لأول مرة، تعهدت فرنسا بإعداد خطة خلال الأسابيع الستة المقبلة لاعتراض "قوارب التاكسي" التي تحمل المهاجرين في البحر إلى المملكة المتحدة، ضمن استراتيجية تهدف إلى الاستعداد للقمة الفرنسية البريطانية المرتقبة في الثامن من يوليو، عندما يسافر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى لندن في زيارة دولة.
ونقلت صحيفة "ذا تليجراف" البريطانية عن مصادر بوزارة الداخلية الفرنسية أن السلطات ستستهدف القوارب التي تقع على بعد 300 متر من الشواطئ لمنعها من التوجه إلى المملكة المتحدة محملة بالمهاجرين.
وفق الصحيفة، تعمل فرنسا على توسيع قواتها البحرية بستة زوارق دورية جديدة لن تقوم فقط بإنقاذ المهاجرين بل يمكنها أيضًا اعتراض " قوارب التاكسي " قبل مغادرتها إلى المملكة المتحدة.
وبالفعل، تم إبحار أول قارب، وهو القارب "روزيل" الذي يبلغ طوله 46 مترًا، والقادر على حمل 20 ضابطًا من الشرطة شبه العسكرية، والمعروفين باسم "الدرك".
اعتراض وإحباط
تأتي هذه الخطوة بعد أن طالبت وزيرة الداخلية البريطانية إيفيت كوبر، هذا الأسبوع، فرنسا بالبدء في اعتراض قوارب المهاجرين في البحر "بأسرع وقت ممكن"، بعد وصول عدد قياسي بلغ 1195 مهاجرًا إلى المملكة المتحدة على متن 19 قاربًا مطاطيًا، السبت الماضي.
وبذلك، وصل إجمالي عدد المهاجرين هذا العام داخل المملكة المتحدة إلى 14812 مهاجرًا، وهو أعلى رقم مسجل.
وحسب التقرير، كان هناك إحباط متزايد إزاء المماطلة الواضحة من جانب الفرنسيين، الذين أوقفوا حتى الآن هذا العام أقل من 40% من القوارب -وهي أدنى نسبة مسجلة- على الرغم من الاتفاق البريطاني الفرنسي الذي تبلغ قيمته 480 مليون جنيه إسترليني لمدة ثلاث سنوات لمكافحة عمليات العبور.
في الوقت الحالي، تريد كوبر من شرطة الحدود والدرك الفرنسيين اعتراض "قوارب التاكسي"، ليس فقط في المياه الضحلة عند مغادرتها الشواطئ، بل أيضًا عند انطلاقها من الأنهار والمجاري المائية الداخلية لنقل المهاجرين إلى بلادها.
لكن حتى الآن، رفض الفرنسيون التدخل في المياه الإقليمية، زاعمين أن القوانين البحرية تمنعهم من اتخاذ إجراءات قد تُعرّض حياة الناس للخطر في البحر. لكن مصادر حكومية فرنسية أفادت بأن الوزراء المشرفين على سياسة الهجرة أعطوا الضوء الأخضر للقيام بذلك "مع احترام قانون البحار".
مخاطر كبيرة
نقلت "ذا تليجراف" عن مصدر في وزارة الداخلية الفرنسية: "ندرك المخاطر الكبيرة التي تنطوي عليها التدخلات في البحر والحاجة إلى تكييف مبدأ عملنا. اليوم، لا يمكن أن يتم تدخلنا إلا لإنقاذ قارب موجود بالفعل في البحر، وخاصة بسبب قضايا المسؤولية الجنائية المرتبطة بأي اعتراض يتم لأي سبب آخر".
وأضاف: "نود تغيير هذا الإطار حتى نتمكن من العمل في المياه الضحلة، على بعد يصل إلى 300 متر من الساحل، وبالتالي اعتراض "قوارب التاكسي"، مع احترام مبادئ اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، المعروفة باسم اتفاقية مونتيجو باي".
وقال المصدر إن هدف الحكومة هو إعداد "إرشادات مشتركة" للقمة في يوليو، بموجب اتفاق يؤكد صراحة "للمرة الأولى، الحاجة إلى اتخاذ إجراءات لمنع العبور غير النظامي للقناة".
حتى الآن، لا يزال المسؤولون يعملون على الجوانب العملية لأي عمليات تدخل، بما في ذلك ما إذا كان ينبغي أن يكونوا مسلحين ويرتدون الدروع الواقية عندما يتعاملون مع القوارب، حيث يتوقعون مواجهة رد فعل عنيف من المهاجرين ومهربي البشر.
وذكرت الصحيفة أنه يوم السبت، أصيب اثنان من رجال الدرك عندما رشقهم مهاجرون بالحجارة أثناء محاولتهم منع قارب من الإبحار.
أيام حمراء
وفق التقرير، تم تمويل الاستراتيجية من صفقة بقيمة 480 مليون جنيه إسترليني، مع إعادة توجيه 7 ملايين جنيه إسترليني من الأموال الحالية لدفع تكاليف ضباط إنفاذ القانون والاستخبارات الإضافيين.
وأصبحت هناك حاجة ملحة لتنفيذ هذه الاستراتيجية بعد أن توقع مكتب الأرصاد الجوية أن يكون الصيف أكثر حرارة من المتوسط؛ وتشير بيانات وزارة الداخلية البريطانية، التي نشرت يوم الثلاثاء، إلى أن الطقس الجيد ساهم في زيادة أعداد المهاجرين الذين عبروا الحدود حتى الآن هذا العام.
وفقًا للبيانات، سُجِّل 60 يومًا يُسمَّى "أيامًا حمراء" بين 1 يناير و30 أبريل من هذا العام، حيث صُنِّفت عمليات العبور على أنها محتملة أو محتملة للغاية نظرًا لعوامل مثل سرعة الرياح وارتفاع الأمواج واحتمالية هطول الأمطار.
وقد وصل حوالي 11,074 مهاجرًا إلى المملكة المتحدة خلال هذه الأشهر الأربعة بعد عبور القناة الإنجليزية.
وعلى النقيض من ذلك، كان هناك 27 يومًا أحمر في نفس الفترة من العام الماضي، وهو أقل من نصف العدد في عام 2025، مع تسجيل 7567 حالة عبور.