ربما ساعدت بعض المصالح فرنسا في وجودها بإفريقيا، لكن متغيرات الوضع في الدول الإفريقية والساحة الدولية غيّرت هذا الواقع، بعدما طلبت بوركينا فاسكو من فرنسا سحب قواتها المتمركزة في العاصمة واجادوجو، وإنهاء الاتفاق العسكري بين البلدين، الموقع في نهاية عام 2018 خلال شهر.
استعرضت قناة "القاهرة الإخبارية"، اليوم الخميس، تقريرا بتقنية الـ"فيديو جراف"، تراجع النفوذ الفرنسي في إفريقيا، إذ استجابت باريس لطلب واجادوجو، وأعلنت سحب قواتها خلال المدة المحددة من السلطات البوركينية.
ويأتي موقف بوركينا فاسو التي تستضيف 400 عسكري في أراضيها، بعد احتجاجات شعبية خلال الفترة الماضية، بسبب وجودها.
والانسحاب من الدول الإفريقية ليس الأول لباريس، إذ سبقه الخروج من مالي بعد تسعة أعوام تحت اسم قوة برخان لدعم باماكو ضد الإرهاب.
ويعد الانسحاب الفرنسي من مالي خطوة كبيرة ومؤشرًا حاسمًا، فيما خص تراجع الوجود الفرنسي في إفريقيا وتشجيع دول جديدة للمطالبة بإنهاء وجودها.
فمنذ عام، واعتراضًا على الوجود الفرنسي في إفريقيا، هاجم متظاهرون في النيجر رتلًا عسكريًا فرنسيًا كان متوجهًا إلى مالي تسبب في توتر كبير.
كما انطلقت دعوات لإلغاء التعامل بالفرنك الإفريقي، ـ العملة التي تستخدمها العديد من البلدان الناطقة بالفرنسية والمرتبطة باليوروـ، متهمة باريس بتعمدها التحكم في اقتصادات هذه الدول.
أصبح الوجود الأمني الفرنسي مثار أزمات في دول القارة السمراء، وهو ما قد يدفع باريس لإقامة علاقات دبلوماسية أكثر أمانًا مع مستعمراتها السابقة.