الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

من المعدات إلى التنسيق السري.. كيف شاركت واشنطن في "الأسد الصاعد"؟

  • مشاركة :
post-title
إحدى الجادريات في شوارع طهران - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس


مع شنِّ إسرائيل عملية "الأسد الصاعد"، التي تعد أقوى ضربة حتى الآن ضد الطموحات النووية الإيرانية، أكد خبراء أمنيون لمجلة "نيوزويك" الأمريكية أن وقف البرنامج النووي الإيراني بالكامل يتجاوز قدرات إسرائيل منفردة ويتطلب دعمًا أمريكيًا مفتوحًا.

ونفذت إسرائيل، فجر اليوم الجمعة، هجومًا جويًا غير مسبوق باستخدام 200 طائرة مقاتلة أسقطت 330 ذخيرة متنوعة على أكثر من 100 هدف في جميع أنحاء إيران، وفقًا لما قالته المتحدثة باسم الجيش الإسرائيلي إيفي ديفرين.

وتشكل هذه الطائرات الحربية الـ200 ما يقرب من 60% من الطائرات القتالية لدى إسرائيل، بحسب إحصاءات "التوازن العسكري 2025" الصادرة عن المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية.

وأسفرت الضربات عن مقتل قادة كبار وعلماء نوويين على رأسهم القائد العام للحرس الثوري اللواء حسين سلامي، بجانب وفاة العالمين النوويين محمد مهدي طهرانجي وفريدون عباسي، كما تعرض للاغتيال نائب رئيس الأركان الإيراني الجنرال غلام علي رشيد، كما أكدت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية تعرض منشأة نطنز النووية لأضرار، وفقاً لوكالة أنباء "مهر".

تحديات هائلة

يواجه أي هجوم شامل على البرنامج النووي الإيراني تحديات هائلة، إذ إنه موزع عبر دولة تبلغ مساحتها سدس الولايات المتحدة، ومحصن بقوة خلف طبقات من الصخور والخرسانة.

في نطنز تحديدًا، تقع أجهزة الطرد المركزي المتقدمة في أعماق كهوف تحت الأرض في موقع بُني سرًا عام 2002 ليضم يومًا ما حتى 50 ألف جهاز طرد مركزي، وهذا التعقيد الجغرافي والتقني يجعل التدمير الكامل للبرنامج مهمة شبه مستحيلة لدولة واحدة.

إسرائيل تحتاج أمريكا للحسم النهائي

وأكد إيادو هيخت من مركز "بيسا" للدراسات الأمنية في إسرائيل لمجلة "نيوزويك": "إسرائيل بمفردها لا تستطيع وقف البرنامج كليًا.. فقط إسقاط النظام يمكنه تحقيق ذلك.. أي شيء أقل من ذلك يحقق في أحسن الأحوال تأخيرًا لعدد معين من السنوات، اعتمادًا على مستوى نجاح الضربات".

فيما أشارت بوركو أوزتشيليك، الباحثة الأولى في معهد الخدمات المتحدة الملكي، لـ"نيوزويك" إلى ان "الدعم العسكري الأمريكي لإسرائيل -إذا تحقق- سيعزز تأثير أي عملية لتدمير البرنامج النووي الإيراني.. المسؤولون الإسرائيليون قالوا في الماضي إنهم مستعدون للذهاب منفردين، لكن بدون إسقاط القوة المشترك، قد تكون النتيجة أقل من التفكيك الكامل للبرنامج النووي الإيراني".

دعم غير مباشر

رغم تباعد الولايات المتحدة رسميًا عن الضربات الإسرائيلية، فقد نُفذت بشكل كبير باستخدام معدات أمريكية.

وكان الرئيس دونالد ترامب على علم بالهجوم المرتقب وفقًا لمعلق "فوكس نيوز" بريت باير، وحذر إيران في الأيام الأخيرة مفضلاً الدبلوماسية، ونشر الجمعة على "تروث سوشال": "على إيران أن تبرم صفقة قبل ألا يتبقى شيء".

وأوضحت "نيوزويك" أنه إذا انخرطت الولايات المتحدة في تصعيد إضافي مع إيران، فلديها تراكم ثقيل من القوة الجوية في جزيرة دييجو جارسيا في المحيط الهندي، بالإضافة إلى حاملات طائرات في المنطقة في وضع الاستعداد.

سجل استهداف المنشآت النووية

ولفتت "نيوزويك" إلى امتلاك إسرائيل سجلًا من الهجمات الناجحة ضد المنشآت النووية في الماضي، إذ ضربت مفاعل أوزيراك العراقي عام 1981 وبرنامج المفاعل النووي السوري عام 2007، كما أن هذه التغييرات الجوهرية في كلا البلدين منذ ذلك الوقت أخرجتهما من المنافسة كقوى نووية محتملة.

وقدم أفرايم إنبار، رئيس معهد القدس للإستراتيجية والأمن، رؤية مختلفة حول الهدف من العمليات، مشيرًا إلى نجاح إسرائيل في استهداف الأمين العام السابق لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، في مخبأ عميق تحت بيروت، وقدرتها على إلحاق أضرار بالمنشآت المحصنة.

لكن "إنبار" يرى أن تدمير البرنامج ليس المنظور الصحيح، نظرًا لأن الإيرانيين قالوا دائمًا إنهم سيعيدون تشغيله.

وأوضح لـ"نيوزويك": "هذا تفكير غربي لحل المشكلات.. أنت تجز العشب وتضعف القدرات وتكسب الوقت.. هذه هي الإستراتيجية الإسرائيلية لكل شيء... لقد أخرناه 15 عامًا، أكثر من 15 عامًا مرة أخرى، التوقيف ليست الكلمة المناسبة.. نحن نؤخر حتى يأتي المسيح".

التهديد الإيراني بالانتقام

تعهدت إيران بانتقام سريع للهجمات التي قضت على قيادتها العسكرية العليا وعدة علماء نوويين بارزين، وأرسلت موجة أولى من الطائرات المُسيّرة التي من غير المرجح أن تكون نهاية أعمالها الانتقامية.

كما أكدت إيران أن أي هجوم سيجعلها أكثر تصميمًا على المضي قدمًا ببرنامجها النووي، وقال المرشد الأعلى علي خامنئي إنه بعد قتل ضباطها وعلمائها "فإن خلفاءهم وزملاءهم سيواصلون واجباتهم دون تأخير".

من جهته، كشف التلفزيون الرسمي الإيراني عن إطلاق 100 صاروخ فرط صوتي، بالإضافة إلى صواريخ باليستية أخرى من جنوب طهران، في تصعيد كبير للتوتر في المنطقة، فيما أعلن جيش الاحتلال رصده إطلاق صواريخ من إيران باتجاه إسرائيل، مؤكدًا أن منظومات الدفاع الجوي تعمل على اعتراض التهديد.