رصدت مجلة" نيوزويك" الأمريكية، خيارات إيران للرد على الهجمات التي نفذتها إسرائيل فجر اليوم الجمعة، واستهدفت قادة ومسؤولين ومنشآت نووية وعسكرية في جميع أنحاء الجمهورية الإسلامية.
وشنت إسرائيل فجر اليوم، ضربات عسكرية طالت العاصمة طهران نفسها وعدة مدن أخرى، استهدفت خلالها إسرائيل، هيئة الأركان العامة للجيش الإيراني، ومقر الحرس الثوري، ومنشآت إيران النووية الرئيسية، ومنازل كبار العلماء النوويين، وأدت بالفعل إلى مقتل عدد منهم.
وأسفرت الضربات عن مقتل قادة كبار وعلماء على رأسهم القائد العام للحرس الثوري اللواء حسين سلامي، بجانب وفاة العالمين النوويين محمد مهدي طهرانجي وفريدون عباسي، كما تعرض للاغتيال نائب رئيس الأركان الإيراني، الجنرال غلام علي رشيد.
وقالت "نيوزويك" إن خيارات إيران للرد على الهجوم الإسرائيلي، تشمل ضربات المسيرات والصواريخ على إسرائيل، وهجمات وعمليات تنفذها شبكة إيران من الجماعات بالوكالة، وخنق النفط العالمي، والحرب السيبرانية، والتصعيد النووي.
ضربات المسيرات والصواريخ
بدأت هذه الهجمات بالفعل، إذ أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، صباح اليوم، أن إيران أطلقت نحو 100 طائرة مسيرة هجومية باتجاه الأراضي الإسرائيلية، مؤكدًا أن منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية بدأت التعامل مع التهديد الجوي المتعدد.
وتمتلك إيران آلاف الصواريخ الباليستية وأسطولا متناميا من الطائرات المسيرة، وكلاهما يلعب دورًا رئيسيًا في استراتيجيتها للرد.
في أبريل 2024، نفذت إيران هجومًا مباشرًا على الأراضي الإسرائيلية لأول مرة، حيث أطلقت أكثر من 300 صاروخ وطائرة مسيرة ردًا على الضربات الإسرائيلية على المواقع الإيرانية. وقد أظهر هذا الإجراء قدرة طهران على الرد السريع والدقيق.
على الرغم من أن الغارات الجوية الإسرائيلية السابقة استهدفت البنية التحتية الصاروخية الإيرانية في محاولة للحد من قوتها العسكرية المتقدمة، إلا أن وزير الدفاع الإيراني أكد أن بلاده استعادت وعززت دفاعاتها.
ونتيجة لذلك، لا تزال إيران تحتفظ بترسانة قوية، تشمل صواريخ عديدة بمدى يكفي لضرب قواعد أمريكية في جميع أنحاء المنطقة، مما يزيد من المخاطر المرتبطة بأي مواجهة محتملة. مع ذلك، نأت الولايات المتحدة بنفسها عن الهجمات الإسرائيلية، مما قد يثير تساؤلات حول ما إذا كانت ستكون هدفا.
القوات بالوكالة
لفتت " نيوزويك" إلى أن شبكة إيران من الجماعات بالوكالة، والتي تشمل الحوثيين في اليمن، والميليشيات العراقية، والفصائل الفلسطينية، وحزب الله في لبنان، تتمتع بالقدرة على تنفيذ هجمات صاروخية، وعمليات تخريب، وعمليات سرية. إلا أن القوة العملياتية لحزب الله قد تراجعت بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة والعقوبات الاقتصادية الصارمة، مما حد من فعاليته الحالية.
ومع ذلك، لا تزال الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية تعتبر الرد بالوكالة هو الرد الأكثر ترجيحًا وفورية على أي هجوم إسرائيلي على إيران. وفي مقابلة حديثة مع "نيوزويك" أكد ممثل بارز للحوثيين استعدادهم لدعم إيران في أي صراع مع إسرائيل، مؤكدًا قدرة طهران على تنظيم رد سريع على جبهات متعددة.
خنق النفط العالمي
لطالما أصدرت إيران تحذيرات بشأن نيتها تعطيل حركة الملاحة في مضيق هرمز، وهو ممر حيوي يُنقل عبره ما يقرب من 20٪ من نفط العالم يوميًا.
وفي وقت سابق من هذا العام، أعلن قادة من الحرس الثوري الإيراني استعدادهم لاستخدام الألغام البحرية والصواريخ وسفن الهجوم السريع والغواصات لتهديد المضيق أو إغلاقه مؤقتًا في حال اشتداد العقوبات أو وقوع هجمات.
هذه القدرة على التدخل في حركة الملاحة البحرية لديها القدرة على رفع أسعار النفط بشكل كبير وممارسة ضغط اقتصادي عالمي دون التسبب في صراع شامل، مما يظهر نفوذ طهران على هذا الممر الحيوي للطاقة. وقد قفزت أسعار النفط العالمية بأكثر من 10٪ بعد وقت قصير من الضربات الإسرائيلية على إيران.
الحرب السيبرانية
استهدفت العمليات السيبرانية الإيرانية، بما فيها تلك التي نفذها معهد "مبنى" التابع للحرس الثوري الإيراني، مؤسسات مالية ومرافق عامة وشبكات عسكرية أمريكية وإسرائيلية، ملحقة أضرارًا اقتصادية وضربات رمزية، مع إتاحة مجال للإنكار المعقول.
ومؤخرًا، زعمت إيران حصولها على آلاف الوثائق الإسرائيلية الحساسة، التي ورد أنها تحتوي على معلومات حول البرنامج النووي الإسرائيلي، والتي يشير المسؤولون الإيرانيون إلى أنها قد تكون لها تداعيات على عدة دول.
بالإضافة إلى ذلك، صعد المتسللون الإيرانيون هجماتهم على البنية التحتية الحيوية لإسرائيل، بما في ذلك أنظمة المياه والطاقة، مما يشير إلى تزايد الاعتماد على الحرب السيبرانية كشكل رئيسي من أشكال الانتقام.
التصعيد النووي
على الرغم من أن إيران تصرح بأنها لا تسعى لامتلاك أسلحة نووية، إلا أن مسؤوليها حذروا من أن استمرار الضغوط الخارجية أو التهديدات لبقاء البلاد قد يدفعها نحو التسلح. وكانت إيران قد أعلنت بالفعل أنها ستسرع تخصيب اليورانيوم بعد تصويت بالاستخفاف هذا الأسبوع في الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة.
وأشار كبار مستشاري المرشد الأعلى إلى أنه في حال إعادة فرض العقوبات أو شعور إيران بتهديد وجودي، فقد تتخلى عن القيود الطوعية وتزيد تخصيب اليورانيوم بسرعة إلى مستويات صالحة لصنع الأسلحة، مما يزيد بشكل كبير من المخاطر النووية في أي صراع محتمل.