الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

في انتظار "مطرقة أمريكا الحاسمة".. إسرائيل غير قادرة على مواجهة حصون إيران النووية

  • مشاركة :
post-title
قاذفة أمريكية من طراز بي-52

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

في حرب غير مسبوقة على الأراضي الإيرانية، تستعد إسرائيل لتوسيع نطاق عمليتها الجوية إلى العمق النووي الإيراني، ففي الوقت الذي يتقدم فيه سلاح الجو الإسرائيلي خطوة بخطوة فوق أراضي دولة مساحتها توازي 80 ضعف مساحة إسرائيل، يتضح أن إتمام المهمة يعتمد على قرار واحد من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالموافقة على استخدام قنابل الاختراق العملاقة الأمريكية، الوحيدة القادرة على اختراق التحصينات الخرسانية التي تحمي المنشآت النووية في قلب الجبال وتحت الأرض.

الضربة التي لم تأتِ بعد

بعد الضربة الافتتاحية التي طالت منشآت المشروع النووي الإيراني ومواقع إطلاق الصواريخ الباليستية، وتصفية قيادات أمنية بارزة، تؤكد المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، حسب "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن بعض المواقع الحساسة مثل نطنز قد تضررت بشدة، بينما بدأ التأثير يظهر على منشآت في أصفهان، لكن المخاوف مستمرة بسبب توزيع إيران للمنشآت النووية عبر أراضيها الواسعة، وإخفاء بعضها حتى في العاصمة طهران.

مصادر أمنية إسرائيلية متعددة رسمية وميدانية، حسب "يديعوت أحرونوت"، أكدت أن تدمير البرنامج النووي الإيراني بالكامل يستلزم التعامل مع جميع المواقع، وعلى رأسها منشأة "فوردو" الحصينة، وهنا، تدخل واشنطن في الحسابات، فطائرات "بي-2" و"بي-52" الأمريكية، المزودة بقنابل اختراق عملاقة، قد تكون الخيار الحاسم إذا سمح ترامب باستخدامها.

وحتى إذا لم تُنفذ الضربة الأمريكية، تأمل إسرائيل أن تكون ضربتها "المجمعة" كافية لتأجيل المشروع النووي الإيراني لسنوات، أو إجبار طهران على العودة إلى طاولة مفاوضات جديدة بشروط أكثر صرامة.

منشأة "فوردو" الحصينة،
فتح سماء إيران

خبراء عسكريون غربيون، أكدوا وفق موقع "Ynet" الإسرائيلي أن سلاح الجو الإسرائيلي يعمل وفق خطة واضحة، ويكرر الهجمات على مواقع مثل نطنز، لكن، مع وجود ما بين 5 آلاف إلى 10 آلاف هدف استراتيجي في إيران، بين أنظمة دفاع جوي وصواريخ باليستية ومراكز قيادة، فإن إتمام المهمة سيستغرق وقتًا وجهدًا طويلين.

وقال أحد هؤلاء الخبراء إن "فتح السماء الإيرانية"، أي تحييد الدفاعات الجوية الإيرانية، يُعد الإنجاز الأهم حتى الآن، ويسمح للطائرات بالتحليق فوق طهران كما تفعل فوق غزة، وأضاف أن الطائرات الإسرائيلية باتت تشن هجمات قريبة من أهدافها، وهو ما يُزيد من دقة الإصابة.

الجيش الإسرائيلي أعلن أخيرًا عن إنجازات استخباراتية مهمة، من بينها إنشاء "قسم إيران" في سلاح الجو منذ العام الماضي، بهدف تعميق فهم العمق الإيراني وتحديد أهدافه.

"مطرقة أمريكا" على الطاولة

مع كل التقدم الذي أحرزه الجيش الإسرائيلي، تبقى المرحلة الحاسمة مرهونة بقرار أمريكي، يتمثل في السماح باستخدام قنابل الاختراق العملاقة وتوجيه ضربة قاضية للمنشآت المدفونة تحت مئات الأمتار.

الرئيس ترامب الذي أشار في تصريحات سابقة إلى احتمال تدخل الولايات المتحدة، يبدو أمام خيار استراتيجي كبير وهو السماح باستكمال الضربة لتدمير منشآت مثل "فوردو"، أو الاكتفاء بما تحقق وتأجيل التصعيد الكامل.

حتى الآن، تتكامل أنظمة الدفاع الإسرائيلية، مثل "القبة الحديدية" وصواريخ "آرو"، مع مساعدة أمريكية تقنية، لكن "يديعوت أحرونوت" تشير إلى أن مشاركة أمريكا بطائراتها وقنابلها قد تكون ما يفصل بين التأجيل والإنهاء.