الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مملكة على حافة النار.. كيف تخطط روسيا لإغراق بريطانيا في "حرب عالمية"؟

  • مشاركة :
post-title
بوتين وستارمر

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

 تواجه المملكة المتحدة تحذيرًا غير مسبوق من غزو محتمل متعدد الأذرع بأسلحة لا تنام وجيوش لا تُرى، بعد تحذير صادر في مراجعة الدفاع الاستراتيجي التي كشفت عنها وزارة الدفاع البريطانية، ورسمت صورة مرعبة لحرب افتراضية قد تتحول إلى واقع ملموس في أية لحظة.

خمس جبهات نار محتملة

في وثيقة ضخمة مؤلفة من 144 صفحة، وصفتها "ذا ميل" البريطانية بالتاريخية، حددت مراجعة الدفاع الاستراتيجي (SDR) خمس طرق مرعبة يمكن أن يُهاجم بها بوتين بريطانيا، إذا نشبت حرب كبرى خلال هذا العقد.

السيناريوهات الخمسة تشمل: ضرب القواعد والموانئ العسكرية في بريطانيا وحول العالم، وهجمات جوية وصاروخية عبر طائرات بدون طيار وصواريخ كروز وباليستية وفرط صوتية، وهجمات إلكترونية مكثفة تستهدف وزارات وهيئات سيادية واقتصادية، وعمليات تخريب للأقمار الصناعية ومنصات النفط والبنية التحتية للاتصالات، وحرب معلوماتية تسعى لتقويض الثقة الاجتماعية وزعزعة الإرادة السياسية.

وأكدت وزارة الدفاع البريطانية في الوثيقة أنه "بناءً على نمط الحرب الحالي، يمكن للمملكة المتحدة أن تتوقع أن تكون هدفًا لعدد من هذه الأساليب أو جميعها، إذا خاضت حربًا مع دولة بحجم روسيا في 2025".

استهداف القواعد العسكرية

توقعت الوثيقة أن تتعرض قواعد رئيسية مثل بورتسموث، وبليموث، وكلايد، إضافة إلى قواعد بريطانية خارجية مثل أكوريتيري في قبرص والمنهاد في الإمارات ودييجو جارسيا في المحيط الهندي، لضربات مباشرة عبر أسراب من الطائرات الانتحارية والصواريخ طويلة المدى.

وفي رسالة تحذيرية، قالت الوثيقة: "المملكة المتحدة تتعرض بالفعل لهجوم يومي؛ من التجسس إلى الهجمات الإلكترونية والتضليل الإعلامي، وتتعاظم التهديدات لتشمل هجمات جوية وصاروخية من طائرات بدون طيار، وصواريخ باليستية، تستهدف البنية التحتية الوطنية الحيوية".

وحذرت المراجعة من محاولات روسية لتعطيل الاقتصاد البريطاني، عبر القرصنة الإلكترونية ضد الصناعات الدفاعية، واعتراض التجارة البحرية، وضرب الأقمار الصناعية المسؤولة عن الاتصالات والملاحة، وحملات تضليل ضخمة تهدف إلى تفكيك التماسك الاجتماعي.

كما توقعت الوثيقة تعرض المواطنين لـ"حملة دعائية ضخمة تهدف إلى التلاعب بالمعلومات وتقويض الإرادة السياسية للشعب البريطاني".

"عملية العنكبوت"

كشفت "ذا ميل" البريطانية، ضمن تغطيتها، عن أن ما جرى في روسيا قد يتكرر في بريطانيا، ففي واحدة من أجرأ الضربات، أطلقت أوكرانيا "أسرابًا من الطائرات بدون طيار الانتحارية" من شاحنات صغيرة نحو مطاري أولينيا وبيلايا داخل العمق الروسي، وألحقت أضرارًا جسيمة بطائرات بوتين الحربية.

واستُخدمت في الضربات التي أُطلق عليها اسم "عملية العنكبوت" طائرات رخيصة الثمن من طراز FPV، في مشهد حوّل المطارات "المحصنة" إلى ساحات من الرماد، وأعلن جهاز الأمن الأوكراني (SBU) لاحقًا أن الخسائر الروسية بلغت 7 مليارات دولار، مقابل طائرات لا تتجاوز قيمتها مئات الجنيهات الإسترلينية.

جيش غير مهيأ للحرب

أصدرت هيئة الدفاع الاستراتيجي البريطانية حكمًا قاسيًا على الواقع العسكري البريطاني، مؤكدة أن: "الجيش البريطاني غير مهيأ حاليًا للحرب، وأن مخزونات الأسلحة لا تكفي، إضافة إلى النقص في التجنيد وضعف في الروح المعنوية".

وفي مقدمة الوثيقة، كتب الخبراء العسكريون الثلاثة الذين قادوا المراجعة: "لقد انقلبت رقعة الشطرنج الدولية، وفي عالم حيث أصبح المستحيل اليوم أمرًا حتميًا غدًا، لا مجال للتهاون في الدفاع عن البلاد".

أعلن وزير الدفاع البريطاني جون هيلي أن الحكومة ستخصص مليار جنيه إسترليني لتعزيز الدفاع الجوي والصاروخي الداخلي، وتعيين قيادة جديدة للحرب السيبرانية والكهرومغناطيسية، وتخصيص 1.5 مليار جنيه إسترليني لبناء 6 مصانع ذخيرة، كذلك شراء 7000 سلاح بعيد المدى، وإدخال الأسلحة النووية على الطائرات البريطانية لأول مرة، وتوسيع عدد متدربي الجيش من الشباب إلى 250 ألف شخص، إضافة إلى تجهيز الوحدات البريطانية في إستونيا بمئات الطائرات بدون طيار من طراز HX-2.

وحذّر رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر من أن "الخطر النووي عاد"، وأن "الحرب في أوروبا باتت واقعًا لا يمكن تجاهله"، مشددًا على أن "الخطة الدفاعية الجديدة هي إعادة رسم جذرية لدفاعات المملكة المتحدة".

وكتب في مقال نشرته صحيفة "ذا صن": "نتعرض يوميًا لهجمات إلكترونية، وعلينا مواجهة تحالفات خطيرة بين روسيا وإيران وكوريا الشمالية".