الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بعد تعهد ترامب بـ "استعادة السيطرة".. هيجسيث يقترح إحياء القواعد العسكرية في بنما

  • مشاركة :
post-title
رئيس بنما خوسيه راؤول مولينو ووزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث أثناء توقيعه اتفاقية ثنائية في بنما

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

أثار وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث فكرة عودة القوات الأمريكية إلى بنما لـ "تأمين" قناتها الحيوية استراتيجيا، قائلًا إنه يمكن عبر "دعوة" للولايات المتحدة أن تقوم واشنطن بـ "إحياء" قواعدها العسكرية أو المحطات الجوية البحرية وتدوير نشر قواتها في البرزخ الذي غزته الولايات المتحدة قبل 35 عامًا.

وقال أيضًا إن بلاده تسعى إلى المرور الحر عبر القناة لسفنها البحرية، التي وصفها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنها "مفرطة في الرسوم ولا يتم التعامل معها بشكل عادل بأي شكل من الأشكال".

ومنذ عودته إلى السلطة في يناير، زعم ترامب، مرارًا وتكرارًا، أن الصين تتمتع بنفوذ كبير على القناة، التي تتعامل مع حوالي 40% من حركة الحاويات في الولايات المتحدة و5% من التجارة العالمية. وتعهدت إدارته بـ "استعادة السيطرة" على الممر المائي الاستراتيجي الذي مولته الولايات المتحدة وبنته وسيطرت عليه حتى عام 1999.

المرور أولا

تنقل "ذا جارديان" عن هيجسيث قوله، الأربعاء، إن القواعد العسكرية الأمريكية السابقة المنتشرة في بنما "يمكن استخدامها مرة أخرى لاستضافة القوات الأمريكية".

وقال إن الاتفاق الذي تم توقيعه مع بنما هذا الأسبوع كان "فرصة لإحياء" تلك الأماكن، سواء كانت القاعدة العسكرية، أو محطة الطيران البحرية، أو المواقع التي يمكن للقوات الأمريكية العمل فيها مع القوات البنمية لتعزيز القدرات والتعاون بشكل دوري.

وفي حين أشار هيجسيث إلى إمكانية إجراء تدريبات مشتركة -وكانت الولايات المتحدة شاركت منذ فترة طويلة في التدريبات العسكرية في بنما- فإن الإشارة إلى قوة أجنبية متواجدة من المرجح أن تثير غضب البنميين، الذين يعتبرون الملكية الوحيدة للقناة مصدرا للفخر الوطني.

لذلك، فإن الاحتفاظ بقوة طويلة الأمد، مثل التي تحتفظ بها الولايات المتحدة في داروين بأستراليا، تشكل خطرًا سياسيًا على الرئيس خوسيه راؤول مولينو -وهو زعيم يمين الوسط في بنما- الذي سارعت حكومته إلى رفض الفكرة.

وصرّح وزير الأمن البنمي، فرانك أبريجو، في ظهور علني مشترك مع هيجسيث: "أوضحت بنما، عبر الرئيس مولينو، أننا لا نقبل بوجود قواعد عسكرية أو مواقع دفاعية". وأضاف هيجسيث أن الولايات المتحدة تسعى إلى إبرام اتفاق يسمح لسفنها الحربية بالمرور عبر القناة "أولا وبشكل حر".

وقال خوسيه رامون إيكازا، وزير شؤون القناة في بنما: "سنسعى إلى إيجاد آلية يمكن من خلالها للسفن الحربية والسفن المساعدة الحصول على نظام تعويض مقابل الخدمات، أي طريقة لجعلها محايدة من حيث التكلفة، ولكن ليست مجانية".

لا شيء مجاني

بموجب المعاهدات الحالية، تكون قناة بنما مفتوحة لجميع البلدان، ويجب على السفن أن تدفع نفس الأسعار وفقًا لسعتها وحمولتها، بغض النظر عن بلد المنشأ أو الوجهة.

والأربعاء، قالت هيئة قناة بنما المستقلة -التي تدير الممر المائي- إنها تسعى إلى "مخطط محايد التكلفة" لتعويض الخدمات المقدمة في المسائل الأمنية مقابل رسوم السفن الحربية.

وعلى الرغم من أن هيجسيث لم يذكر في المؤتمر الصحفي أن الولايات المتحدة اعترفت بسيادة بنما على الممر المائي، تخللت زيارة وزير الدفاع الأمريكي، التي استمرت يومين، تعليقات حول الصين ونفوذها في أمريكا اللاتينية.

مواجهة الصين

خلال حديثه، قال هيجسيث إن الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب مع الصين، لكنها ستواجه "تهديدات" بكين للمنطقة.

وأكد مذيع فوكس نيوز السابق أن الحرب مع الصين "ليست حتمية بالتأكيد. لا نسعى إليها بأي شكل من الأشكال، لكن معًا، يجب علينا منع الحرب بردع تهديدات الصين في هذا النصف من الكرة الأرضية بقوة وحزم".

في المقابل، ردت الصين على تعليقات هيجسيث قائلة إن مسؤولي واشنطن "هاجموا الصين بخبث، وكشفوا عن طبيعة الولايات المتحدة المتسلطة".

أيضًا، زعم هيجسيث أن الشركات التي تتخذ من الصين مقرًا لها تستولي على الأراضي والبنية الأساسية في أمريكا اللاتينية في قطاعات استراتيجية، مثل الطاقة والاتصالات، وأن الصين لديها وجود عسكري كبير للغاية في نصف الكرة الأرضية.

وكان ترامب قد ركز على دور شركة هونج كونج التي تدير موانئ في طرفي القناة التي تربط المحيطين الأطلسي والهادئ منذ عقود. وتحت ضغط من البيت الأبيض، اتهمت بنما شركة "موانئ بنما" المدعومة من هونج كونج بالفشل في الوفاء بالتزاماتها التعاقدية ودفعت الشركة إلى الانسحاب من البلاد.

وأضاف وزير الدفاع الأمريكي: "لا تخطئوا، بكين تستثمر وتعمل في هذه المنطقة من أجل تحقيق ميزة عسكرية ومكاسب اقتصادية غير عادلة".