الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

أكذوبة "صانع السلام".. ترامب ونتنياهو على تنسيق تام بضرب إيران

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

القاهرة الإخبارية - ياسمين يوسف

لطالما وعد دونالد ترامب بإنهاء الصراعات في العالم، وبدء مرحلة جديدة من السلام العالمي. جاءت الحروب والتوتر المتصاعد في المنطقة والمستمر بعد مرور قرابة خمسة أشهر على توليه الرئاسة لتجعل من وصف الرئيس الأمريكي لنفسه بـ "صانع سلام" مجرد آمال.

صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الجمعة، بأنه كان على علم مسبق بالضربات الإسرائيلية على إيران، مؤكدًا أن الهجوم الإسرائيلي الواسع على إيران، لم يكن مفاجئًا بتاتًا بالنسبة له.

وذكر ترامب: "ننتظر رد فعل إيران، وسندافع عن إسرائيل إذا لزم الأمر"، وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز " الأمريكية.

في حين أعلن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن الولايات المتحدة، لم تشارك في الهجمات الإسرائيلية على الأراضي الإيرانية، لكنه أضاف أن الجانب الإسرائيلي أبلغ واشنطن بالضربات مسبقًا.

وكذلك، صرح مسؤول إسرائيلي كبير لصحيفة "معاريف" العبرية: "أن الهجوم الإسرائيلي على إيران تم بتنسيق مع واشنطن".

وخلال اليومين الماضيين، تحدثت تقارير أمريكية، استنادًا لمصادر وصفتها بالمطلعة على الأمر، عن ضربة إسرائيلية محتملة ضد إيران، خلال الأيام المقبلة، مشيرة إلى أن ذلك سيحدث دون دعم الولايات المتحدة.

وفي حين حث ترامب، نتنياهو مرارًا على عدم مهاجمة إيران، هدد الرئيس الأمريكي ذاته بقصفها إذا فشلت المحادثات النووية.

نقلت وكالة "رويترز" عن بريت بروين، وهو مستشار سابق للسياسة الخارجية للرئيس الديمقراطي الأسبق باراك أوباما، قوله إن دبلوماسية ترامب هي إحدى أولى ضحايا هذه الهجمات".

وذكر: "في حين وجد ترامب صعوبة من أجل الاقتراب حتى من وقف إطلاق النار في غزة، ناهيك عن السلام في أي صراع كبير، وبينما بدا أن إيران هي صاحبة أكثر ملف واعد لتحقيق الرئيس الأمريكي خطوة نحو السلام، إلا أن نتنياهو أفسده للتو".

بدأت ولاية ترامب الرئاسية الثانية بما بدا وكأنه انتصار في السياسة الخارجية. إذ عمل المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، قبل فترة وجيزة من تنصيب ترامب، مع مستشاري جو بايدن الرئيس الأمريكي آنذاك على إنجاز وقف لإطلاق النار طال انتظاره في قطاع غزة بين إسرائيل وحماس.

لكن هذا الاتفاق انهار في غضون أسابيع بعد انتهاكه من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي واستئناف الحرب على القطاع وتوسيع عملياته العسكرية هناك.

كما لم تحرز الولايات المتحدة أيضًا تقدما يذكر باتجاه التوصل لاتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا التي تعهد ترامب بإنهاء صراعها حتى قبل توليه منصبه.

ولم تتخذ إدارته أي خطوات واضحة نحو توسيع اتفاقيات إبراهيم التي تم التوصل إليها في ولاية ترامب الأولى لإقامة علاقات دبلوماسية بين إسرائيل ودول عربية.

وعبر العديد من أعضاء الحزب الديمقراطي عن إحباطهم من قرار ترامب خلال ولايته الأولى سحب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني الذي أبرم بين طهران وقوى عالمية في عهد أوباما.

وندد ترامب ومنتمون للحزب الجمهوري بذلك الاتفاق، قائلين إنه لم يكن ليبعد السلاح النووي عن أيدي طهران. ويعيب الديمقراطيون على الرئيس الأمريكي عدم توصله حتى الآن إلى بديل موثوق يعتمد عليه.

وقال السيناتور المنتمي للحزب الديمقراطي كريس ميرفي في منشور على موقع التواصل الاجتماعي "إكس "هذه كارثة من صنع ترامب ونتنياهو، والآن تخاطر المنطقة بالانزلاق نحو صراع جديد يزهق الأرواح".

بينما يمكن لإسرائيل على الأرجح أن تلحق بها ضررًا واسع النطاق، إلا أن الخبراء يقولون إن توجيه ضربة أثرها أكثر استمرارًا سيتطلب مساعدة عسكرية أمريكية، وهو ما نفى مسؤولون أمريكيون لأنه يتم تقديمه.

ولم يتضح بعد ما إذا كانت ضربات إسرائيل على إيران ستؤدي إلى اندلاع صراع أوسع في المنطقة. ومع ذلك، قال محللون إن طهران قد ترى في الأصول الأمريكية في المنطقة أهدافًا مشروعة، وفقًا لـ"رويترز".