الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

رفضه في البداية.. كواليس تحول ترامب إلى أكبر داعمي الهجوم الإسرائيلي على إيران

  • مشاركة :
post-title
تصاعد الدخان بعد انفجار في طهران مساء الجمعة

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

عندما انتهى عرض الفصل الأول من رواية "البؤساء" في "مركز كينيدي للفنون" بالعاصمة الأمريكية واشنطن، ليلة الأربعاء الماضي، سحب سيناتور كارولينا الجنوبية الجمهوري ليندسي جراهام الرئيس دونالد ترامب جانبًا لإجراء محادثة سريعة حول إيران.

أشاد جراهام، خلالها، بإدارة ترامب لتعاملها مع القضية النووية دون مقتل أي شخص، فيما قال الرئيس الأمريكي عن المفاوضات المتعثرة مع طهران: "نعم، نحن نحاول. لكن أحيانًا عليك أن تفعل ما يجب عليك فعله".

بعدها، اعتبر جراهام أن ترامب كان يشير في تلك الملاحظة إلى احتمال توجيه إسرائيل ضربة إلى طهران.

جاء اللقاء في منتصف الأسبوع الذي شهد تحول ترامب من محاولة منع هجوم إسرائيلي إلى داعم لحملتها المفاجئة التي تستهدف المنشآت النووية الإيرانية وكبار القادة العسكريين والمدنيين؛ كما يشير تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال".

وكان نتنياهو يسعى إلى إفشال المفاوضات التي تقودها الولايات المتحدة مع إيران بشأن برنامجها النووي منذ سنوات، بحجة أن تدمير أجهزة الطرد المركزي الضخمة لتخصيب اليورانيوم وغيرها من المنشآت النووية سيدفع إيران لقبول بصفقة في هذا الصدد، وأنه وحده القادر على ضمان عدم قيام طهران بتطوير قنبلة سرًا.

وفي عام 2018، ابتهج الزعيم الإسرائيلي عندما قام ترامب في ولايته الأولى بتمزيق الاتفاق النووي لعام 2015 الذي توسط فيه الرئيس -آنذاك- باراك أوباما، ثم تراجع عندما دفع ترامب نحو اتفاق أكثر صرامة خلال ولايته الثانية.

الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الإسرائيلي
من أجل صفقة

أمس الجمعة، قال ترامب إنه كان على علم بخطط الهجوم الإسرائيلية، وجادل بأن "العملية العقابية" التي تمارسها إسرائيل "تجعل الاتفاق النووي أكثر احتمالًا"، على الرغم من أن إيران قالت إنها ستنسحب من الجولة السادسة من المحادثات المقرر عقدها يوم غد الأحد.

وقال ترامب لـ"وول ستريت جورنال": كان ينبغي عليهم (الإيرانيون) التوصل إلى اتفاق، ولا يزال بإمكانهم التوصل إلى اتفاق طالما لديهم شيء ما. لا يزال بإمكانهم ذلك".

ووفق التقرير، بدا ترامب "أقل تفاؤلًا" في وقت سابق من الأسبوع الماضي، وفقًا لمسؤولين أمريكيين.

يوم الأحد الماضي، استدعى ترامب فريقه للأمن القومي إلى كامب ديفيد، وأخبرهم خلال مناقشة حول الشرق الأوسط أنه يشعر بـ"تشاؤم متزايد" بشأن موافقة طهران على صفقة.

في اليوم التالي، كان من المقرر أن يتحدث ترامب ونتنياهو، وقال الرئيس الأمريكي إنه سيطلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي تأجيل أي هجمات حتى تنتهي الجهود الدبلوماسية التي يبذلها المبعوث الخاص ستيف ويتكوف.

وفي الخلفية كان نتنياهو يسعى دائمًا لشن ضربات ضد المواقع النووية الإيرانية، وهو التهديد الذي كان يلوح في الأفق بشكل أكبر من أي وقت مضى.

وفي مكالمة هاتفية أجراها مع نتنياهو، الاثنين الماضي، قال ترامب إنه يرغب في استمرار الدبلوماسية مع طهران لفترة أطول، لكن وفقًا لمسؤولين أمريكيين "حتى ترامب بدأ يفقد ثقته باستراتيجيته".

وأشاروا إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي "أبدى مجددًا شكوكه بشأن إمكانية قبول إيران بالصفقة التي يريدها ترامب، وأن إسرائيل بحاجة إلى مواصلة الاستعداد للضربات".

ويبدو أن ترامب استوعب الرسالة، ففي مقابلة مع صحيفة "نيويورك بوست"، نُشرت يوم الأربعاء الماضي، قال عن احتمالات التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران: "يبدو أنهم يماطلون، وأعتقد أن هذا مؤسف، لكنني الآن أقل ثقة مما كنت عليه قبل شهرين".

آثار استهداف أحد المباني في إيران
اليوم الأخير

في يناير الماضي، خلصت وكالات الاستخبارات الأمريكية إلى أن إسرائيل تدرس توجيه ضربات إلى منشآت نووية إيرانية، ورجّح التحليل الاستخباراتي أن إسرائيل ستدفع فريق ترامب الجديد إلى دعم الهجوم، معتبرةً أن الرئيس الجديد "أكثر استعدادًا" للمشاركة في الهجوم من الرئيس السابق جو بايدن.

ووفقًا للتقييم، اعتقد الإسرائيليون أن فرصة وقف سعي طهران للحصول على سلاح نووي تضيق.

وفي إشارة إلى تزايد القلق من هجوم إسرائيلي وردّ إيراني، أمرت وزارة الخارجية الأمريكية، الأربعاء الماضي، بمغادرة جميع الموظفين غير الأساسيين من السفارة الأمريكية في بغداد، وسمحت بمغادرة الموظفين غير الأساسيين وأفراد عائلاتهم من البحرين والكويت.

كما سمح وزير الدفاع بيت هيجسيث بالمغادرة الطوعية لأفراد أسر العسكريين من جميع أنحاء الشرق الأوسط.

وألغى الجنرال إريك كوريلا، القائد الأعلى للقوات الأمريكية في الشرق الأوسط، شهادة أمام الكونجرس كان من المقرر أن يدلي بها في اليوم التالي، وعاد إلى مقر القيادة المركزية في "تامبا" بولاية فلوريدا.

وعندما تحدث ترامب ونتنياهو مجددًا يوم الخميس، أبلغ نتنياهو ترامب أن هذا هو اليوم الأخير من مهلة الستين يومًا التي منحها لإيران لإبرام اتفاق.

ووفقًا لمسؤولين مطلعين على المكالمة، قال نتنياهو، إن إسرائيل لم تعد قادرة على الانتظار. بينما ردّ ترامب بأن الولايات المتحدة لن تقف في الطريق، لكنه أكد أن الجيش الأمريكي لن يساعد في أي عمليات هجومية.

أمّا في البيت الأبيض، فقد صرّح ترامب للصحفيين بأنه لن يصف الهجوم بأنه وشيك، "لكنه أمرٌ واردٌ جدًا". وزعم أن الولايات المتحدة وإيران على وشك التوصل إلى اتفاق، إلا أن الضربات الإسرائيلية قد "تُفسده".

وبينما تزايد القلق في الشرق الأوسط وواشنطن، كان ترامب يستمتع بمسرحيته الموسيقية المفضلة في مركز "كينيدي" للفنون، وانضم إليه جراهام وأنصاره الآخرون.

ووفق "وول ستريت جورنال"، شنّت إسرائيل عمليتها بينما كان ترامب في نزهة في باحة البيت الأبيض مع أعضاء الكونجرس، ثم تركهم وانضمّ لاحقًا إلى نائبه جيه دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ووزير الدفاع بيت هيجسيث، والجنرال دان كين، رئيس هيئة الأركان المشتركة، ومسؤولين كبار آخرين في غرفة العمليات لمتابعة الأحداث.

ويلفت التقرير إلى أن "ترامب، الذي بدأ الأسبوع مقاومًا لأي هجوم على إيران، سرعان ما احتضنه باعتباره حملة ناجحة يمكن أن تعزز جهوده الدبلوماسية".

وكتب على وسائل التواصل الاجتماعي أمس الجمعة: "يجب على إيران التوصل إلى اتفاق قبل ألا يتبقى شيء. وإنقاذ ما كان يُعرف سابقًا بالإمبراطورية الإيرانية".