الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

نتائج شبه رسمية.. فوز عمدة بوخارست في الانتخابات الرئاسية الرومانية

  • مشاركة :
post-title
عمدة بوخارست نيكوسور دان الفائز في الانتخابات الرومانية

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

أكدت نتائج شبه رسمية، فوز رئيس بلدية بوخارست نيكوسور دان، في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الرومانية الحاسمة، بعد فرز 99% من الأصوات، وهي الانتخابات التي وُصفت بأنها معركة بين رومانيا المؤيدة للغرب ورومانيا المُعادية للغرب.

وحظيت تلك الانتخابات بمتابعة وثيقة في مختلف أنحاء أوروبا، وسط مخاوف من أن يؤدي الغضب الشعبي تجاه النخب السائدة، بسبب الهجرة وضغوط تكاليف المعيشة، إلى تآكل الوحدة في القارة الأوروبية وتكتل اليمين المتطرف في العديد من البلدان.

تدخل خارجي

وكانت نتائج الانتخابات السابقة، التي أُجريت في 24 نوفمبر 2024، والتي فاز فيها المرشح اليميني كالين جورجيسكو بشكل غير متوقع، قد أُلغيت بقرار من المحكمة الدستورية في البلاد، بناءً على تقرير من أجهزة الاستخبارات، التي لم تتهم روسيا بشكل مباشر، لكنها أشارت إليها بقوة.

ووفقًا لأجهزة الاستخبارات الرومانية، تم تسجيل انتهاكات خلال حملة جورجيسكو، بما في ذلك الإعلان غير القانوني والتلاعب على المنصات لزيادة شعبيته بشكل مصطنع. وزعمت الوثائق أن مؤثرين مدفوعي الأجر، إلى جانب أعضاء من جماعات يمينية متطرفة وأشخاص مرتبطين بالجريمة المنظمة، روّجوا لترشيح جورجيسكو عبر الإنترنت.

نتائج الانتخابات

وفي الجولة الأولى التي أُقيمت في 4 مايو الجاري، احتل المرشح اليميني جورج سيميون المركز الأول في المحاولة الثانية لإجراء انتخابات رئاسية في رومانيا، حيث حصل على نسبة 40% من الأصوات، بينما جاء في المركز الثاني عمدة بوخارست السابق نيكوسور دان بنسبة أصوات بلغت 20%.

وفي جولة الإعادة التي تمت الأحد، ووفقًا لصحيفة "الجارديان" البريطانية، أظهرت النتائج بعد فرز 99% من الأصوات حصول عمدة بوخارست على 54.2% من الأصوات في السباق الرئاسي، بينما حصل منافسه اليميني المتطرف جورج سيميون، المعجب بدونالد ترامب، على 45.8%.

وأظهرت الأرقام الرسمية أن نسبة المشاركة في التصويت، التي بلغت 53% في الجولة الأولى، قاربت 65%، مع تصويت الشباب والرومانيين المقيمين في الخارج بأعداد أكبر بكثير.

جورج سيميون المرشح اليميني الخاسر
فساد واقتصاد

وفي تعليقه على الفوز الكبير، قال نيكوسور دان، العمدة السابق الذي ظل في منصبه لفترتين، إن الناخبين الذين يسعون إلى "تغيير عميق، ومؤسسات دولة فاعلة، وفساد أقل، واقتصاد مزدهر، ومجتمع متحاور لا يقوم على الكراهية" قد فازوا في "الأحد الكبير" في جولة الإعادة.

وكان دان، البالغ من العمر 55 عامًا، قد خاض حملته الانتخابية على أساس تعهده بمحاربة الفساد المستشري، والحفاظ على الدعم لأوكرانيا، حيث لعبت رومانيا دورًا لوجستيًا مهمًا في الحرب الدائرة، بالإضافة إلى تأكيده على بقاء البلاد ضمن التيار الأوروبي الرئيسي.

وفي كلمته أمام أنصاره في وسط بوخارست، قال إنه سيبدأ محادثات تشكيل حكومة جديدة اليوم الاثنين، لكنه أقر في الوقت ذاته بصعوبة مهمته، مشيرًا إلى أن هناك فترة صعبة قادمة، وهي ضرورية من وجهة نظره لإعادة التوازن الاقتصادي، وطالب ناخبيه بالتحلي بالأمل والصبر.

"لم نخسر الحرب"

كما أقر جورج سيميون، اليميني المتطرف، بالهزيمة صباح اليوم الاثنين، بعد أن زعم سابقًا فوزه في الانتخابات، مؤكدًا لناخبيه أنهم "ربما خسروا معركة، ولكنهم بالتأكيد لم يخسروا الحرب".

ويُعد سيميون معارضًا شديدًا لتقديم المزيد من المساعدات لأوكرانيا، وانتقد بشدة قيادة الاتحاد الأوروبي، وكان هناك مخاوف من إمكانية تحالفه مع فيكتور أوربان، رئيس وزراء المجر، وروبرت فيكو، رئيس وزراء سلوفاكيا، كقوة زعزعة أخرى في القارة العجوز.

الانتخابات الأهم

ويتمتع الرؤساء الرومانيون بدور شبه تنفيذي، مع سُلطات كبيرة فيما يتصل بالسياسة الخارجية والأمن القومي والإنفاق الدفاعي والتعيينات القضائية، ويمكنهم أيضًا حل البرلمان إذا رفض النواب ترشيحين لمنصب رئيس الوزراء.

ووصف المحللون هذه الانتخابات بأنها الأهم في تاريخ البلاد ما بعد الشيوعية، حيث ستكون لها آثار كبيرة على التوجه الاستراتيجي لرومانيا، وآفاقها الاقتصادية، وكذلك على وحدة الاتحاد الأوروبي.