الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

رغم وعود هيجسيث.. شكوك حول جدية التزامات واشنطن تجاه حلفائها في آسيا

  • مشاركة :
post-title
وزير الدفاع بيت هيجسيث

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

رغم الخطاب القوي والوعود الجريئة التي أطلقها وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث، أمام حلفاء واشنطن في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، تبقى الشكوك عميقة حول جدية التزامات إدارة ترامب تجاه المنطقة، وفي الوقت الذي حاول فيه هيجسيث طمأنة القادة العسكريين والدفاعيين في حوار "شانجريلا الأمني" بسنغافورة، كشفت ردود الفعل والتعليقات الدبلوماسية عن تشكك واسع في قدرة الإدارة الأمريكية على تحويل الأقوال إلى أفعال، خاصة في ظل السياسات المتقلبة للرئيس دونالد ترامب وحربه التجارية العالمية.

تحذيرات حادة

وجّه هيجسيث في خطابه انتقادات لاذعة للصين، إذ وصفها بـ"الصين الشيوعية" واتهمها بـ"التراكم العسكري الهائل واستخدام تكتيكات المنطقة الرمادية والحرب الهجينة"، وفقًا لما ذكرته مجلة "تايمز" البريطانية.

وحذّر الوزير الأمريكي من أن الرئيس الصيني شي جين بينج، أمر جيشه بأن يكون قادرًا على غزو تايوان، بحلول عام 2027، وأيضًا من أن الهجوم على الجزيرة "قد يكون وشيكًا".

ولم تتأخر بكين في الرد على هذه التصريحات، إذ أصدرت بيانًا اتهمت فيه هيجسيث بـ"تشويه سمعة الصين بادعاءات تشهيرية مليئة بالاستفزازات وتهدف إلى بث الفتنة"، محذرة واشنطن من "اللعب بالنار" في قضية تايوان، التي وصفتها بأنها "شأن داخلي صيني بالكامل".

وغاب وزير الدفاع الصيني الأدميرال دونج جون، عن القمة للمرة الأولى منذ 2019.

إعادة التوجه الاستراتيجي

أكد هيجسيث أن منطقة المحيط الهادئ تمثل "مسرح الأولوية" لأمريكا، مُعلنًا عن تحول جذري في الاستراتيجية الأمريكية، إذ ستترك أوروبا للأوروبيين بينما تركز الولايات المتحدة قوتها العسكرية على آسيا والمحيط الهادئ.

وكشف عن خطط لزيادة الإنفاق الدفاعي إلى تريليون دولار، العام المقبل بزيادة 13%، مؤكدًا أن "شبكة قوية وحازمة وقادرة من الحلفاء والشركاء هي ميزتنا الاستراتيجية الرئيسية".

في خطوة مفاجئة، أشاد هيجسيث بالدول الأوروبية لزيادة إنفاقها الدفاعي كمثال يجب على نظرائها الآسيويين محاكاته، وهو ما علق عليه مايكل يوهانسون، رئيس شركة "ساب" السويدية لتصنيع الأسلحة، قائلًا لمجلة "تايمز": "كان من المفاجئ تمامًا أن يستخدم أوروبا كمرجع فيما يتعلق بالإنفاق الدفاعي، لكنه كان خطابًا جيدًا وأكثر تعاونيًا مما توقعت".

ردود فعل متشككة

واجه خطاب هيجسيث ردود فعل متباينة من الحضور، إذ تعامل الوفد الصيني مع الاتهامات بازدراء. وانتقد البروفيسور دا وي، مدير مركز الأمن والاستراتيجية الدولية في جامعة تسينجهوا ببكين، النبرة الحادة للوزير الأمريكي، قائلًا لـ"تايمز": "استخدم نبرة قوية وقاسية جدًا مما فاجأني، وهو أمر غير بناء ومنافق، لأن الولايات المتحدة تفرض رسومًا جمركية عالية على البلدان الإقليمية، فكيف يمكن أن تتوقع منها الشراكة معك ضد قوة اقتصادية أخرى؟".

حرب تجارية

كانت الحرب التجارية العالمية التي يخوضها ترامب بمثابة "الفيل في الغرفة" خلال المؤتمر، حسب وصف "تايمز"، وعندما سُئل هيجسيث عن الرسوم الجمركية المتبادلة المفروضة، أبريل 2025، تهرب من الإجابة مازحًا: "أنا سعيد لأنني في مجال الدبابات وليس التجارة، وسأترك هذه المناقشة للرجل الذي يعرف كيف يقوم بذلك على أفضل وجه"، في إشارة واضحة لترامب.

شكوك عميقة

رغم محاولات هيجسيث الحثيثة لطمأنة الحلفاء، كشف عن محدودية دوره الحقيقي عندما اعترف بأن "مهمته خلق والحفاظ على مساحة القرار للرئيس ترامب، وليس ادعاء اتخاذ قرارات نيابة عنه"، ما عزز الشكوك حول جدية الالتزامات الأمريكية، خاصة في ضوء ما وصفته "تايمز" بـ"التقلبات السياسية المستمرة" لترامب، التي خلقت انطباعًا بأن "الكلمات الأمريكية لم تكن أرخص من أي وقت مضى".

ونقلت المجلة البريطانية عن مندوب أوروبي قوله: "أنا متأكد تمامًا أنه مجرد كلام"، بينما وافقه ضابط عسكري بنجلاديشي الرأي قائلًا: "ما زال يبدو أن ترامب رئيس ينظر إلى الداخل أكثر من كونه رئيسًا عالميًا".