لا يزال عشق المسرح يجري في عروق الفنان المصري القدير يحيى الفخراني، وهو ما حمسه للوقوف مجددًا على خشبته في لحظة طال انتظارها من جمهوره، من خلال تجسيد "الملك لير" على خشبة المسرح القومي ليعيد إحياء واحدة من أبرز كلاسيكيات المسرح العالمي، بعد أكثر من عقدين على تقديمها للمرة الأولى.
العودة المرتقبة حملت بين طياتها مشاعر عميقة من الحنين والاحتفاء، امتدت أصداؤها إلى العالم العربي، حيث عبّرت عدد من المهرجانات العربية عن رغبتها في استضافة العرض، تقديرًا لقيمة الفخراني الفنية ومكانته الكبيرة في قلوب الجمهور العربي، وذلك بحسب ما أكده الدكتور أيمن الشيوي، مدير المسرح القومي المصري، والذي أشار إلى أن عودة يحيى الفخراني إلى خشبة المسرح، أسعدت الملايين على مستوى الوطن العربي.
وفي تصريحات لموقع "القاهرة الإخبارية"، قال مدير المسرح القومي: "إن الحفاوة والرغبة في استضافة العرض المسرحي بالدول العربية تعود إلى المحبة التي يحظى بها الفنان يحيى الفخراني في قلوب جمهوره، إذ يمتلك قاعدة جماهيرية ممتدة على مستوى الوطن العربي".
وعن التعاون مع القدير يحيى الفخراني، يقول الشيوي: "وجود نجم بقيمة يحيى الفخراني على خشبة المسرح القومي هو أمر مشرف لنا جميعًا، ويمنح دفعة معنوية كبيرة لباقي الفنانين، هو رمز فني كبير، وعودته تُمثل حافزًا لإحياء تقاليد المسرح الجاد".
وأوضح مدير المسرح القومي أن المسرحية عُرضت لأول مرة عام 2002 واستمرت حتى 2009، ما يعني أن جيلًا كاملًا لم يحظَ بفرصة مشاهدتها، وهو ما دفعهم لإعادة تقديمها من جديد، ضمن خطة إعادة إحياء ريبرتوار المسرح القومي وتقديم الكلاسيكيات للجمهور الحديث.
يقول الشيوي: "من حق الأجيال الجديدة أن تشاهد هذا العرض الكبير، ومن واجبنا كمسرح قومي أن نقدم أعمالًا كلاسيكية بهذا المستوى، وقد بادرنا بطرح الفكرة على الفنان يحيى الفخراني، الذي أبدى ترحيبه وحماسه، فهو عاشق للمسرح القومي، والمسرح يبادله هذا الحب".
وعن موعد انطلاق العرض، أشار إلى أن مؤتمرًا صحفيًا سيُعقد خلال الأسبوع المقبل بحضور الفنان يحيى الفخراني، على أن يتم افتتاح المسرحية بعده بأيام قليلة خلال شهر يونيو الجاري.
توظيف التكنولوجيا
وأشار الشيوي إلى أن العرض يأتي في شكل احترافي متطور، حيث تم توظيف التكنولوجيا الحديثة وشاشات العرض التي تتكامل مع الديكور، إضافة إلى تصميم أزياء فخمة وديكور متقن، موضحًا أن تقديم مثل هذا العرض في أي مكان آخر كان سيكلّف ميزانية ضخمة، لكن المسرح القومي نجح في تنفيذه بإمكانيات مناسبة دون التفريط في الجودة الفنية.
كما كشف أن من بين مفاجآت العرض تكمن في مشاركة 80 إلى 90% من أبناء المسرح القومي، الذين سيظهرون بشكل جديد تمامًا، مؤكدًا أن هؤلاء النجوم يستحقون أن يُقدَّموا للعالم العربي كوجوه مسرحية حقيقية ومؤثرة.
وعن خطته لتطوير المسرح القومي، قال أيمن الشيوي إنه منذ توليه مسؤولية الإدارة، وضع هدفًا رئيسيًا وهو إعادة الجمهور إلى المسرح، عبر تقديم عروض مسرحية جماهيرية تناسب الأسرة المصرية، مع الحرص على تنويع المحتوى ما بين الكلاسيكي، والميوزيكال، واللايت، قائلا: "قدمنا مؤخرًا عروضًا بطولة النجم علي الحجار ورانيا فريد شوقي، وعرضًا آخر من بطولة داليا البحيري ونضال الشافعي. نحن نحرص على تقديم أعمال ترضي كل الأذواق دون أن تجرح حياء الجمهور، ونهدف إلى الارتقاء بالذوق العام وتقديم مسرح يُعبّر عن مصر".