الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

أسهم تسلا تتهاوى.. كيف اشتعل الصراع بين ترامب وماسك؟

  • مشاركة :
post-title
ترامب وماسك

القاهرة الإخبارية - أحمد منصور

السياسة كما عالم الأعمال لا شيء يدوم طويلًا، التحالفات تنهار والمصالح تتبدل والصراعات تنفجر فجأة لتكشف ما كان خفيًا، هذا ما حدث بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأغنى رجل في العالم إيلون ماسك، علاقة وُصفت يومًا بأنها "رائعة"، تحولت في لحظات إلى هجوم علني واتهامات متبادلة، وانهيار في أسهم تسلا، وسط ذهول الأسواق.

من تحالف لخلاف

كان المشهد صادمًا في البيت الأبيض، حين قال ترامب، بنبرة يغلبها التوتر وخيبة الأمل: "أنا وإيلون كانت علاقتنا رائعة، لا أعرف ما إذا كان ذلك سيستمر، لقد قال أجمل الأشياء عني، ولم يقل عني شخصيًا أي شيء سيئ، لكنني أشعر بخيبة أمل كبيرة".

ما أثار غضب ترامب هو موقف ماسك العلني ضد مشروع قانون خفض الضرائب والإنفاق، الذي يعتبره ترامب حجر الزاوية في برنامجه الاقتصادي الجديد، ماسك من جهته، لم يتردد في الانتقاد، بل وصف المشروع بأنه "شر مقيت"، زاعمًا أنه مُرر ليلًا دون أن يقرأه أحد في الكونجرس.

هجوم ماسك

وردًا على هجوم الرئيس الأمريكي، رد ماسك بقسوة أكبر، كاشفًا ما كان يُحكى خلف الأبواب المغلقة: "دون دعمي، كان ترامب سيخسر الانتخابات الرئاسية، المشروع تم تمريره بسرعة دون تدقيق، وتصريحات ترامب عن موقفي مجرد ادعاء خاطئ".

ماسك، الذي لطالما تلاعب بخيوط السياسة والاقتصاد من خلف الكواليس، اختار هذه المرة المواجهة العلنية، واستخدم منصته "إكس" لمهاجمة مشروع القانون وللتحذير من تبعاته، ليس فقط على صناعة السيارات الكهربائية، بل على الاقتصاد الأمريكي بأسره.

الأسواق ترتجف

وسط هذا الصراع السياسي العاصف، جاء الثمن سريعًا في البورصة، إذ شهدت أسهم شركة تسلا انخفاضًا دراماتيكيًا بنسبة 8% في يوم واحد، دون أي أخبار تقنية أو مالية سلبية عن الشركة نفسها والسبب مخاوف المستثمرين من تدهور العلاقة بين ماسك وترامب، وتأثير ذلك على مستقبل تسلا في سوق تعتمد بشكل كبير على الدعم الحكومي للسيارات الكهربائية.

مشروع قانون يشعل النار

مشروع قانون الإنفاق الذي أثار عاصفة الخلاف يتضمن بندًا صادمًا، إلغاء الدعم الممنوح لمشتري السيارات الكهربائية بقيمة 7500 دولار، بحلول نهاية 2025. وهو بند ترى فيه شركات مثل تسلا ضربة قاتلة لقدرتها على المنافسة، خصوصًا في ظل تراجع مبيعاتها بأوروبا والصين، وحتى في معاقلها التقليدية داخل أمريكا.

ترامب من جهته، يرى أن الدعم يجب أن يُلغى، وأن السوق يجب أن تتنفس دون أنابيب الأوكسجين الحكومية، لكن ماسك يرد: "أنقذنا مليارات من خلال إدارة الكفاءة الحكومية، وهذا المشروع يُجهض كل تلك الوفورات".

تداعيات متواصلة

منذ إعلان ماسك تقليص دوره في الشؤون الحكومية نهاية مايو 2025، بدأت أسهم تسلا بالانحدار، ومنذ 27 مايو، انخفضت بنسبة 12%.

وفي الأسواق، لا صوت يعلو فوق صوت القلق، فمع توتر العلاقة بين الرجلين، وارتفاع نبرة الصراع السياسي تتصاعد المخاوف بشأن مستقبل الشركات التي تترنح بين السياسة والاقتصاد.

هل يطفئ أحد هذا الحريق؟

لا يبدو أن ترامب وماسك في طريقهما للمصالحة قريبًا، ومن الواضح أن اشتعال هذا الصراع ليس مجرد خلاف شخصي، بل معركة نفوذ تتقاطع فيها السياسة بالاقتصاد، وترسم على خرائط الشركات العملاقة وأسواق المال، إنه صراع بين "الرئيس" و"الرأسمالي"، بين من يسن القوانين ومن يملك الأدوات، وبين الاثنين.. تتطاير المليارات.