الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

المعادن النادرة سر قوتها.. صناعة السلاح الأمريكي في قبضة الصين

  • مشاركة :
post-title
الجيش الأمريكي - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

تواجه وزارة الدفاع الأمريكية تحديات متصاعدة في تأمين سلاسل إمدادها من المعادن الحيوية والنادرة التي تُعد أساسية في تصنيع أنظمة الأسلحة المتقدمة، في ظل استمرار اعتمادها الكبير على الصين، التي تهيمن على السوق العالمية لهذه الموارد وتفرض قيودًا متزايدة على تصديرها، في أعقاب الحرب التجارية التي شنّها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وتهيمن الصين على أكثر من 90% من عمليات معالجة وتكرير المعادن الأرضية النادرة في العالم، وتحتكر إنتاج العديد من المعادن الحيوية الأخرى، مثل الجاليوم المُكرر، الذي تستحوذ على 98.8% من إنتاجه العالمي.

تصعيد تدريجي

في السنوات الأخيرة، استخدمت بكين سيطرتها على هذه الموارد كورقة ضغط خلال النزاعات التجارية، وكسلاح سياسي لاستهداف الصناعات الدفاعية في الولايات المتحدة وحلفائها، بحسب صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست".

وفي يوليو 2023، فرضت السلطات الصينية قيودًا على تصدير منتجات مرتبطة بالجاليوم والجرمانيوم، ثم أضافت عنصر الأنتيمون إلى القائمة في أغسطس 2024، كما حظرت، في ديسمبر من العام نفسه، تصدير الجاليوم والجرمانيوم والأنتيمون إلى الولايات المتحدة، وهي مواد تُستخدم مباشرة في الصناعات العسكرية الأمريكية.

وفي أبريل 2025، شدّدت الصين القيود مجددًا، وألزمت المصدرين بالحصول على تراخيص خاصة لتصدير سبعة أنواع من العناصر الأرضية النادرة، مثل الساماريوم والديسبروسيوم واللوتيتيوم، إضافة إلى المنتجات النهائية التي تحتوي عليها مثل المغناطيسات المتخصصة.

تهديد مباشر لواشنطن

هذه المعادن تُستخدم في تصنيع عدد كبير من الأنظمة العسكرية الأمريكية، من الصواريخ الموجهة والطائرات المقاتلة، إلى السفن الحربية والغواصات والرادارات المتقدمة.

وفي العديد من الحالات، لا توجد بدائل عملية لهذه المواد، ما يجعل القيود الصينية تهديدًا مباشرًا لسلاسل إمداد الصناعات الدفاعية الأمريكية، ليس فقط من حيث المواد الخام، بل أيضًا من حيث تقنيات التكرير والفصل التي تحتاجها واشنطن لتطوير قدراتها الإنتاجية المستقلة.

معادن نادرة
البحث عن الاستقلال

وعلى الرغم من استثمارات وزارة الدفاع الأمريكية التي تجاوزت 439 مليون دولار منذ عام 2020 لبناء سلاسل توريد محلية للمعادن الحيوية، فإن واشنطن لا تزال بعيدة عن تحقيق الاكتفاء الذاتي.

وعلى سبيل المثال، يوجد في الولايات المتحدة موقع إنتاج رئيسي واحد فقط للمعادن النادرة، وهو منجم "ماونتن باس" في صحراء موهافي بكاليفورنيا، ويُنتج نحو 15% من الإنتاج العالمي، إلا أن معظم عمليات التكرير لا تزال تُنفذ في الصين.

وفي عام 2024، أعلنت شركة MP Materials الأمريكية عن إنتاج 1,300 طن من أكسيد النيوديميوم-براسيوديميوم، بينما أنتجت الصين 300 ألف طن من مغناطيسات NdFeB عالية القيمة في العام نفسه.

ولا تمتلك الولايات المتحدة أي منشأة تعدين معروفة لإنتاج الجاليوم، في حين أنتجت الصين 750 من أصل 760 طنًا من الجاليوم منخفض النقاء عالميًا في عام 2024، ولديها قدرة إنتاجية قد تصل إلى 1,000 طن سنويًا.

أما فيما يتعلق بالأنتيمون، فتستخرج الصين نحو 48% من الإنتاج العالمي وتُكرر أكثر من نصفه، بينما تُسيطر على نحو 60% من إنتاج الجرمانيوم المُكرر.

وتُستخدم هذه المعادن في مجموعة واسعة من التطبيقات العسكرية، بما في ذلك الذخيرة، ونظارات الرؤية الليلية، والكابلات، وصولاً إلى الأسلحة النووية والسفن الحربية.