الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

وسط تبادل ضربات بين إيران وإسرائيل.. من يحترق أولا؟

  • مشاركة :
post-title
تواصل الضربات بين إيران وإسرائيل

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

دخلت إسرائيل وإيران منعطفًا أكثر خطورة من أي وقت مضى، وسط ضربات متبادلة، وتهديدات نووية، وحشود عسكرية تتأهب، بينما العالم يراقب بخوف من أن تتحوّل المناوشات إلى حرب إقليمية شاملة.

وفي هذا المشهد الملتهب، تصبح مقارنة القدرات العسكرية بين الجانبين أشبه بتفكيك قنبلة زمنية دقيقة التفاصيل، مميتة النتائج.

تفوق عددي لإيران

رغم امتلاك إيران عددًا سكانيًا يتجاوز 88 مليون نسمة، ومساحة شاسعة تبلغ 1.6 مليون كيلومتر مربع، فإن هذه الأرقام لا تعني الكثير في ميدان المواجهة، وفق "أسوشيتد برس".

وتنقسم القوات الإيرانية إلى جيش نظامي تقليدي يضم نحو 600 ألف جندي، وحرس ثوري يُقدَّر عدده بـ200 ألف عنصر، من ضمنهم وحدات نخبة مثل "قوة القدس"، ووحدات الصواريخ والهجوم السيبراني، ومع أن القوة البشرية هائلة، فإنها تعاني خللًا في المعدات وتراجع الكفاءة بفعل الضربات الأمريكية، والعقوبات الغربية المستمرة منذ عقود طويلة.

وتمتلك طهران نحو 350 طائرة، معظمها من طرازات قديمة تعود إلى ما قبل الثورة عام 1979، ما يجعل قوتها الجوية غير متكافئة مقارنة بإسرائيل، ورغم ذلك، استطاعت إيران أن تطوّر ترسانة قوية من الطائرات المسيّرة، لا سيما "شاهد"، التي بيعت بكثافة إلى روسيا في حربها بأوكرانيا.

التهديدات المتبادلة تتصاعد

في خطاب متلفز، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن "السماء الإيرانية لن تبقى آمنة"، مضيفًا: "سترون قريبًا طائراتنا فوق طهران".

من جانبه، قال وزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتس: "إذا استمرت إيران في قصف المدنيين الإسرائيليين، فإن طهران ستحترق"، واصفًا النظام الإيراني بأنه "يحتجز شعبه رهينة، ويقوده نحو الهاوية".

في المقابل، نقلت صحيفة "ذا إندبندنت" البريطانية عن المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي قوله: "ارتكبت إسرائيل خطأً فادحًا سيقودها إلى الهلاك، لن نرحمهم، وستُصبح حياتهم مريرة".

وفي تهديد واضح للوجود الأمريكي، قالت القوات المسلحة الإيرانية إنها ستواصل الضربات الانتقامية ضد إسرائيل، وحتى ضد القواعد الأمريكية المنتشرة في المنطقة.

وأظهرت مقارنة، عقدها معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (سيبري) وموقع فوربس، بين القوات المسلحة لإيران وإسرائيل، عددًا من المحاور الرئيسية التوضح الفوارق المختلفة بين القوتين.

الإنفاق الدفاعي

إيران: 7.9 مليار دولار في 2024 (انخفاض بنسبة 10% بسبب العقوبات).
إسرائيل: 46.5 مليار دولار في 2024 (زيادة بنسبة 65% مقارنة بـ2023 بفعل حرب غزة).

عدد الجنود

يبلغ عدد الجنود الإيرانيين في الجيش 350 ألف جندي، وفي الحرس الثوري 190 ألفًا، والقوات الجوية 37 ألفًا، والبحرية 18 ألفًا، والدفاع الجوي 15 ألفًا، وذلك بإجمالي 610 آلاف جندي، والاحتياط: 350 ألفًا.

أما في إسرائيل، فالجيش يضم 126 ألف جندي، والبحرية 9.500، والقوات الجوية 34 ألفًا، والإجمالي الفعلي 169.500 جندي، والاحتياط 400 ألف.

القوات الجوية

عدد الطائرات القتالية الإيرانية يصل إلى 312 بسلاح الجو، و23 للحرس الثوري، أما الطائرات الهجومية 57 (هليكوبتر) بمعدل 2 لسلاح الجو و50 للجيش و5 للحرس الثوري، كما يضم أسطولها الجوي طائرات قديمة من طراز ميج-29 عمرها 35 عامًا، وطائرات F-4 وF-5 دخلت الخدمة منذ عقود، أما إسرائيل فتضم 345 طائرة قتالية، و43 مروحيات هجومية.

نظام الدفاع الجوي

تعتمد إسرائيل على "القبة الحديدية" متعددة المستويات، مع رادارات دقيقة ووحدات إطلاق متطورة، بدعم أمريكي، أما إيران فتستخدم نظام "آزارخش" (قصير المدى ومنخفض الارتفاع) المزود برادارات وأجهزة استشعار حراري وكهربائي بصري.

الصواريخ الباليستية

تمتلك إيران 12 نوعًا من الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى، والمدى الأقصى حتى 2000 كم بصواريخ خرمشهر وسجيل، أما إسرائيل فتمتلك 4 أنواع على الأقل، المدى الأقصى لها حتى 6500 كم بصواريخ أريحا 3.

القوات البرية

تمتلك إيران 10,513 دبابة قتالية، و6,798 مدفعًا، و640 ناقلة جنود مدرعة، أما إسرائيل فلديها نحو 400 دبابة قتالية، و530 مدفعًا، وأكثر من 1,190 ناقلة جنود

القوات البحرية

في إيران 17 غواصة تكتيكية، و68 سفينة دورية ومقاتلة، و7طرادات، و23 سفينة ومركبات إنزال، و18سفينة دعم لوجستي، أما إسرائيل فلديها 5 غواصات، و49 سفينة دورية ومقاتلة.

وفي ميزان القوة العسكرية، تمتلك إسرائيل تقنيات دفاعية وهجومية متطورة، وتتفوّق في الحرب السيبرانية، مع احتمال امتلاكها للسلاح النووي، غير أن إيران تمتلك أدوات أخرى وهو عمق جغرافي، شبكة وكلاء إقليميين، ونظرية عسكرية تقوم على إنهاك الخصم بضربات غير متكافئة في جبهات متعددة.

اليد العليا تكنولوجيًا

رغم صغر حجم إسرائيل، فإن قوة إسرائيل الجوية مدعومة بتكنولوجيا أمريكية وأوروبية متقدمة، مع صناعة دفاع محلية توفر لها استقلالًا استراتيجيًا، كما تمتلك إسرائيل شبكة دفاع جوي متعددة المستويات، نجحت في التصدي لهجمات صاروخية ضخمة، كالهجوم الإيراني في أكتوبر 2024، الذي لم يسفر عن أضرار كبيرة بفضل دعم مباشر من الولايات المتحدة في إسقاط الصواريخ.

ورغم عدم إقرار إسرائيل رسميًا بامتلاكها لرؤس نووية، فإن تقارير جمعية الحد من الأسلحة تشير إلى امتلاكها نحو 90 رأسًا نوويًا، وهو ما يمنحها قدرة ردع غير قابلة للمقارنة في المنطقة.

أمريكا في قلب المعركة

رغم إعلان الولايات المتحدة، على لسان وزير الخارجية ماركو روبيو، أنها لم تشارك في الهجوم الإسرائيلي، فإن وجودها العسكري في المنطقة يجعلها هدفًا محتملًا لأي رد إيراني.

في بحر العرب، ترابط حاملة طائرات أمريكية تحمل 60 طائرة مقاتلة، إلى جانب قواعد عسكرية تنتشر في العراق ودول الخليج، ومع تصاعد التوتر، بدأت واشنطن بسحب بعض دبلوماسييها من بغداد، وعرضت الإجلاء الطوعي لعائلات الجنود المنتشرين في الشرق الأوسط.

وحسب "أسوشيتد برس" نقلًا عن مصادر أمريكية، فإن أي رد إيراني مباشر على القوات الأمريكية قد يؤدي إلى تورط أوسع، على غرار السيناريوهات التي حصلت في العراق وسوريا.