أصدرت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سلسلة من الأوامر التنفيذية، وشنَّت حملات اعتقالات جماعية في جميع أنحاء البلاد كانت على أشدها الأسبوع الماضي، في حملة على المهاجرين وصفها البيت الأبيض بالخاطفة.
وفقًا لموقع "بوليتيكو" الأمريكي، أفادت هيئة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك بتنفيذ موجة اعتقالات، واحتجزت الوكالة أكثر من 2200 شخص، الأربعاء الماضي، وهو ما وصفه مسؤول كبير في وزارة الأمن الداخلي بأنه "أكبر إجمالي اعتقالات في يوم واحد في تاريخ الوكالة"، لكن الرقم تم تجاوزه الخميس ليبلغ أكثر من 2300 شخص في حملة اعتقالاتٍ شملت جميع أنحاء البلاد.
كما أعادت هيئة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك اعتقال مهاجرين كانوا في مرحلة الترحيل بالفعل، ولكنهم لم يكونوا قيد الاحتجاز الفعلي، ولاحقتهم في جلسات المحكمة وتسجيل وصولهم، وهو ما يُمثل خروجًا عن نهج إدارة ترامب الأولى.
وعلَّق أرون ريتشلين-ميلنيك، الزميل البارز في المجلس الأمريكي للهجرة، وهي منظمة مؤيدة للهجرة عارضت الكثير من إجراءات ترامب في ولايته الثانية قائلًا: "إن هذين الأمرين معًا يُمثلان تغييرًا جذريًا لم نشهده في تاريخ إنفاذ قوانين الهجرة في الولايات المتحدة".
يأتي هذا الارتفاع الجديد بعد أيام من بدء نائب رئيس موظفي البيت الأبيض ستيفن ميلر، الدعوة إلى ما لا يقل عن 3000 عملية اعتقال يوميًا، وفقًا للتقارير.
كما أن الدفع نحو حملات ترحيل أوسع نطاقًا يستند إلى وصف ترامب للهجرة غير الشرعية بأنها "غزو" يهدد البلاد.
وقالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارولين ليفيت، الأسبوع الماضي: "لا يمكننا السماح باستمرار غزو الإدارة السابقة لبلدنا بالمهاجرين غير الشرعيين، لا يمكننا ببساطة أن نتحمل ذلك".
وأصدر ترامب أمرًا تنفيذيًا يمنع الطلاب الدوليين من التسجيل في جامعة هارفارد، وهو قرار آخر "يستند إلى الأمن القومي" والذي قد يؤثر على آلاف الطلاب المحتملين والعديد مِمَن التحقوا بالجامعة بالفعل.
وصرحت المتحدثة باسم البيت الأبيض أبيجيل جاكسون، لـ"بوليتيكو"، بأن "ترامب ينفذ تمامًا ما وعد به الشعب الأمريكي: تأمين الحدود الجنوبية وترحيل المهاجرين غير الشرعيين".
وأضافت: "تجاوزت اعتقالات إدارة الهجرة والجمارك خلال ولاية الرئيس ترامب الثانية 100 ألف اعتقال.. في ظل قيادة ترامب لشعار (أمريكا أولًا).. إنه يوم سيئ للمهاجرين غير الشرعيين، ورائع للأمريكيين".
على النقيض من ذلك، قال رايشلين-ميلنيك إن ما حدث خلال الأسبوع الماضي فقط يُعد "تصعيدًا هائلًا" في تطبيق القانون.
وأضاف: "كل ذلك يُرسل رسالةً إلى المهاجرين، وليس فقط غير الموثقين، مفادها أنهم غير مرغوب بهم في هذا البلد".
منذ حملته الانتخابية، جعل ترامب من تنفيذ أكبر عملية ترحيل جماعي في التاريخ وتأمين الحدود أحد أهم أولويات ولايته الثانية.
واستمرت إستراتيجيته "إغراق المناطق" خلال الأشهر القليلة الأولى من توليه منصبه، في حين قوبلت بانتقادات واسعة من الديمقراطيين والخبراء القانونيين الذين اتهموا الإدارة بالترحيل العشوائي للأشخاص دون اتباع الإجراءات القانونية الواجبة، وإثارة الخوف في مجتمعات المهاجرين.
وتتعرض الإدارة أيضًا لانتقادات شديدة بسبب عمليات الترحيل السريعة، إذ أكد القضاة في جميع أنحاء البلاد على أهمية حقوق الإجراءات القانونية الواجبة.
والأربعاء الماضي، ذهب قاضي المحكمة الجزئية الأمريكية جيمس بواسبيرج -الذي اختلف مرارًا مع إدارة ترامب بشأن أوامره المتعلقة بالهجرة- إلى حد مطالبة الإدارة بتقديم خطة لإعادة جميع الفنزويليين المرحَّلين من السلفادور، وتوفير جلسات استماع لهم.