تثير تداعيات التوتر بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والملياردير إيلون ماسك، بعد أيام من مغادرة الأخير منصبه الحكومي، العديد من الأسئلة حول الخسائر التي تنتظر كلاهما في حال استمرار الخلاف.
في واحدة من أكثر اللحظات المصيرية، هدد ترامب بسحب عقود فيدرالية بمليارات الدولارات من شركات ماسك، وإذا حدث ذلك، فسيتردد صداه عبر إمبراطورية ماسك التجارية.
ولا يمكن لترامب أن يخسر أكثر من ثلاثة أصوات من أعضاء مجلس النواب الجمهوريين وإلا فسيخرج مشروع قانونه المتعلق بسياسات الحدود والتخفيضات الضريبية، والمعروف باسم "المشروع الكبير والجميل"، عن مساره.
ضربة لـ "تسلا"
وفقًا لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، يمتلك الرئيس التنفيذي لشركات "تسلا" و"سبيس إكس" و"إكس إيه أي" عقودًا حكومية بمليارات الدولارات، ويسعى لإجراء تغييرات في اللوائح الفيدرالية للوفاء بوعده للمستثمرين بأن يحول "تسلا" إلى عملاق في مجال الذكاء الاصطناعي والروبوتات بقيمة تريليونات الدولارات.
ولتشغيل أسطول وطني من السيارات ذاتية القيادة، تحتاج "تسلا" إلى تغييرات تنظيمية على المستوى الفيدرالي.
وفي حين انخفضت مبيعات "تسلا" بشكل حاد في الولايات المتحدة وأوروبا في الأشهر الأخيرة، قد تأتي ضربة أكبر لشركة السيارات الأمريكية من جهود البيت الأبيض لإضعاف قواعد الاقتصاد في استهلاك الوقود والانبعاثات.
تعطيل رحلات فضائية
وبينما تعمل "سبيس إكس" جنبًا إلى جنب مع الحكومة عبر عقود متعددة تبلغ قيمتها المليارات، تحتاج إلى مراجعة خطط طيرانها من قبل منظمي السلامة الجوية، كما تساعد الوكالات البيئية في تنظيم خطط الشركة لمواقع الإطلاق.
وفي أبريل، حصلت على عقد بقيمة 5.9 مليار دولار لإطلاق حمولات للأمن القومي لصالح الجيش الأمريكي، وتعد شركة ماسك هي شركة الفضاء الأمريكية الوحيدة التي تنقل رواد الفضاء بانتظام من وإلى محطة الفضاء الدولية.
كما تعد "سبيس إكس" جزءًا كبيرًا من برنامج ناسا الرائد لاستكشاف الفضاء، بعقود تبلغ قيمتها نحو 4 مليارات دولار، واختارت ناسا شركة "سبيس إكس" للعمل على مركبة فضائية من شأنها أن تسمح لها بإخراج محطة الفضاء من مدارها بأمان في عام 2030، وهي صفقة تصل قيمتها إلى 843 مليون دولار.
وكثيرًا ما تطلق الشركة حمولات عسكرية، وتعتمد ناسا إلى حد كبير على "سبيس إكس" في بعض المهام البارزة، وقال مسؤول إن "ماسك سيجد صعوبة بالغة في العثور على صوت متعاطف معه في إدارة ترامب الآن".
إجهاض مشروع ترامب
أما الرئيس الأمريكي الذي دفع بكامل أجندته التشريعية في مشروع قانون ضخم واحد، حمل اسم "المشروع الكبير والجميل"، وهو مزيج من التخفيضات الضريبية، وتمويل الحدود، وتخفيضات في برامج مثل "ميديكيد" للخدمات الطبية، فقد تؤدي معارضة ماسك للتشريع إلى عرقلته.
تم تمرير مشروع القانون بفارق ضئيل في مجلس النواب، ويشقُّ طريقه عبر مجلس الشيوخ قبل أن يتم التصويت عليه مرة أخرى من قبل مجلس النواب.
ويمكن للملياردير أن يستغل الخزانة المالية الضخمة التي استخدمها لدعم ترامب، عبر تمويل انتخابات تمهيدية ضد المشرعين الذين يدعمون مشروع القانون، أو يوظف أمواله بطرق أكثر دهاءً للتأثير على الجمهوريين للتصويت ضده.
يُذكر أن ماسك لم يحصل إلا على دعم علني إلا من ثلاثة جمهوريين في مجلس النواب، من بينهم النائبان توماس ماسي من كنتاكي ووارن ديفيدسون من أوهايو، اللذان صوتا سابقًا ضد مشروع القانون.