الحدث تكريمًا لصمود المرأة بالحرب.. والعروض المشاركة من كل أنحاء العالم
الخطر موجود لكن نواجه الموت بالحياة
تكريم 3 شخصيات نسائية مؤثرة وجائزة باسم روائية
في ظل ركام الموت وتحت خيام الناجين حيث لا صوت يعلو فوق أزيز الطائرات ودوي الانفجارات، يُصرّ الفلسطينيون على التشبث بالحياة، ويواصلون الحلم والطموح لينير لهم عتمة الطريق، كانت المفاجأة أن أهل غزة على موعد مع حدث استثنائي في ظروف الحرب من خلال إطلاق الدورة الأولى لمهرجان غزة الدولي لسينما المرأة بالتعاون مع وزارة الثقافة الفلسطينية، رغم ظروف الحرب المستعرة والحصار والجوع في مشهد إنساني لا يخلو من الإصرار على مقاومة الإبادة بالفن.
تحدٍ في وجه الحرب
يؤكد رئيس المهرجان، الفلسطيني عز الدين شلح، أن هذه الدورة الاستثنائية تأتي في لحظة حرجة من تاريخ الشعب الفلسطيني، قائلًا: "الظروف الصعبة التي نعيشها في غزة لم تُحبطنا، بل زادتنا إصرارًا وقوة. حضّرنا لهذه الدورة منذ شهور طويلة بالتعاون مع وزارة الثقافة الفلسطينية، نؤمن أن إقامة الدورة في ظل هذا الجوع القاتل بمثابة تحدٍ حقيقي".
وفي حديثه لموقع "القاهرة الإخبارية"، يؤكد عز الدين شلح، أن مهرجان غزة الدولي لسينما المرأة يصرخ من تحت الأنقاض، بأن الحياة لا تزال ممكنة، وبأن صوت العدالة يمكن أن يُدون بعدسة كاميرا، ويُعرض على شاشة حتى لو كانت تلك الشاشة منصوبة بين خيام النازحين وتحت سماء مُلبدة بالدمار.
ويضيف شلح: "نحن كشعب فلسطيني نشعر أننا أقوى من الموت والحرائق والدمار، لذلك نُصر على إقامة المهرجان في موعده بين 26 و31 أكتوبر 2025، رغم أننا لا نعرف كيف ستكون الظروف آنذاك، في كل الأحوال، المهرجان سيُقام ولو وسط الدمار والخيام، لبث روح الأمل بين الناس، خاصة الأطفال والنساء الذين تعرّضوا لصدمات عنيفة، بسبب القتل والإبادة، وفقدوا أسرهم وذويهم".
الحياة في وجه الموت
ويقول عن اختيار شعار "نساء ماجدات في زمن الإبادة": "المهرجان يُعدّ تكريمًا لصمود المرأة الفلسطينية والعربية في وجه آلة الحرب والدمار. ومن المنتظر أن تتنافس الأفلام المشاركة على جائزة البرتقالة الذهبية، وسط عروض وجاهية ولجان تحكيم متخصصة، ولن يُقام المهرجان افتراضيًا رغم المخاطر".
ويوضح "شلح" أن المهرجان لا يقتصر على الأعمال القادمة من غزة، بل للمشاركات الدولية، شريطة أن تتمحور الأفلام حول قضايا المرأة، قائلًا: "المهرجان لا يُقيّد المشاركة بالجغرافيا، بل يفتح أبوابه لكل فيلم يتناول قضايا المرأة، سواء في فلسطين أو أي مكان في العالم، حتى لو كان مخرج الفيلم رجلًا، من حقه المشاركة ما دام العمل يدور حول المرأة".
السينما مقاومة وأمل
لا يخفي "شلح" خطورة إقامة المهرجان في مثل هذه الظروف، لكنه يعتبره شكلًا من أشكال المقاومة الإيجابية، قائلًا: "لا توجد وسيلة حماية في غزة، الجميع معرض للقصف والموت، لكننا نؤمن بأن الحياة أقوى من الموت، نواجه الموت المنتشر في كل مكان بالحياة، والسينما تعني الحياة، إذا تم استهدافنا ونحن نطالب بالحياة فسيكون عارًا على الاحتلال يُضاف إلى سلسلة جرائمه".
ويضيف: "الخطر موجود معنا منذ قرابة عامين، لذلك نقاومه بالحياة بدلًا من أن نستسلم له، إقامة المهرجان تعبير عن إرادتنا ورفضنا للموت، الفن سلاحنا في وجه الإبادة".
مسابقة للسيناريو
في محاولة لتوثيق حكايات النساء الفلسطينيات اللواتي فقدن أحباءهن وأسرهن تحت القصف، أطلقت إدارة المهرجان مسابقة خاصة لكتابة السيناريو، تشمل فئتين: السيناريو الطويل للأفلام الروائية أو الوثائقية وأخرى تتعلق بالسيناريو القصير للأفلام.
ويؤكد "شلح" أن "الجائزة المخصصة لهذه المسابقة ستحمل اسم روائية أو روائي فلسطيني خدم القضية الفلسطينية، وسيُعلن الاسم قريبًا، كما ستُكرم الدورة الأولى 3 شخصيات نسائية مؤثرة ومبدعة في زمن الإبادة، لتكون رسالة تقدير لصمود النساء الفلسطينيات".
وعن طبيعة المشاركة، قال: "المسابقة لا تقتصر على النساء، يمكن للرجال التقدّم بنصوصهم، سواء من داخل فلسطين أو خارجها، على أن تكون مرتبطة بالقضية الفلسطينية، بشكل مباشر أو غير مباشر".
ويؤكد أن إقامة الدورة الأولى من المهرجان في ظل ما يُوصف بالإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين ليست مجرد تظاهرة فنية، بل هي توثيق بصري للرواية الفلسطينية، ومساهمة في تعزيز الوعي العالمي بقضايا النساء اللواتي يتحملن أعباء الحروب والنكبات.