الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

حوار شانجريلا.. غياب التمثيل المؤثر للتنين الصيني

  • مشاركة :
post-title
الوفد الصيني المشارك في قمة شانغريلا

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

شهد "حوار شانجريلا" الأمني في آسيا، الذي يعد أكبر منتدى سنوي للقضايا الدفاعية في المنطقة، غيابًا غير معتاد لوزير الدفاع الصيني دونج جون، ما ألقى بظلال من التساؤلات حول مستقبل الانخراط الصيني في المحافل الأمنية الدولية، وسط حملة تطهير داخلي مستمرة تطال كبار جنرالات جيش التحرير الشعبي.

تمثيل منخفض المستوى

خلافًا لما جرت عليه العادة في الدورات السابقة، لم يكن الرد الصيني هذا العام على الخطاب الأمريكي في المنتدى بقيادة وزير الدفاع، بل جاء من خلال ممثلين عن المؤسسات الأكاديمية العسكرية، بحسب صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست".

وأكدت مصادر عسكرية ودبلوماسية للصحيفة، أن الوفد الصيني امتنع عن إجراء أي لقاءات ثنائية، بما في ذلك مع الجانب الأمريكي، وهو ما فُسر على أنه تراجع عن سياسة الانخراط العلني المعتادة لبكين في مثل هذه المنتديات.

وقال أحد المسؤولين العسكريين الحاضرين للمنتدى إن الوفد الصيني أبلغهم بشكل صريح أنهم لا ينوون عقد اجتماعات ثنائية هذا العام، في حين وصف مسؤول آخر هذا الغياب بأنه "فرصة ضائعة" للصين لإبراز مواقفها أمام جمهور دولي رفيع المستوى.

انتقادات حادة

على الرغم من التمثيل المحدود، لم تغب الصين تمامًا عن النقاشات، إذ رد اللواء هو قانجفنج، نائب رئيس جامعة الدفاع الوطني في جيش التحرير الشعبي، على تصريحات وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث، الذي وصف الصين بأنها تمثل "تهديدًا متزايدًا للمنطقة".

"هو" وصف التصريحات الأمريكية بأنها "اتهامات لا أساس لها" تهدف إلى "إثارة الانقسام وزعزعة استقرار منطقة آسيا والمحيط الهادئ".

كما أصدرت وزارتا الخارجية والدفاع في الصين بيانات منفصلة دانت فيها ما وصفته بـ "التنمر" الأمريكي و"عقلية الحرب الباردة".

وجاءت هذه الردود ضمن جلسة نقاش محدودة بعنوان "الأمن البحري التعاوني في آسيا والمحيط الهادئ"، وكانت الجلسة الوحيدة التي شهدت مشاركة مباشرة لمسؤول صيني، ما يعكس توجهًا حذرًا وغير معتاد لبكين في مثل هذه الفعاليات، بحسب "ساوث تشاينا مورنينج بوست".

إلغاء جلسة رئيسية

كان من المقرر أن يشارك الوزير دونج جون في جلسة عامة رئيسية بعنوان "شراكات الأمن العالمي للصين"، لكن الجلسة أُلغيت بعد تأكيد غيابه.

ويعد هذا على حد تعبير الصحيفة الصادرة من هونج كونج مؤشرًا على حجم التراجع في مستوى التمثيل الصيني، إذ جرت العادة على مشاركة وزراء الدفاع السابقين في مثل هذه الجلسات، مثل لي شانجفو ووي فنجخه.

وقال دا وي، مدير مركز الأمن والاستراتيجية الدولية في جامعة "تسينجهوا" الصينية، إن من "المفهوم" إلغاء الجلسة نظرًا لعدم وجود وزير في الوفد، لكنه أشار إلى أن المشاركة الرفيعة المستوى كانت ستمنح الصين منصة أفضل لشرح وجهة نظرها الإقليمية، خاصة في ظل التصريحات الأمريكية المنتقدة.

حملة تطهير

يأتي هذا التراجع في الانخراط الصيني في وقت تشهد فيه المؤسسة العسكرية الصينية حملة تطهير واسعة طالت مسؤولين رفيعي المستوى في جيش التحرير الشعبي. فقد أقيل الوزيران السابقان للدفاع، لي شانجفو ووي فنجخه، من الحزب الشيوعي في يونيو الماضي، وسط اتهامات بارتكاب مخالفات قانونية.

كما كُشف أخيرًا أن الأميرال مياو هوا، عضو اللجنة العسكرية المركزية، خضع للتحقيق في نوفمبر، وسط شائعات عن شبهات فساد.

كذلك اختفى هي ويدونج، نائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية، عن الظهور منذ 11 مارس الماضي، ما زاد من الغموض حول الوضع الداخلي للجيش.

ورجّح بعض المحللين، مثل كولين كوه من معهد الدراسات الدفاعية والاستراتيجية في سنجافورة، أن يكون التمثيل المنخفض مرتبطًا بشكل مباشر بحملة التطهير الجارية في صفوف القادة العسكريين الصينيين. وقال: "لا أعتقد أن هناك تغييرًا في موقف بكين من المنتدى، لكنها تواجه ببساطة أزمة داخلية تؤثر على قدرتها على إرسال ممثلين رفيعي المستوى".