ترغب دول غرب إفريقيا، في الدفاع عن نفسها بعد الانسحابات العسكرية الفرنسية من تلك المنطقة، حيث قررت بوركينا فاسو إنهاء الاتفاق العسكري مع فرنسا، والذي يتيح لقواتها الوجود على أراضيها، رغبة منها في أن تتولى قواتها المسلحة مهمة الدفاع عن نفسها.
وأمهلت واجادوجو القوات الفرنسية شهرًا واحدًا لمغادرة البلاد، لتصبح ثاني دولة بعد مالي تخرج عن الفلك الفرنسي، الذي لم يحميهم من غدر هجمات الإرهابي.
أضحى الوجود العسكري الفرنسي غير مرغوب فيه، غرب القارة السمراء، بينما تمتد أعين باريس إلى ساحة التنافس في منطقة المحيطين الهادئ والهندي.
وبحسب بيدرو مزلينى الباحث بجامعة فري ستيت بجنوب إفريقيا، فإن الصراع الذي يحدث في غرب إفريقيا له ثلاث سياقات عالمية وإقليمية ومحلية، فمنذ عقد مضى كانت الصين تتنامى بشكل كبير، وتزداد استثماراتها في تلك المنطقة لتعزيز الروابط بينها وبين غرب إفريقيا.
وأضاف "مزلينى" لـ"القاهرة الإخبارية" من كيب تاون، أن باريس استغلت علاقاتها الاستعمارية بالدول الواقعة في تلك المنطقة؛ لتستفيد من الموارد الطبيعية الموجودة أكثر من شعوب تلك المنطقة، وبعد تعاقب الأجيال في هذه المنطقة زادت الخلافات والإدانات تجاه التواجد الغربي، خاصة الفرنسي في هذا الوقت بعينه.
وكشف الباحث بجامعة فري ستيت، أن الغرض الفرنسي المعلن هو مساعدة شعوب غرب إفريقيا لمكافحة الإرهاب الصادر من هذه المنطقة، ولكن باريس تورطت في عدد من الصراعات وتسببت في اندلاعها.
من جانبه يرى إيهاب عمر الصحفي بجريدة الأهرام المصرية، أن مأساة دول غرب إفريقيا بدأت في القرن السادس عشر حينما تدفق الاحتلال الغربي إلى القارة السمراء، ووجه جيوشه على مدار 500 عام.
وأضاف "عمر" لـ"القاهرة الإخبارية" أنه مع بداية القرن العشرين، قامت القوى الأوروبية بالاتفاق على تقسيم النفوذ ما بين المملكة المتحدة وفرنسا وإسبانيا والبرتغال، غير أن هذا التقسيم لم يصمد طويلًا، فمع منتصف القرن العشرين الذي شهد صعود الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي على أنقاض الحرب العالمية الثانية جرى اتفاق غير مكتوب ولم يعلن بين واشنطن وموسكو على تشجيع شعوب العالم الثالث للتحرر من الاستعمار القديم، من أجل أن تجد أمريكا وموسكو قدمًا لهما في هذه المناطق.
وذكر محمد علي كلياني، الباحث في الشؤون الإفريقية، أن الصراع الدولي انطلق من منطقة الساحل الإفريقي، وأصبحت باريس ضحية هذا الصراع حيث غذّت القوى الدولية هذه الفكرة، نظرًا لسياساتها الاستعمارية وفشلها في مهمتها في مكافحة الإرهاب بالمنطقة دون مراعاة التنمية.
وأوضح "كلياني" لـ"القاهرة الإخبارية" من الرباط، أن باريس أصبحت تخرج من عدة دول في السنوات الماضية بطريقة دراماتيكية .