الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

استعدادا للحرب.. ألمانيا تخطط لتوسيع شبكة المخابئ والملاجئ

  • مشاركة :
post-title
ألمانيا تستعد للحرب بتحويل الأنفاق ومحطات المترو والأقبية إلى ملاجئ

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

تعمل ألمانيا على وضع خطط لتوسيع شبكتها من المخابئ والملاجئ المقاومة للقنابل بسرعة، إذ تحتاج الدولة الأوروبية إلى الاستعداد لهجوم من روسيا، خلال السنوات الأربع المقبلة، وفق ما حذّر منه أكبر مسؤول حكومي للحماية المدنية بالبلاد.

وقال رالف تيسلر، رئيس المكتب الاتحادي للحماية المدنية والمساعدة في حالات الكوارث، إن أكبر اقتصاد في أوروبا يحتاج إلى الاستيقاظ على حقيقة الصراع، وأن ألمانيا في حالتها الحالية غير مستعدة بشكل كافٍ.

وصرّح تيسلر لصحيفة "زود دويتشه تسايتونج" الألمانية: "هناك اعتقاد سائد في ألمانيا بأن الحرب ليست سيناريو يستدعي الاستعداد. لكن هذا الواقع قد تغير. نحن قلقون من خطر اندلاع حرب عدوانية كبرى في أوروبا".

ودعا "تيسلر" إلى بذل جهد وطني لتحديد مواقع الأنفاق ومحطات المترو والمرائب تحت الأرض ومواقف السيارات وأقبية المباني العامة وتحويلها إلى ملاجئ واقية "لإيجاد مساحة لمليون شخص بسرعة". وقال إن وكالته ستقدم خطة شاملة في وقت لاحق من هذا الصيف.

وأضاف أن البلاد في سباق مع الزمن، وأن الاعتماد على بناء ملاجئ جديدة غير كافٍ. وأوضح أن تخطيط وبناء هذه الملاجئ سيستغرق وقتًا طويلًا، وستكون باهظة التكلفة. ونتيجة لذلك، يجب إعادة النظر في الهياكل القائمة بعناية وسرعة أكبر.

وأثارت الحرب الروسية بأوكرانيا مخاوف في دول البلطيق وبولندا وألمانيا، من أن موسكو قد تفتح جبهات جديدة بأوروبا، وفق صحيفة "الجارديان" البريطانية.

ولفتت الصحيفة البريطانية إلى أن من بين نحو 2000 ملجأ وغرفة حماية في ألمانيا متبقية من الحرب الباردة، لا يزال نحو 580 منها فقط في حالة جيدة، ومعظمها بحاجة إلى تجديدات بملايين اليورو، وستؤوي هذه الغرف نحو 480 ألف شخص، أي ما يعادل نصف بالمائة فقط من سكان ألمانيا.

وبالمقارنة، أفادت هيئة الدفاع المدني الفنلندية، بأن فنلندا لديها 50 ألف غرفة حماية، أي ما يعادل مساحة تتسع لـ4.8 مليون شخص، أي 85% من سكانها.

وقال "تيسلر" إنه من الضروري أيضًا بذل جهود لتحسين أنظمة المعلومات، مثل التطبيقات ولوحات الطرق، لمشاركتها مع الجمهور لتحديد أماكن اللجوء، إضافة إلى تحديث صفارات الإنذار. وأضاف أن تطبيقات الإنذار الحالية بحاجة أيضًا إلى حماية أفضل من القراصنة.

وحث مسؤول الحماية المدنية في ألمانيا، حكومة فريدريش ميرز، على ضمان توفير التمويل اللازم لتنفيذ خطط وكالته. وأقرت الحكومة بضرورة هذه الخطط، لكنها لم تقر التمويل رسميًا بعد.

ومن المتوقع أن يتم توفير الأموال من المليارات التي تم إطلاقها بعد أن علق البرلمان الألماني برنامج خفض الديون، مارس 2025، ما يسمح بإنفاق مبالغ كبيرة في الجيش الألماني والبنية الأساسية الحيوية، مثل الجسور والطرق، التي تمكنها من حمل الدبابات والإمدادات، والدفاع المدني.

وتتنافس أيضًا أجهزة الاستخبارات وهياكل الأمن السيبراني، التي هي في حاجة ماسة إلى الاستثمار، على الأموال. وقدر "تيسلر" أن هناك حاجة إلى ما لا يقل عن 10 مليارات يورو "8.4 مليار جنيه إسترليني"، خلال السنوات الأربع المقبلة، لتغطية احتياجات الدفاع المدني، وما لا يقل عن 30 مليار يورو، خلال العقد المقبل.

ودعا "تيسلر" إلى إنشاء خدمة حماية مدنية إلزامية أو تطوعية، وحث المواطنين على المساهمة في تعزيز قدرة البلاد على الصمود، من خلال تخزين إمدادات الطوارئ حال نقص الكهرباء والمياه. وصرّح للصحيفة: "نداؤنا خزنوا إمدادات تكفيكم لعشرة أيام، إن أمكن"، في إشارة إلى دعوات مماثلة من حكومات أوروبية أخرى. 

وأضاف: "حتى لو كان الإمداد يكفي 72 ساعة على الأقل، فسيكون مفيدًا جدًا. يمكن استخدامه لسد الفجوات البسيطة في الحياة اليومية".