الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

فوزه يعمق الخلافات.. ما نعرفه عن كارول ناوروكي رئيس بولندا الجديد

  • مشاركة :
post-title
كارول ناوروكي

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

بفارق ضئيل جدًا لا يتعدى واحدًا في المائة، أصبح كارول ناوروكي رئيسًا لبولندا، التي تمتلك أكبر الجيوش في الاتحاد الأوروبي، في جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية التي وصفت بالصعبة، وأدخلت البلاد في حالة من الانقسام.

وبحسب الإحصاءات الرسمية، تغلب كارول على عمدة وارسو رافال ترزاسكوفسكي، وحصد 50.9% من الأصوات، وعلى الرغم من منصبه الشرفي الذي منعه من التدخل في وضع سياسات البلاد، فإنه يمتلك حق النقض ضد التشريعات.

الولادة والبداية

في التقرير التالي نرصد أبرز المعلومات عن الرئيس البولندي الجديد وأجندته المنتظرة، التي تتشابه مع أجندة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وحلفائهما من اليمين المتطرف الأوروبي.

وُلد الرئيس البولندي الجديد، كارول ناوروكي، في جدانسك، وهي مدينة بولندية تقع على بحر البلطيق، ولا يتعدى عدد سكانها المليون نسمة. تخرج في جامعة المدينة بعد دراسة التاريخ في عام 2008، ثم حصل على الدكتوراه عام 2013، بحسب وسائل إعلام محلية. 

حارس وملاكم

خلال دراسته، عمل كارول كحارس أمن في فندق، ومارس الرياضة عبر لعبة الملاكمة، وكانت بداية عمله في المعهد الوطني البولندي للتاريخ الطبيعي أو الذاكرة الوطنية عام 2009 فور تخرجه، وهي الهيئة المكلفة بالتحقيق في الجرائم النازية والشيوعية بين عامي 1917 و1990 وملاحقة مرتكبيها.

ثم أصبح بعد ذلك مديرًا لمتحف الحرب العالمية الثانية في المدينة لمدة 4 سنوات، وفق شبكة "يورونيوز". وفي عام 2021، عاد إلى المعهد الوطني مرة أخرى كرئيسٍ له، وخلال فترة عمله حصل على ماجستير إدارة أعمال دولي من جامعة جدانسك للتكنولوجيا عام 2023.

عداء ودعم

ويُوصف ناوروكي بأنه زعيم التيار القومي، حيث يمتلك آراء سياسية محافظة ويمينية، وحظي بدعم حزب القانون والعدالة، أكبر حزب في البرلمان البولندي، والمعادي للحكومة المركزية البولندية ورئيس وزرائها دونالد توسك.

ويحظى الرئيس البولندي الجديد بدعم مباشر من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والقوى اليمينية الأوروبية، بما في ذلك رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان وجورج سيميون، اليميني الروماني الذي خسر الانتخابات الرئاسية مؤخرًا.

كارول ناوروكي خلال تجمع حاشد قبل إعلان النتيجة
أجندة انتخابية

وخلال حملته الانتخابية، حمل ناوروكي أجندة خاصة، تشبه أجندات اليمين المتطرف الأوروبي بصورة كبيرة، وفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز"، حيث كان معارضًا شرسًا للتطعيمات الإجبارية للبالغين والأطفال خلال وباء كوفيد -19.

كما كان معارضًا لعضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، حتى يتم حل القضايا الثنائية العالقة مع روسيا، وقدم للبولنديين خطة انتخابية تعهد فيها بعدم زيادة الضرائب وخفض ضريبة القيمة المضافة.

الضرائب والانبعاثات

ومن بين الوعود الأخرى، أعلن عزمه حال فوزه تقديم إعفاء ضريبي على الدخل للأسر التي لديها طفلان على الأقل، وإعفاء الميراث من الضرائب، وإلغاء ما يُعرف بإسم ضريبة بيلكا، كما يعد مؤيدًا شديدًا لاستخدام الطاقة النووية.

ورفض ناوروكي استراتيجية الأيديولوجية الخضراء ونظام أوروبا لتقليل الانبعاثات، متعهدًا باستمرار استخراج الفحم البولندي واستخدامه في محطات الكهرباء، إلى أن تمتلك بولندا محطة نووية خاصة بها.

انقسامات سياسية

ويعد الرئيس البولندي الجديد من أشد المدافعين عن التجنيد الطوعي خلال حملته الرئاسية، ويرى أن بولندا آمنة بجيشها الذي يمتلك 300 ألف جندي في الخدمة، ومليون جندي احتياطي على الأقل، رافضًا فكرة التجنيد الإجباري.

ويرى ناوروكي نفسه جزءًا من حركة يمينية صاعدة في أوروبا والغرب لا تقهر، بحسب رويترز، ودائمًا ما صور نفسه بأنه شخصية قوية متمسكة بالقيم العائلية والمسيحية الكاثوليكية، معتبرًا فوزه بأنه يعمق الانقسامات السياسية المريرة في بولندا، وهو ما كشفه آخر تصريح لرئيس الوزراء البولندي بأن ناوروكي "رجل عصابات غير لائق للرئاسة".