الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تحسبا لعودة التوتر.. الصين تفرض حدا أقصى لتراخيص المعادن النادرة للأمريكيين

  • مشاركة :
post-title
عملية إنتاج الإيثان

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

في تصرف يمنح بكين نفوذًا إذا اشتعلت التوترات التجارية مرة أخرى، ويفاقم في الوقت نفسه حالة عدم اليقين الموجودة فعليًا في الصناعة الأمريكية، فرضت الصين حدًا أقصى لمدة 6 أشهر على تراخيص تصدير المعادن النادرة لشركات صناعة السيارات والمصنعين الأمريكيين، وفقًا لما نقلته صحيفة "وول ستريت جورنال" عن أشخاص مطلعين.

وكان اتفاق بكين على استعادة تراخيص المعادن النادرة مؤقتًا أحد الإنجازات الرئيسية في الجولة الأخيرة من محادثات التجارة المكثفة في لندن، لكنَّ الحد الأقصى الذي حُدِّد بستة أشهر أوضح كيف يحتفظ كل جانب بالأدوات اللازمة لتصعيد التوترات مرة أخرى.

وفي مقابل تخفيف القيود الصينية على المعادن النادرة في الوقت الحالي، ذكر التقرير على لسان مصادره أن المفاوضين الأمريكيين وافقوا على تخفيف بعض القيود الأخيرة على بيع منتجات إلى الصين، مثل محركات الطائرات والأجزاء ذات الصلة، وكذلك الإيثان، وهو مكون من الغاز الطبيعي مهم في تصنيع البلاستيك.

وأفاد المصدران بأن العمل لا يزال جاريًا على تفاصيل إطار العمل لدعم الاتفاق المؤقت الذي أُبرم في جنيف الشهر الماضي، فيما رفض البيت الأبيض التعليق.

وبحسب مسؤولين أمريكيين يتشاورون مع نظرائهم الصينيين، فإن بكين تريد الاحتفاظ بسيطرتها على المعادن الحيوية لتزويدها بذخيرة قيمة للمفاوضات المستقبلية.

تراخيص المعادن

خلال اجتماعات لندن، وافقت الصين على البدء فورًا في قبول طلبات تراخيص المعادن النادرة للشركات الأمريكية، ريثما يوقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينج على إطار العمل التجاري، وفقًا لشخص مطلع مباشرةً على الأمر.

وأوضح هذا الشخص أن أقرب موعد للموافقة على الطلب سيكون في غضون أسبوع من توقيع الزعيمين رسميًا على إطار العمل الذي وُضِع أصلًا خلال اجتماعات جنيف الشهر الماضي، كما ذكرت "وول ستريت جورنال".

وأشار المصدر إلى أنه بمجرد موافقة الصين على الطلبات، ستبدأ الولايات المتحدة في إسقاط إجراءاتها المضادة، بما في ذلك ضوابط التصدير على محركات الطائرات النفاثة والإيثان.

وصرح ترامب، في وقت سابق، بأن الاتفاق مع الصين لاستعادة الهدنة التجارية أُبرِم، ويخضع للموافقة النهائية منه ومن نظيره الصيني.

ونشر "ترامب" على منصته "تروث سوشيال" قائلًا: "ستُورّد الصين جميع المغناطيسات، وأي معادن أرضية نادرة ضرورية، مُقدّمًا"، دون أن يُقدّم تفاصيل إضافية حول الالتزام الصيني.

وتشير "وول ستريت جورنال" إلى أن سيطرة الصين على صادرات المعادن النادرة أصبحت نقطة ضغط رئيسية لبكين في مفاوضاتها التجارية مع الولايات المتحدة، ففي أعقاب الهدنة التجارية في جنيف منتصف مايو، والتي كان من المتوقع أن تُخفف من تدفق الصادرات، اتهمت واشنطن بكين بإبطاء وتيرة إصدار تراخيص التصدير.

وبدورها، ألقت بكين باللوم على إدارة ترامب في تقويض اتفاقية جنيف.

وفي إطار العمل التجاري، قالت مصادر الصحيفة الأمريكية إن التراخيص المؤقتة للمعادن النادرة -التي من المتوقع أن تبدأ بكين في إصدارها على الفور- ستشمل في الغالب العناصر المستخدمة في تصنيع المركبات الكهربائية، وطواحين الهواء، والإلكترونيات الاستهلاكية، والمعدات العسكرية.

عامل في موقع منجم للمعادن الأرضية النادرة في نانتشنج بمقاطعة جيانجشي الصينية
الحرب التجارية

تحوَّلت الحرب التجارية بين واشنطن وبكين في الأسابيع الأخيرة من فرض الرسوم الجمركية إلى فرض قيود على المواد أو المنتجات التي يحتاجها الطرف الآخر بشدة، ولكن من المرجح أن يكون لمسألة الرسوم الجمركية دور أكبر في المحادثات المقبلة.

وبفضل الاتفاق المبدئي، تُخفِّف واشنطن وبكين التوترات التي هدَّدت قبل أسبوع واحد فقط بتعطيل سلاسل التوريد العالمية، والآن أمام الطرفين مهلة حتى أغسطس للتفاوض على اتفاقية تجارية أوسع، مع إمكانية تمديدها.

في الوقت الحالي، لا تزال الرسوم الجمركية عند المستويات المتفق عليها في الاتفاق الذي تم التوصل إليه في سويسرا منتصف مايو.

وذكر ترامب، في وقت سابق، أن الولايات المتحدة "ستحصل على رسوم جمركية إجمالية بنسبة 55%"، في إشارة إلى الرسوم الجمركية البالغة 30% التي فُرضت على الصين خلال ولايته الثانية، والتي أضيفت إلى الرسوم الجمركية التي فُرضت قبل توليه منصبه في يناير.

كما قال ترامب إن الصين "ستحصل على رسوم جمركية بنسبة 10%" على المنتجات الأمريكية.

وبحسب معهد "بيترسون" للاقتصاد الدولي، يبلغ متوسط ​​الرسوم الجمركية الصينية على المنتجات الأمريكية نحو 33%.

ولاستعادة الهدنة التجارية التي تم التوصل إليها قبل شهر، تبنَّت كل من واشنطن وبكين خطة حرب تجارية تتضمن التصعيد ثم التهدئة، وهي لعبة محفوفة بالمخاطر يقول خبراء السياسة الخارجية والتجارة إنها تضر بآفاق التوصل إلى اتفاق طويل الأمد.

مؤخرًا، استاءت بكين من تحذير أمريكي صدر يستهدف شركة "هواوي"، وقلَّصت إمدادات المعادن النادرة إلى شركات صناعة السيارات وشركات الدفاع الأمريكية.

وردًا على ذلك، حظرت واشنطن بيع محركات الطائرات وغيرها من المنتجات التي تحتاجها الصين بشدة.

وبنفس السرعة، تبع التصعيد من الجانبين تنهدات ارتياح للشركات والمستثمرين في جميع أنحاء العالم، بعد مكالمة هاتفية بين ترامب وشي، ثم تجدد المفاوضات التجارية في لندن.

وتلفت "وول ستريت جورنال" إلى أن التضييق الصيني على صادرات المعادن النادرة "ساعد في دفع الأطراف إلى إعادة الاجتماع من أجل محادثات لندن، ما دفع إدارة ترامب إلى وضع ضوابط التصدير الأمريكية -وهي عقبة رئيسية أمام طموحات الصين الصناعية والتكنولوجية- على الطاولة خلال مفاوضات لندن.