الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

شيطنة المهاجرين بأعلام المكسيك.. ترامب يستغل الاحتجاجات لتمرير الميزانية

  • مشاركة :
post-title
البيت البيض استغل أعلام المكسيك والسيارات المحترقة لشيطنة المهاجرين

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

مع استمرار الاحتجاجات لليوم الرابع على التوالي في كاليفورنيا، بسبب سياسات اعتقال المهاجرين، تصاعدت نظريات المؤامرة حول اندفاع ترامب لتأجيج الوضع بنشر الجيش الأمريكي في الشوارع، التي كان من أبرزها نظرية "السياسة القاسية لدفع مشروع الميزانية الجميل".

وتشهد ولاية كاليفورنيا منذ الجمعة الماضي احتجاجات حاشدة خارج المباني الفيدرالية ومراكز الاحتجاز، امتدت لعدة ولايات أمريكية أخرى، ضد إجراءات الهجرة الشاملة التي اتخذتها إدارة ترامب، وأدت إلى اشتباكات واسعة، واعتقال العشرات، بالتزامن مع قرار الرئيس الأمريكي نشر 2000 من أفراد الحرس الوطني.

يوم التحدي

ومع عدم ظهور أي مؤشرات على توقف المظاهرات، بعد إعلان المحتجين تنظيم "يوم وطني من التحدي"، قرر ترامب حشد 700 من مشاة البحرية، بل والتهديد باعتقال الحاكم وعمدة المدينة المنتمين للحزب الديمقراطي، إذا قرروا الوقوف في وجه الرئيس الأمريكي ومنع إدارة الهجرة من القيام بعملها.

واعتبر موقع "أكسيوس" الأمريكي، رد فعل ترامب المبالغ فيه على الاحتجاجات التي أججتها حملة الهجرة، مؤشرًا على السياسة القاسية التي يمارسها، سواء داخل حزبه أو خارجه، من أجل تمرير حزمة السياسات المالية التي تموّل أجندته خلال السنوات المقبلة، وكانت سببًا رئيسيًا في خلافه مع ماسك وعدد من الجمهوريين.

الدعم أو الانتقاد

وكان مشروع القانون الضخم تم تمريره بأغلبية صوت واحد فقط داخل مجلس النواب الأمريكي، ويواجه طريقًا صعبًا داخل مجلس الشيوخ، بعدما حذّر مَن يُوصفون بأنهم صقور المالية في المجلس من المخاطر والتداعيات المحتملة التي ستؤدي إلى عجز فيدرالي، وعجز بمقدار 3.8 تريليون دولار على مدى العقد المقبل.

ومن خلال ردود أفعاله القاسية على الاحتجاجات، بحسب الموقع، وجّه ترامب رسالة للجمهوريين المتذبذبين في الكونجرس، الذين يقفون في وجه المشروع، وهي إما أن تدعموا "مشروع القانون" أو تتعرضوا للانتقاد بسبب دعم المتظاهرين في لوس أنجلوس الذين لوحوا بالأعلام المكسيكية أمام السيارات المحترقة.

الاحتجاجات متواصلة في الولايات المتحدة بعد الإعلان عن يوم التحدي
فرصة كبيرة

كما كانت الدراما المتمثلة في صور السيارات المحترقة في الشوارع والمتظاهرين الذين يلقون الحجارة على الشرطة ويبصقون عليهم ويلوحون بالأعلام المكسيكية، فرصة كبيرة للبيت الأبيض لتحويل التركيز عن الخلاف بين ترامب وماسك حول الميزانية، إلى التركيز على سياسات الهجرة التي يحظى ترامب بتأييد كبير فيها.

وأكد مستشار كبير في البيت الأبيض أن أعمال الشغب في لوس أنجلوس محملة بالفرص السياسية، كونها معركة بين ما يقول الجمهوريون إنهم يريدونه مقابل اليسار المتطرف، وبين المتظاهرين الذين يلوحون بالعلم المكسيكي أمام السيارات المحترقة، والديمقراطيين الذين يدعمونهم.

ولذلك صعد البيت الأبيض من هجومه على حاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم ورئيسة بلدية لوس أنجلوس كارين باس، وإحراج الديمقراطيين وإظهار الحاجة إلى تمويل الهجرة في مشروع القانون الضخم الذي يدعمه معظم الجمهوريين بقوة، ولا يحتاج فقط سوى لتأييد المتذبذبين منهم.

مشروع القانون

ويهدف مشروع الميزانية، إلى تمويل بعض إصلاحات ترامب الضريبية، مثل تمديد تخفيضاته الضريبية لعام 2017، وإلغاء ضريبة الإكراميات، وتطبيق تخفيضات على عدة برامج، وتوسيع الإعفاءات على قروض السيارات، وتنظيم الذكاء الاصطناعي.

وفي المقابل يرى الديمقراطيون أن ترامب يحاول من خلال مشروع القانون انتزاع الرعاية الصحية من ملايين الأمريكيين من أجل منح الإعفاءات الضريبية للمليارديرات، ولذلك يصنع أزمة حاليًا، ويعمل على شيطنة المهاجرين من خلال زيادة التطرف والقسوة وتجاهل القانون.