الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

غير قادر على كبح نتنياهو.. قصف إيران يكشف ضعف ترامب

  • مشاركة :
post-title
خلال مكالمة هاتفية حثّ ترامب نتنياهو على عدم مهاجمة إيران

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

بينما قصفت الطائرات الإسرائيلية أهدافًا متعددة، ونفذت عمليات اغتيال لكبار القادة العسكريين والعلماء النوويين في إيران صباح اليوم الجمعة، سارعت الولايات المتحدة إلى النأي بنفسها عن قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باستهداف طهران، في تصعيد يهدد باندلاع حرب شاملة في الشرق الأوسط.

ورغم الفرحة التي أبداها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمام الإيرانيين، وتصريحه بأنه كان لديه علم بالضربات الإسرائيلية، تشير الضربات الأحادية الجانب في الوقت نفسه إلى انهيار جهوده لكبح جماح نتنياهو، ومن المؤكد تقريبًا أنها أحبطت جهود ترامب للتفاوض على اتفاق مع إيران من شأنه أن يمنعها من السعي للحصول على سلاح نووي.

أيضًا، من المرجح أن يؤدي ذلك إلى رد إيراني قد يتطور إلى حرب أكبر بين إسرائيل وإيران، وهو صراع جديد سعى ترامب علنًا إلى تجنبه، كما لفت تحليل لصحيفة "ذا جارديان" البريطانية.

عمل أحادي

بينما كان غبار الموجة الأولى من الضربات في طهران لا يزال يهدأ، اضطر كبار المسؤولين الأمريكيين إلى وصف الضربة الإسرائيلية بأنها "عمل أحادي الجانب"، وحذروا طهران من الرد على السفارات والقواعد الأمريكية في المنطقة.

وخرج وزير الخارجية ماركو روبيو ليؤكد في بيان: "اتخذت إسرائيل الليلة إجراءً أحادي الجانب ضد إيران.. لسنا متورطين في ضربات ضد إيران، وأولويتنا القصوى هي حماية القوات الأمريكية في المنطقة".

وتابع: "أبلغتنا إسرائيل بأنها تعتقد أن هذا الإجراء ضروري للدفاع عن نفسها.. واتخذ الرئيس ترامب وإدارته جميع الخطوات اللازمة لحماية قواتنا، ويحافظان على اتصال وثيق بشركائنا الإقليميين".

وشدد روبيو: "دعوني أوضح، لا ينبغي لإيران استهداف المصالح الأمريكية أو الأفراد الأمريكيين".

لفت تحليل الصحيفة البريطانية إلى أن مسؤولين ومحللين في واشنطن توقعوا أن تُؤجل إسرائيل شنّ هجماتها على الأقل حتى تُنهك الولايات المتحدة محاولاتها للتفاوض على اتفاق مع إيران.

وخلال مكالمة هاتفية الاثنين الماضي، حثّ ترامب نتنياهو على عدم مهاجمة إيران، وفقًا لما ذكرته صحيفة "وول ستريت جورنال".

ولكن بحلول الأربعاء، بدأ ترامب بسحب الموظفين غير الأساسيين من السفارات والقواعد العسكرية في الشرق الأوسط الواقعة على بُعد مسافة قريبة من إيران.

ونقلت "ذا جارديان" عن ويليام ويشلر، مدير مركز رفيق الحريري وبرامج الشرق الأوسط في المجلس الأطلسي، أنه "من الواضح أن هناك بعض الارتباك في الموقف الأمريكي في الوقت الراهن، وبعض الاختلافات بين موقف الولايات المتحدة وموقف إسرائيل".

وأوضح ويكسلر أنه من "غير المرجح أن يُنفذ نتنياهو الضربة لو أُعطي الضوء الأحمر صراحةً من إدارة ترامب، لكن إدارة ترامب سارعت إلى النأي بنفسها عن الضربة، ولم تُشِر أيضًا إلى مشاركتها في الدفاع عن إسرائيل من رد إيراني محتمل".

وقال: "على الأقل من الناحية النظرية، يبدو أن الرد الأمريكي متناقض إلى حد ما".

فرصة ضائعة

زاد من الارتباك الأمريكي أن قناة إذاعية إسرائيلية مقربة من حكومة نتنياهو قالت أمس الخميس، إن "الضربات تم تنسيقها بالكامل مع واشنطن".

والأحد المقبل، من المتوقع أن يتوجه مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، إلى مسقط عاصمة سلطنة عُمان، لإجراء جولة سادسة من المحادثات مع إيران فيما اعتُبِر فرصة أخيرة للدبلوماسية.

مع هذا، وقعت الضربات الإسرائيلية بعد ساعات فقط من دعوة ترامب علنًا لحكومة نتنياهو إلى عدم مهاجمة إيران، وقال الرئيس الأمريكي إنه يعتقد أن الهجوم الإسرائيلي من شأنه أن "ينسف" المفاوضات.

وأكد ترامب في تصريحات من البيت الأبيض، أمس الخميس: "أود تجنب الصراع.. نحن قريبون جدًا من اتفاق جيد.. أُفضّل الاتفاق بشدة.. ما دمت أعتقد بوجود اتفاق، فلا أريد دخولهم فيه، لأن ذلك سيُفسده".

ولكن في إشارة إلى التكهنات بأن الولايات المتحدة كانت تشير عمدًا إلى هجوم وشيك ضد إيران، أشار نتنياهو إلى أن الضربة قد تجبر إيران أيضًا على التوصل إلى اتفاق من شأنه أن يحد من جهودها في السعي إلى الحصول على سلاح نووي.

وقال: "قد يساعد ذلك الأمر في الواقع، لكنه قد يؤدي أيضًا إلى تفجيره".