أفادت مصادر مطلعة لوكالة تسنيم الدولية للأنباء، بأن إيران ستقدم ردها الرسمي والمكتوب على المقترح الأمريكي للتوصل إلى اتفاق، وذلك خلال اليوم الاثنين أو غدًا، عبر القنوات الدبلوماسية.
وأضافت الوكالة الإيرانية، أن المعلومات تشير إلى أن الرد الإيراني سيتضمن مقترحًا يؤكد مبدأ استمرار التخصيب داخل الأراضي الإيرانية، مع اتخاذ خطوات من جانب طهران لمعالجة المخاوف والادعاءات الأمريكية، مقابل رفع فعال للعقوبات.
كانت الولايات المتحدة الأمريكية قدمت اقتراحًا لإيران بشأن ملفها النووي، لا يتضمن تفكيكًا كاملًا لجميع المنشآت النووية الإيرانية، كما يسمح لطهران بمواصلة تخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 3%، في حال تم التوصل إلى اتفاق.
كما ينص المقترح الإيراني على السماح بتخصيب محدود لليورانيوم منخفض التخصيب على أراضيها، وذلك لفترة زمنية يتم تحديدها ضمن المفاوضات الجارية بين الجانبين.
وستعلن إيران عن استعدادها لعقد جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة، شرط الحفاظ على "الخطوط الحمراء" التي وضعتها.
وفي هذا السياق، نفى إسماعيل بقائي، المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، وجود أي معلومات جديدة بشأن الجولة المقبلة من المفاوضات، مؤكدًا أن إيران ستقدم مقترحها قريبًا إلى الطرف الآخر عبر سلطنة عُمان، وعلى الولايات المتحدة اغتنام الفرصة.
اتهامات بالتسييس
في غضون ذلك، اتهمت وزارة الخارجية الإيرانية، اليوم، أوروبا والولايات المتحدة بتسييس تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وقال "بقائي": "في الأعوام الأخيرة أظهرنا حُسن نيتنا للوكالة، لكن من المؤسف أنهم قرروا إعداد تقرير شامل تحت ضغط سياسي للدول الأوروبية الثلاث والولايات المتحدة".
وأكد أن بلاده "جهّزت خطوات للرد على أي قرار ضدها في اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
وأضاف "بقائي" أن "الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تحت ضغط وتأثير سياسي من ثلاث دول أوروبية والولايات المتحدة، قررت إعداد تقرير بعنوان "التقرير الشامل"، متابعًا: "لاحقًا، أساءت الدول الأوروبية الثلاث استغلال هذا التقرير واستخدمته كأساس لإعداد قرار من المرجح أن يكون مقدمة لإجراءاتها اللاحقة".
وشدّد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية على أن "إيران تواصل تعاونها مع الوكالة في إطار التزاماتها، وفقًا لمعاهدة منع انتشار الأسلحة النووية واتفاقية الضمانات الشاملة"، مؤكدًا أن "تخصيب اليورانيوم جزء لا يتجزأ من دورة الوقود النووي ولا مساومة في هذا الشأن".
سياسة التهم النووية
وفي تصريحات سابقة، أكد المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، أن طهران تمتلك الصلاحية لقبول أو رفض أي مفتش تقدمه الوكالة الدولية للطاقة الذرية، موضحًا أن التهم الموجهة ضد إيران في الملف النووي "سياسية وليست مبنية على أسس حقوقية أو تقنية".
وتابع: "مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي اقترح خلال زيارته إلى طهران وقف تخزين اليورانيوم المخصب ولم يتحدث عن وقف التخصيب"، مضيفًا: "كلما تقدمت إنجازاتنا العلمية تزداد الضغوط السياسية لحرف البلاد عن مسارها ولن نرضخ لهذه الضغوط".
وأكد "كمالوندي" أن الرد الإيراني على المقترح المكتوب من الولايات المتحدة في مراحله النهائية، وسيتم تسليمه خلال الأيام المقبلة.
والأربعاء الماضي، أكد المرشد الإيراني علي خامنئي أن بلاده لن تتخلى عن تخصيب اليورانيوم.
وفي وقت سابق، أكد وزير الخارجية الإيراني أن طهران تتمسك بقدرتها على تخصيب اليورانيوم على أراضيها رغم مطالبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالتخلي عن ذلك، مشيرًا إلى أن استمرار تخصيب اليورانيوم داخل الأراضي الإيرانية "خط أحمر".
يذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان أعلن في وقت سابق أن أي اتفاق محتمل بين الولايات المتحدة وإيران لن يسمح للأخيرة بأن تجري "أي شكل من أشكال تخصيب اليورانيوم"، بينما أفاد موقع أمريكي، نقلًا عن مصادر، بأن "مقترح الاتفاق النووي الأمريكي سيسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم بمستوى منخفض لفترة غير محددة".