تحديد سقف السحب النقدي من بعض أجهزة الصراف الآلي.
رئيس مجلس بلدية طهران، مهدي تشمران، قال إن "الأنفاق ومحطات المترو يمكن استخدامها كملاجئ، لكن ذلك يتطلب إيقاف خدمات المترو بالكامل". وقد أعلنت السلطات لاحقًا عن فتح محطات المترو على مدار الساعة لاستقبال السكان، إلى جانب فتح المدارس والمساجد كملاجئ.
ومع استمرار الغارات الليلية وإغلاق المحال التجارية وتردد الناس في الذهاب إلى أعمالهم، تحوّلت ليالي طهران إلى أوقات هدوء مخيف. وفي مدينة شيراز جنوب إيران، تكررت مشاهد النزوح، وسط اصطفاف السيارات المحملة بالحقائب وعبوات المياه، في مشهد يُذكّر ببداية أزمات كبرى في المنطقة.